10 آلاف جندي تركي و6 آلاف آلية عسكرية في شمال غربي سوريا

موسكو تذكّر أنقرة بموضوعي «السيادة ومحاربة الإرهاب»

TT

10 آلاف جندي تركي و6 آلاف آلية عسكرية في شمال غربي سوريا

أفاد مرصد حقوقي سوري أمس بارتفاع عدد الجنود الأتراك في إدلب وأرياف اللاذقية وحلب وحماة إلى أكثر من عشرة آلاف عنصر يرافقون أكثر من ستة آلاف آلية عسكرية في شمال غربي سوريا.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأنه رصد دخول رتل عسكري جديد تابع للقوات التركية نحو الأراضي السورية، تضمن 30 شاحنة مغلقة وآلية عسكرية عبر معبر كفرلوسين الحدودي مع لواء إسكندرون، واتجهت نحو المواقع التركية. وقال: «مع استمرار تدفق الأرتال التركية، فإن عدد الآليات التي دخلت الأراضي السورية منذ بدء وقف النار الجديد بلغ 2665 آلية، بالإضافة لآلاف الجنود».
وبذلك، يرتفع عدد الشاحنات والآليات العسكرية التي وصلت منطقة «خفض التصعيد» في شمال غربي سوريا، منذ الثاني من فبراير (شباط)، إلى أكثر من 6070 شاحنة وآلية عسكرية تركية دخلت الأراضي السورية، تحمل دبابات وناقلات جند ومدرعات و«كبائن حراسة» متنقلة مضادة للرصاص ورادارات عسكرية، فيما بلغ عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا خلال تلك الفترة أكثر 10300 جندي تركي».
كان السفير الروسي في دمشق الكسندر إيفيموف قال لوكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية بأن موسكو تتوقع «أن يواصل الشركاء الأتراك جهودهم لفصل المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين واتخاذ إجراءات لتحييدهم لاحقا... إعادة تسميتهم بتسميات أخرى لا تعني تغييرا في طبيعتهم الإرهابية».
وزاد أن الاتفاقات الروسية - التركية ساعدت على تقليص التوتر في منطقة خفض التصعيد في إدلب، مشددا على أن «الجانب التركي لا يقلل من أهمية وضرورة مواصلة الحرب ضد الإرهاب وعودة تلك الأراضي إلى سيادة الحكومة السورية».
وعاد الهدوء الحذر ليسيطر على شمال غربي سوريا، حسب «المرصد»، مع دخول وقف إطلاق النار يومه الـ43 «ذلك عقب خروقات كثيرة شهدتها المنطقة خلال أمس تسبب بسقوط خسائر بشرية بمقتل 3 عناصر من الفصائل المقاتلة وإصابة 5 آخرين بجروح متفاوتة، في سهل الغاب، جراء استهداف آلياتهم بقنابل من طائرة مسيرة مجهولة». كما قتل شخص إثر قصف مدفعي لقوات النظام في الفوج 46. استهدف قرية كفرتعال في ريف حلب الغربي، وأصيبت 3 نساء أثناء عملهن في الأراضي الزراعية بالقرب من بلدة تفتناز شرق إدلب «جراء استهداف قوات النظام بالرشاشات الثقيلة للمنطقة»، حسب «المرصد». وقال: «إن قوات النظام قصفت سابقا مناطق في آفس وكنصفرة وكفرعويد والفطيرةومجازر والصالحية وفليفل في ريف إدلب، وقريتي كفر تعال والقصر غرب حلب، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية».
وكانت وزارة الدفاع التركية أعلنت أنه تم تسيير الدورية الرابعة مع الجانب الروسي، على طريق حلب - اللاذقية الدولية تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار في إدلب الموقّع بين أنقرة وموسكو في 5 مارس (آذار) الماضي. وذكرت الوزارة، في بيان، أن الدورية جرى تسييرها بمشاركة قوات برية وجوية من الطرفين التركي والروسي.
وكانت القوات التركية فضّت اعتصاماً لأهالي إدلب واقتحمت مقره وأزالت الخيام التي يعتصمون بها على طريق اللاذقية - حلب الدولية، قرب قرية ترنبة.
وإذ واصل الجيش التركي الدفع بتعزيزات عسكرية إلى نقاطه المنتشرة في إدلب، عاد فيه نحو 110 آلاف نازح سوري إلى مناطقهم في المحافظة الواقعة في شمال غربي سوريا، عقب توصل تركيا وروسيا لاتفاق وقف إطلاق النار في 5 مارس الماضي.
في شرق سوريا، قال «المرصد» بأنه سجل «قصفاً صاروخياً مكثفاً نفذته القوات التركية والفصائل الموالية لها على مناطق في قريتي دادا عبد آل وباب الفرج وقرى أخرى واقعة بريف بلدة أبو راسين (زركان) شمال الحسكة، ما أسفر عن أضرار مادية في ممتلكات مواطنين، دون معلومات عن خسائر بشرية».
وكان أشار إلى إصابة 4 مواطنين من عائلة واحدة جراء قصف القوات التركية والفصائل الموالية لها على قرية ربيعات في ريف أبو راسين. وأفاد أمس بحصول «انفجار ضرب بلدة عين عيسى الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام بريف الرقة الشمالي، فيما شهدت البلدة حادثة أخرى تمثلت بإحراق مجهولين لسيارتين عسكريتين تابعتين لقوات النظام في حي الصناعة بالبلدة». واتهمت قوى الأمن الداخلي «أسايش» التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية قوات «الدفاع الوطني» الموالية لقوات النظام باستهداف إحدى نقاطها في مدينة القامشلي بريف الحسكة.



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.