جنبلاط يشن حملة عنيفة على دياب ويتهمه بالتحضير لـ {انقلاب} في لبنان

TT

جنبلاط يشن حملة عنيفة على دياب ويتهمه بالتحضير لـ {انقلاب} في لبنان

شن رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، هجوماً عنيفاً على رئيس الحكومة حسان دياب، معتبراً أن هناك تحضيراً «لانقلاب مالي وسياسي للاستيلاء على البلد»، وذلك بعد ساعات على إعلان النائب وائل أبو فاعور أن دياب يهدد جنبلاط.
وأثارت الكلمة التلفزيونية، التي وجهها دياب إلى اللبنانيين، مساء الخميس، موجة ردود، وقال فيها إن الحكومة تدرس اقتطاع نسبة من 2 في المائة من الودائع المصرفية، ضمن الخطة الاقتصادية التي تعمل على وضعها.
وتوجه جنبلاط، في تغريدة له عبر حسابه على «تويتر»، إلى رئيس الحكومة بالقول: «السطو على أموال الناس فكرة الأمنيين جماعة رستم غزالة، (رئيس فرع الأمن والاستطلاع السوري في لبنان قبل عام 2005) في السراي ومستشار رئيس البلاد الذي طالب باستعادة الأموال المنهوبة والموهوبة وربما المورثة، لأنكم تحضرون لانقلاب مالي سياسي للاستيلاء على البلد على طريقة (البعث)»، مضيفاً: «ما مذكرة الجلب بحق (النائب) مروان حمادة إلا لتذكرنا بإرهاب الوصاية»، في إشارة إلى زمن الوجود السوري في لبنان.
كان عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور، علق على كلام رئيس الحكومة حسان دياب، مساء الخميس بالقول: «خطاب (أول من) أمس كئيب وجنائزي مثل أصحابه واستقلالية الحكومة، خلا بعض الوزراء، كذبة كبيرة، خصوصاً عندما يتحول رئيسها المحايد افتراضاً إلى واجهة للتبشير بتهديدات موحى بها من أولياء أمره». وأضاف: «حسان دياب يهدد وليد جنبلاط، يا لها من سخرية».
بدوره، قال عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب فيصل الصايغ، عبر «تويتر»، «ليت (العهد) القوي وحلفاءه يهتمون بالأزمة الاقتصادية الخانقة، ويعملون على معالجة جديّة لها، عبر الانفتاح على صندوق النقد الدولي، بدل تلهيهم وإلهاء الرأي العام بتحميل الآخرين مسؤولية الانهيار، ولومهم، وتهديدهم بالمحاسبة، علماً بأن تيار (العهد) يتحمّل الجزء الأكبر من مسؤولية (الفَتك) بالدولة ومؤسساتها، مهما حاول فرسانه تبرئته وشيطنة الآخرين».
وقال الأمين العام لـ«الحزب الاشتراكي» ظافر ناصر، لـ«الشرق الأوسط»، إن جنبلاط هو على اتصال دائم مع الرئيس سعد الحريري، وموقفه يلتقي مع مواقف الرئيس نبيه بري، بمعارضة «الهيركات»، أي الاقتطاع من أموال المودعين تحت أي ظرف من الظروف.
وعدّد ناصر أسباب هجوم جنبلاط على دياب، وحكومته، وقال إنه منذ تشكيل الحكومة أعطاها رئيس الحزب الفرصة على قاعدة أنه كان بوسعها أن تقوم بإنقاذ حقيقي للوضع، والحكومة تشكلت على أساس أنها مؤلفة من تكنوقراط واختصاصيين، وليس من منتمين للأحزاب والتيارات السياسية. وسأل: «من وراء (الهيركات)، ومن يطال؟ إنه استهداف سياسي، وهذا الاقتطاع من أموال المودعين لا يطال جميعهم، وليقل لنا دياب من بوسعه أن يختار أو يحدد من هو المودع الذي يجب أن يقتطع من أمواله المودعة؟ لماذا الهجوم على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في هذا الوقت الحساس؟ أليس من تيار سياسي لتستبدله بآخر ينتمي إليه أو يؤيده؟».
وسأل: «أين التعيينات الإدارية؟ وما حصل منها الأسبوع الماضي تنقصه الشفافية، أيعقل ما يحصل للتشكيلات الإدارية التي حصلت أول مرة من دون أي تدخل سياسي باتفاق شبه إجماع من القوى السياسية والأحزاب، ولأول مرة وزيرة العدل تقسّم مشروع المرسوم إلى اثنين؛ قضاة العدل وقضاة المحكمة العسكرية؟».
وتابع ناصر: «أين الخطة الإصلاحية التي يطالب بها المجتمع الدولي، وآخر مناسبة للتذكير هو ما سمعه الرئيس عون والرئيس دياب من سفراء المجموعة الدولية لدعم لبنان في اجتماع قصر بعبدا الأخير، ومن المعلوم أن لا مساعدات دولية، لا من سيدر، ولا من صندوق النقد الدولي، إلا بإقرار تلك الخطة، ولتقل لنا الحكومة من يؤخر ولادتها؟».
ورأى ناصر أن أطرافاً معينة تمسك بأي قرار تتخذه حكومة دياب لتغطية حسابات وكيدية سياسية. وختم: «ليعلموا أن ليس من فريق سياسي يمكن أن يلغي أي فريق آخر».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».