دعوة لاتخاذ «معززات ذكية» لإنقاذ الاقتصاد العالمي

اقتصاديون لـ«الشرق الأوسط»: المرحلة تستدعي خطوات لا تحتمل الخطأ

دعوة لاتخاذ «معززات ذكية» لإنقاذ الاقتصاد العالمي
TT

دعوة لاتخاذ «معززات ذكية» لإنقاذ الاقتصاد العالمي

دعوة لاتخاذ «معززات ذكية» لإنقاذ الاقتصاد العالمي

في وقت شددت فيه مجموعة العشرين على اتخاذ تدابير لتحجيم الآثار السلبية لجائحة كورونا، بضخ 7 تريليونات دولار لحماية الاقتصاد الدولي من الانهيار، يرى محللون اقتصاديون ضرورة أن تتخذ دول العالم خطوات ومعززات ذكية لا تحتمل الاجتهاد والخطأ، لتدارك تهاوي الاقتصاد العالمي.
وأوضح اقتصاديون أن الحكومات مطالبة بحزمة مبادرات، تشمل الإنفاق السريع لتحفيز النواتج المحلية، من خلال قنوات وقطاعات محددة ذات تأثير في نمو البلدان، كل بحسبه، من أهمها الزراعة والصناعة والصحة والنقل والطيران والتجزئة، وغيرها من القطاعات الحيوية، مشيرين إلى أن نجاة الاقتصادات من آثار «كورونا» مهمة تفرض نفسها على المجتمع الدولي.
وأوضح الدكتور محمد القحطاني، أستاذ الإدارة الدولية بجامعة الملك فيصل، لـ«الشرق الأوسط» أنه في أفضل السيناريوهات -وفقاً للسياقات الجارية- سيقف الاقتصاد العالمي في شهر يوليو (تموز) المقبل عند المستوى العاشر (التدهور)، بحسب التصنيف الدولي، ما يستوجب تحديث الفكر الاقتصادي المتبع، لا سيما في الاقتصادات الكبرى، من خلال إعطاء قيمة حقيقية للاقتصادات، ودعمها بالمعرفة والتكنولوجيا، والعناصر البشرية المؤهلة المدربة، والطاقة المبتكرة الذكية.
وفي أسوأ السيناريوهات، وفق القحطاني، سيقف الاقتصاد العالمي عند المستوى الـ12 (الهاوية)، في عام 2021. حينها، ستتغير المعادلة تماماً من الانفتاح الذي يميز الاقتصادات الحرة المتعولمة المنفتحة، ليتجه نحو الانعزال والتقوقع محلياً، ليأخذ اقتصادات الدول إلى المشاريع الأقل قيمة اقتصادية وأصعبها إنتاجاً، التي لا تقوم على المعرفة والتقنية الذكية والمبادرات الابتكارية والاختراعات المذهلة، كما كان سابقاً.
وأضاف القحطاني: «من هنا تأتي حاجة الدول لتدارك هذا التهاوي المخيف للاقتصاد. فقد أصبحت بحاجة إلى اتخاذ خطوات ومعززات ذكية لا تحتمل الاجتهاد والخطأ، فدول العشرين قامت بحزمة من المحفزات للنواتج المحلية لاقتصاداتها، وعليها الإنفاق السريع المقنن لقطاعات ذات تأثير في نموها، ومن أهمها: الزراعة، والصناعة، والصحة، والنقل، والطيران، والتجزئة، وغيرها من القطاعات».
ومن ناحيته، يعتقد المحلل الاقتصادي فضل بن سعد البوعينين، في تعليق لـ«الشرق الأوسط»، أن ما يشهده الاقتصاد العالمي من أضرار يفوق ما حدث إبان الأزمة المالية 2008، حيث تعد أزمة الاقتصاد العالمي الحالية هي الأسوأ منذ الكساد العظيم، بحسب صندوق النقد الدولي، مضيفاً أن الضرر الحالي سيتسبب في انكماش الاقتصاد العالمي خلال 2020.
وبيّن البوعينين أن التجارة العالمية أصيبت بأضرار نتيجة انقطاع سلاسل الإمداد بسبب توقف الإنتاج، أو تعطل حركة الملاحة، إضافة إلى أعمال قرصنة الدول التي لم تعرفها التجارة الدولية من قبل، مشيراً إلى أن هذا سينعكس على التجارة العالمية مستقبلاً، لكنه سيقوي تعزيز التوطين، والاعتماد على الأيدي والعقول الوطنية، لتجاوز الأزمات واستحداث الحلول.
ووفق البوعينين، فإنه ربما يكون هناك إعادة لخريطة الاستثمارات الدولية بنزوح استثماري من بعض الدول لدول أكثر أمناً وموثوقية، منوهاً بأن هذا سيحدث في قطاع الاستثمار والتدفقات الاستثمارية والتنمية في بعض الدول التي تعتمد الاستثمار محركاً لها.
ويعتقد البوعينين أن أفضل السيناريوهات لبداية انقشاع جائحة «كورونا» سيكون خلال الربع الأخير من العام الحالي، باكتشاف لقاح وعلاج، ثم بداية التعافي الاقتصادي البطيء في عام 2021. أما أسوأها، فسيسفر عن استمرار الأزمة الاقتصادية حتى عام 2022.


مقالات ذات صلة

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

الاقتصاد صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية.

عبير حمدي (الرياض)
خاص ترمب وشي في قمة زعماء مجموعة العشرين بأوساكا باليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

خاص قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

يقف عام 2025 عند منعطف محوري مع تنامي المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين ووسط استمرار التوترات الجيوسياسية.

هلا صغبيني (الرياض)
الاقتصاد امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

من المتوقع أن يشهد النمو العالمي تباطؤاً في عام 2025، في حين سيتجه المستثمرون الأجانب إلى تقليص حجم الأموال التي يوجهونها إلى الأسواق الناشئة.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد برج المقر الرئيس لبنك التسويات الدولية في بازل (رويترز)

بنك التسويات الدولية يحذر من تهديد الديون الحكومية للأسواق المالية

حذّر بنك التسويات الدولية من أن تهديد الزيادة المستمرة في إمدادات الديون الحكومية قد يؤدي إلى اضطرابات بالأسواق المالية

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متداولون في كوريا الجنوبية يعملون أمام شاشات الكومبيوتر في بنك هانا في سيول (وكالة حماية البيئة)

الأسواق الآسيوية تنخفض في ظل قلق سياسي عالمي

انخفضت الأسهم في آسيا في الغالب يوم الاثنين، مع انخفاض المؤشر الرئيسي في كوريا الجنوبية بنسبة 2.3 في المائة.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ )

الليرة السورية ترتفع بشكل ملحوظ بعد تراجع حاد

الليرة السورية (رويترز)
الليرة السورية (رويترز)
TT

الليرة السورية ترتفع بشكل ملحوظ بعد تراجع حاد

الليرة السورية (رويترز)
الليرة السورية (رويترز)

شهدت الليرة السورية تحسناً ملحوظاً في قيمتها أمام الدولار، حيث أفاد عاملون في سوق الصرافة بدمشق يوم السبت، بأن العملة الوطنية ارتفعت إلى ما بين 11500 و12500 ليرة مقابل الدولار، وفقاً لما ذكرته «رويترز».

ويأتي هذا التحسن بعد أن بلغ سعر صرف الدولار نحو 27 ألف ليرة سورية، وذلك بعد يومين فقط من انطلاق عملية «ردع العدوان» التي شنتها فصائل المعارضة في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ويوم الأربعاء، قال رئيس الحكومة الانتقالية المؤقتة في سوريا، محمد البشير، لصحيفة «إيل كورييري ديلا سيرا» الإيطالية: «في الخزائن لا يوجد سوى الليرة السورية التي لا تساوي شيئاً أو تكاد، حيث يمكن للدولار الأميركي الواحد شراء 35 ألف ليرة سورية». وأضاف: «نحن لا نملك عملات أجنبية، وبالنسبة للقروض والسندات، نحن في مرحلة جمع البيانات. نعم، من الناحية المالية، نحن في وضع سيئ للغاية».

وفي عام 2023، شهدت الليرة السورية انخفاضاً تاريخياً أمام الدولار الأميركي، حيث تراجعت قيمتها بنسبة بلغت 113.5 في المائة على أساس سنوي. وكانت الأشهر الستة الأخيرة من العام قد شهدت الجزء الأكبر من هذه التغيرات، لتسجل بذلك أكبر انخفاض في تاريخ العملة السورية.