«الجيش الليبي» يسقط طائرتين تركيتين في مدينة بني وليد

قوات السراج تتهم خصومها بـ«قصف منازل المدنيين» في طرابلس

ميليشيات موالية لحكومة {الوفاق} تجوب شوارع مصراتة (أ.ف.ب)
ميليشيات موالية لحكومة {الوفاق} تجوب شوارع مصراتة (أ.ف.ب)
TT

«الجيش الليبي» يسقط طائرتين تركيتين في مدينة بني وليد

ميليشيات موالية لحكومة {الوفاق} تجوب شوارع مصراتة (أ.ف.ب)
ميليشيات موالية لحكومة {الوفاق} تجوب شوارع مصراتة (أ.ف.ب)

قالت مصادر عسكرية ليبية وسكان محليون، أمس، إن «الجيش الوطني» الليبي أسقط طائرتين «تركيتين» في واديي دينار وتنيناي، بعدما حاولتا قصف سيارات التموين والإسعاف بمدينة بني وليد، الواقعة على بعد 180 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة طرابلس، والإغارة على مواقع للجيش بالقرب من بلدة ترهونة، جنوب شرقي طرابلس.
وتعتبر ترهونة القاعدة الرئيسية الأولى للجيش في حملته لـ«تحرير» العاصمة، بعدما فقد السيطرة على بلدة غريان، التي تبعد نحو 90 كيلومتراً إلى الجنوب من طرابلس.
وأعلن «الجيش الوطني» مساء أول من أمس، في بيان مقتضب لشعبة إعلامه الحربي، أن منصات دفاعه أسقطت طائرة تركية مُسيّرة في مدينة ترهونة. لكنه لم يوضح المزيد من التفاصيل، بينما اكتفى بيان آخر لغرفة «عمليات الكرامة» بالجيش بالإشارة إلى أنه تم «إسقاط الطائرة (التركية) أثناء محاولتها تنفيذ مهمة قتالية»، فيما تحدثت مصادر عسكرية في تصريحات صحافية، أمس، عن إسقاط الطائرة الثانية.
في المقابل، اتهمت القوات الموالية لحكومة «الوفاق» في بيان لعملية «بركان الغضب» قوات «الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر، بقصف مناطق سكنية وقتل طبيب، بعد سقوط قذيفة أطلقتها على منزله في منطقة عين زارة بجنوب طرابلس. بالإضافة إلى قصف مخازن المواد الغذائية بمنطقة الكريمية، وإصابة منزلين بجوار المخازن، ما تسبب في وفاة مواطن وإصابة 11 آخرين، من بينهم أربعة أشخاص من عائلة واحدة.
وأكد أسامة علي، المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ، في تصريح صحافي، أمس، سقوط قذائف على أحد المنازل في منطقة الهضبة البدري، مشيراً إلى وقوع خمسة جرحى كحصيلة أولية، وسقوط جرحى آخرين لم يحدد عددهم، بعد سقوط قذائف على أحد المنازل، أما في الناحية الغربية للمدينة، فلم تسفر قذيفة أخرى، وقعت بمنطقة غوط الشعال، عن وقوع أي ضحايا، حسب المتحدث ذاته.
وطالب جهاز الإسعاف سكان طرابلس بالتزام الأدوار السفلية، وعدم الخروج إلى الشرفات، أو الاقتراب من النوافذ، مشددا على ضرورة الاستمرار في حظر التجوال، على أمل إنقاذ الأرواح من القذائف العشوائية، ومن خطر وباء «كورونا» المستجد أيضا.
كما أفاد علي بسقوط قذائف أخرى على مصحة الروايال في طرابلس، ما تسبب في إخلاء المصحة والمرضى والأطقم الطبية.
وقال المتحدث باسم القوات الموالية لحكومة السراج إنها أسقطت، مساء أول من أمس، طائرة رصد واستطلاع لقوات «الجيش الوطني» في محور عين زارة، جنوب العاصمة طرابلس، «كانت تستخدم في تحديد المواقع، ونقل الإحداثيات وتوجيه القذائف».
كما أعلن تنفيذ سلاح الجو بقواته طلعات جوية استطلاعية في سماء قاعدة «الوطية» الجوية لرصد ما وصفها بـ«فلول الميليشيات» الإرهابية الهاربة، داخل القاعدة. في إشارة إلى قوات «الجيش الوطني».
ونقلت وسائل إعلام محلية، موالية لحكومة السراج، عن عميد بلدية سوق الجمعة بالعاصمة طرابلس أن قوات الجيش الوطني قصفت أحد أحياء هذه المنطقة السكنية بصواريخ «جراد».
وفى تطور آخر، قلل «الجيش الوطني» من حادث، اعتبرته وسائل إعلام موالية لحكومة السراج، بمثابة دليل على تدهور الوضع الأمني في شرق البلاد.
ونقل اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش، عن اللواء سالم الرفادي، آمر منطقة طبرق العسكرية، تأكيده أن الحادث الذي وقع أول من أمس في مدينة طبرق «عرضي بين أعضاء من مديرية طبرق (قسم النجدة)، وصاحب محل تجاري بالمدينة بسبب تنفيذ إجراءات حظر التجول المفروض لمقاومة انتشار وباء «كورونا»، وهو الحادث الذي أسفر عن وفاة مواطن وجرح آخرين».
وأضاف المسماري في بيان، مساء أول من أمس، أن ما «تنشره قنوات الفتنة الإخوانية حول الحدث غير صحيح، ولا يمت للواقع بصلة على الإطلاق».
وكان المشير خليفة حفتر قد أجرى عدة تعيينات جديدة في هيكل الجيش، حيث ضم منطقتي الزاوية ومنطقة الجبل الغربي في المنطقة العسكرية الغربية، بقيادة اللواء إدريس مادي، وتشكيل غرفة عمليات غرب طرابلس بقيادة اللواء عبد الله نور الدين الهمالي، واللواء مفتاح شقلوف آمرا للمنطقة العسكرية الوسطى، وغرفة عمليات تحرير غرب سرت، وتكليف العقيد عمر فرج بقيادة الكتيبة 102 مشاة.
في غضون ذلك، أباح الصادق الغرياني، مفتي ليبيا المقال من منصبه، عبر فتوى قدمها في برنامج تلفزيوني مساء أول من أمس، القيام بعمليات انتحارية في البلاد. وقال ردا على سؤال في القناة التي يمتلكها أن التفجير في العدو بعملية إرهابية «إذا كان سيحدث هزة وانكسارا أمر مشروع ومباح، إذا كان متحققا من نتائج العمل»، على حد قوله.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.