جهاز لوحي للتواصل مع الصم بسهولة

تقوم «موشن سايفي» الشركة الجديدة الناشئة بتطوير جهاز للكومبيوترات اللوحية من شأنه تحسين الاتصالات بالنسبة إلى الأشخاص الصم عن طريق استخدام تقنية التعرف على الحركات والإيماءات، لترجمة لغة الإشارات إلى كلام، وبالتالي إلى نصوص. وبذلك سيصبح بمقدور الذين لا يسمعون، استخدام جهاز لوحي خاص قريبا لترجمة لغتهم بالإشارات إلى كلمات منطوقة. ويجري تمويل الجهاز حاليا من قبل الجمهور، عن طريق حملة «إندي غو غو».
والجهاز هذا يدعى «يوني» UNI، وهو بحجم علبة الجهاز اللوحي، ويضم مستشعرا عالي السرعة قادرا على استشعار حركات اليد حتى أجزاء من المليمتر الواحد. ويقوم البرنامج المصاحب له باستخدام تقنية التعرف على الحركات والإيماءات، لتعقب حركة اليد لمستخدمي إشاراتها. ومن ثم ترجمتها إلى نص. ويجري عرض الكلمات المنطوقة نتيجة ذلك، على صورة نص معروض على الشاشة، مما يسهل الحديث بين طرفين، حتى ولو كان الشخص الذي لا يسمع، يعاني مشكلة في النطق واللفظ، والمستمع لا يفقه لغة الإشارات.
ولا يقوم جهاز «يوني» هذا بالحلول محل الحاجة إلى المترجمين البشريين بلغة الإشارات. ففي الواقع يقول ألكسندر أوبالكا الرئيس التنفيذي لـ«موشن سايفي»، إنه يأمل وفريقه أن يؤدي جهاز «يوني» إلى انتعاش أعمالهم. فالفكرة هنا مساعدة الطرش على تجاوز الحواجز والعقبات الأولية، مثل مقابلات التقديم للوظائف والأعمال في الشركات التي لا توفر مترجمين. «فإذا كنت لا تستطيع التواصل خلال مقابلات كهذه، فأنت لن تحصل على الوظيفة»، كما يقول أوبالكا. ويقدر البعض أن نصف الأشخاص الصم، أو أكثر في الولايات المتحدة، هم عاطلون عن العمل. «لكن مع (يوني) نتوقع أن المزيد من هؤلاء سيحصلون على عمل يواظبون عليه، وبذلك نجعل المزيد من الناس يستأجرون مترجمين، وبذلك سنزيد من العمالة والوظائف». ومثل هذا المنتج سيجعل الأطفال الذين يعانون من فقدان السمع لا يخشون التعريف بأنفسهم وإقناع أقرانهم لكي يتعلموا ما يكفي من لغة الإشارات لكي يلهوا ويلعبوا معهم.
وأوبالكا ورفاقه من المؤسسين، هم صم أيضا، تقابلوا لأول مرة وتعاونوا في المعهد التقني القومي للصم التابع لمعهد روشستر للتقنية. ويقولون إن ردود الفعل التي حصلوا عليها من الآخرين من الصم، كانت إيجابية للغاية، وهم ملتزمون في وضع هذه التقنية في أيدي أولئك الذين يحتاجون إليها. وبعد تلقيهم ردود الفعل هذه، قاموا بتخفيض كلفة الجهاز من 799 دولارا إلى 200 دولار، إضافة إلى رسم اشتراك ضئيل للبرنامج. وأحد أصعب التحديات التي يواجهها هذا المشروع استيعاب الكثير من الاختلافات في لغة الإشارات. «فثمة الكثير من اللهجات المختلفة وأساليب الإشارات ذات النسق الخاص التي يتوجب أخذها بعين الاعتبار» كما يقول أوبالكا، بيد أن «يوني» سيتيح للمستخدمين إدخال إشارات مصممة خصيصا والمشاركة بها مع قاعدة بيانات، مما يجعل هذه التقنية قابلة للتخصيص والتعديل بلا حدود.
* خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ {الشرق الأوسط}