العويران: سامي أسطورة... وبعضهم يحاول الوقيعة بيننا

قال إن الشباب يترنح منذ 6 مواسم... وطالب برئيس «حماسي ونشيط»

العويران محتفلاً بهدفه التاريخي في مونديال 1994 (الشرق الأوسط)
العويران محتفلاً بهدفه التاريخي في مونديال 1994 (الشرق الأوسط)
TT

العويران: سامي أسطورة... وبعضهم يحاول الوقيعة بيننا

العويران محتفلاً بهدفه التاريخي في مونديال 1994 (الشرق الأوسط)
العويران محتفلاً بهدفه التاريخي في مونديال 1994 (الشرق الأوسط)

شدد سعيد العويران لاعب نادي الشباب والمنتخب السعودي «سابقا»، على متانة العلاقة بينه وبين سامي الجابر القائد السابق للهلال والأخضر، وأعرب عن محبته واعتزازه بالجابر «كأخ وصديق»، مشيرا إلى أن هناك من يسعون لإثارة الفتنة والوقيعة بينهما.
وقال العويران في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»: سامي رجل محترم وأحبه شخصياً، ولا يوجد بيننا أي شيء سوى أنني انتقدته فنياً عندما كان مدرباً لنادي الشباب، وهو كلاعب أسطورة من أساطير الكرة السعودية.
ولمح العويران إلى إمكانية انضمامه لنادي الشباب مستقبلا من خلال العمل الإداري، بحكم علاقاته الجيدة وقربه من النادي، مشيراً إلى أنهُ يفكر جدياً للعودة للركض مجدداً في الملاعب السعودية لنصف موسم على الأقل.
وأضاف: وضع الشباب في هذا الموسم وحتى في المواسم السابقة لم يُعجبني، فالشباب في تراجع، وهذا ليس الشباب الذي نعرفه.
وقال العويران بأن الشباب هو من كبار الأندية السعودية، مشيراً إلى أن الإعلام الرياضي ساهم كثيراً في تجاهل نجوميتهم خلال العصر الذهبي.
وأضاف: فرضنا أنفسنا على الجميع في تلك الفترة، ولاعبو الشباب ساهموا فعلياً في تأهل المنتخب إلى كأس العالم مع احترامي لكافة لاعي الأندية الأخرى، بالإضافة إلى أن لاعبي الشباب ساهموا بتحقيق المنتخب لكأس الخليج في تلك الحقبة.
وختم العويران حديثه قائلاً: نادي الشباب مُنذ عام 2014م وهو يترنح، ومن وجهة نظري الشخصية أن الشباب يحتاج إلى رئيس حماسي ونشيط يستطيع ترتيب أوضاع البيت الشبابي بشكل صحيح، فالبلطان فيه الخير والبركة، ولكن الشباب يحتاج إلى رئيس جديد لديه الرغبة بالعمل على تحقيق الإنجازات.
وعن إقامة حفل اعتزال لهُ، رد قائلاً: بإذن الله سيتم حفل التكريم مع المستشار تركي آل الشيخ، وفي حال لم يتم فهو عموما له فضل كبير بعد الله علي شخصيا، وما يهمني حالياً هو أن يكون بصحة وعافية.
وتابع: لدي شراكاتي وعلاقاتي المحلية والخليجية، ولكن أتمنى أن يتكفل المستشار تركي آل الشيخ بحفل الاعتزال ويحسم الموضوع فعلياً.
وعن أفضل ذكرياته في الملاعب، قال العويران: الكثير من الذكريات الجميلة والأهداف التي لا تُنسى في الملاعب، كان أبرزها هدفي في مرمى منتخب بلجيكا في كأس العالم عام 1994م، حيث ساهم هذا الهدف بتأهلنا لدور الـ16 وزاد من عدد المقاعد للمنتخبات الآسيوية إلى 4 مقاعد، وأفتخر بأنني كنت سبباً بذلك.
وتابع: أفضل الأهداف في مسيرتي هي أمام منتخبات الأرجنتين وكولومبيا والبحرين وكذلك أمام الكويت والعراق على صعيد المشاركات الدولية، أما على صعيد مشاركاتي مع نادي الشباب فأعتز بهدفي في مرمى الهلال عام 1413 من ركلة ركنية، بالإضافة إلى هدفي في مرمى المحرق البحريني.
يُذكر أن سعيد العويران حقق العديد من الإنجازات طوال مسيرته الرياضية في الملاعب كان أبرزها مع نادي الشباب وهي تحقيق لقب الدوري الممتاز ثلاث مرات متتالية (1991م – 1992م – 1993م)، وكأس الخليج للأندية مرتين (1993م – 1994م)، وكأس الأندية العربية أبطال الدوري مرتين (1994م – 2000م)، وكأس النخبة العربية (1996م)، وكأس الكؤوس الآسيوية (2001)، وكأس ولي العهد مرتين (1996م – 1999م)، وكأس الأندية العربية أبطال الدوري (2000م).
كما ساهم على الصعيد الدولي في تأهل المنتخب السعودي إلى دور الـ16 من بطولة كأس العالم التي أقيمت عام 1994م بعد تسجيله واحدا من أفضل الأهداف في كأس العالم في مرمى منتخب بلجيكا.
أما على الصعيد الشخصي فقد توج هدافا للدوري عام 1992م، وهدافاً للعالم عام 1993م كأول سعودي إلى الآن، وأفضل لاعب عربي عام 1993م، وهداف التصفيات الأولية لكأس العالم 1994م. وقبل أيام استعرض موقع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم «هدف العويران الشهير في المونديال» ضمن قائمة أطلق عليها «أهداف لا تُنسى»، موضحاً: ربما هناك الكثير من الأهداف التي لا يُملّ من تكرار مشاهدتها، وبالطبع فإن هدف السعودي سعيد العويران في مرمى بلجيكا يعدّ من أبرزها نظراً لندرة مثل تلك اللمحات في عالم كرة القدم.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم قد اختار هدف العويران كأجمل هدف في البطولة، كما تم اختياره كواحد من أجمل الأهداف التي تم تسجيلها في تاريخ كأس العالم ونال من خلاله اللاعب شهرة عالمية واسعة حينما تصدرت لقطة الهدف والاحتفالية به عناوين العديد من وسائل الإعلام وأصبح حديث شارع البطولة بامتياز.
ونجح المنتخب السعودي بالتأهل إلى مونديال 1994 لأول مرة وأوقعته القرعة ضمن المجموعة السادسة التي ضمت منتخبات هولندا وبلجيكا والمغرب، ونجح الأخضر بالظفر ببطاقة التأهل الثانية إلى الدور ثمن النهائي.
وسرد موقع الاتحاد الآسيوي تفاصيل ذلك الهدف الشهير للعويران الذي جعله حاضراً على كافة الأصعدة المحلية والعالمية،: قصة الهدف بدأت عندما كانت الهجمة لصالح المنتخب البلجيكي لكن محمد عبد الجواد قطع الكرة على مشارف منطقة الجزاء ومررها للعويران الذي نجح بمراوغة عدة لاعبين بلجيكيين ووضع الكرة بطريقة مميزة في الشباك عند الدقيقة الخامسة من عمر اللقاء.
وتُقدر المسافة التي قطعها العويران في ذلك الهدف ما يقارب الـ70 متراً في 11 ثانية ليفوق ما قطعه الأرجنتيني دييغو مارادونا صاحب الهدف الأجمل في تاريخ كأس العالم حيث جرى الأخير مسافة 60 متراً قبل أن يسجل في شباك المنتخب الإنجليزي في مونديال المكسيك عام 1986.
وللمصادفة فإن هدف العويران هو الأول الذي يهز شباك المنتخب البلجيكي في تلك البطولة وتسبب في إقصائه من المنافسة ونقل به الأخضر إلى الدور الثاني الذي غادره بعد ذلك المنتخب بعد الخسارة أمام السويد بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد.
واستحق العويران جائزة أفضل لاعب في قارة آسيا عام 1994 بعد هدفه الذي لا يُنسى بالإضافة لمساهمته الفاعلة في الظهور المشرف للمنتخب السعودي في العرس الكروي العالمي.


مقالات ذات صلة

كرة قدم الأولمبياد: مصر تنتزع فوزها الأول... وخسارة العراق والمغرب

رياضة عالمية من المواجهة التي جمعت العراق والأرجنتين (رويترز)

كرة قدم الأولمبياد: مصر تنتزع فوزها الأول... وخسارة العراق والمغرب

انتزع منتخب مصر فوزه الأول في منافسات كرة القدم للرجال بأولمبياد باريس 2024 بتغلبه على أوزبكستان بنتيجة 1 – صفر، في المجموعة الثالثة. وأحرز أحمد نبيل «كوكا»…

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية فرحة لاعبي المنتخب الياباني عقب فوزهم على مالي والتأهل لربع النهائي (أ.ف.ب)

«أولمبياد باريس – قدم»: اليابان تعبر مالي وتصعد لدور الثمانية

حجز منتخب اليابان الأولمبي تحت 23 سنة، مقعده في دور الثمانية بمنافسات كرة القدم للرجال في أولمبياد باريس 2024.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عربية فرحة عارمة من الجماهير المصرية عقب الفوز على أوزبكستان (أ.ب)

«أولمبياد باريس – قدم»: مصر تهزم أوزبكستان وتنعش آمالها في التأهل

حافظ المنتخب المصري على آماله في التأهل لدور الثمانية في منافسات كرة القدم بأولمبياد باريس بعد فوزه 1-صفر على أوزبكستان في الجولة الثانية من المجموعة الثالثة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عربية حسرة لاعب المغرب بلال الخنوس عقب الخسارة أمام أوكرانيا ضمن منافسات أولمبياد باريس (أ.ب)

«أولمبياد باريس – قدم»: خسارة مؤلمة للمغرب أمام أوكرانيا

خسر منتخب المغرب أمام أوكرانيا بنتيجة 1/2، السبت، في الجولة الثانية لمنافسات كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية باريس 2024.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية «فيفا» رفض اعتراض الأرجنتين على ما حدث بمواجهة المغرب (أ.ب)

«فيفا» يرفض شكوى الأرجنتين بشأن قرار تحكيمي أمام المغرب

قال رئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم السبت إن الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) رفض شكوى فريقه.

«الشرق الأوسط» (باريس)

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
TT

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)

حققت الأفغانية مانيزها تالاش حلمها بالأداء خلال مسابقات «أولمبياد باريس 2024» المقامة في العاصمة الفرنسية، ضمن فريق اللاجئين، بعد هروبها من قبضة «طالبان».

وترقص تالاش (21 عاماً) «بريك دانس»، وكانت أول راقصة معروفة في موطنها الأصلي (أفغانستان)، لكنها فرَّت من البلاد بعد عودة «طالبان» إلى السلطة في عام 2021. ومع ظهور رقص «البريك دانس» لأول مرة في الألعاب الأولمبية في باريس، ستصعد تالاش إلى المسرح العالمي لتؤدي ما هي شغوفة به.

وتقول تالاش في مقابلة أُجريت معها باللغة الإسبانية: «أنا أفعل ذلك من أجلي، من أجل حياتي. أفعل ذلك للتعبير عن نفسي، ولأنسى كل ما يحدث إذا كنت بحاجة إلى ذلك»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

ترقص تالاش «بريك دانس» وهي في عمر السابعة عشرة (حسابها الشخصي - إنستغرام)

شبح «طالبان»

يرفض العديد من الأفغان المحافظين الرقص، وفكرة مشاركة النساء محظورة بشكل خاص. وفي ظل حكم «طالبان»، مُنعت النساء الأفغانيات فعلياً من ممارسة العديد من الأنشطة الرياضية. منذ عودة الجماعة إلى السلطة قبل 3 سنوات، أغلقت الحكومة مدارس البنات، وقمعت التعبير الثقافي والفني، وفرضت قيوداً على السفر على النساء، وحدَّت من وصولهن إلى المتنزهات وصالات الألعاب الرياضية.

مقاتل من «طالبان» يحرس نساء خلال تلقي الحصص الغذائية التي توزعها مجموعة مساعدات إنسانية في كابل (أ.ب)

وقال تقرير للأمم المتحدة عن حقوق الإنسان هذا العام إن «عدم احترام (طالبان) للحقوق الأساسية للنساء والفتيات لا مثيل له في العالم». منذ اليوم الذي بدأت فيه تالاش الرقص، قبل 4 سنوات، واجهت العديد من الانتقادات والتهديدات من أفراد المجتمع والجيران وبعض أفراد الأسرة. وقالت إنها علمت بأنها إذا أرادت الاستمرار في الرقص، فليس لديها خيار إلا الهروب، وقالت: «كنت بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة».

فريق اللاجئين

سيضم الفريق الذي ظهر لأول مرة في ألعاب «ريو دي جانيرو 2016»، هذا العام، 36 رياضياً من 11 دولة مختلفة، 5 منهم في الأصل من أفغانستان. وسيتنافسون تحت عَلَم خاص يحتوي على شعار بقلب محاط بأسهم، للإشارة إلى «التجربة المشتركة لرحلاتهم»، وستبدأ الأولمبياد من 26 يوليو (تموز) الحالي إلى 11 أغسطس (آب). بالنسبة لتالاش، التي هاجرت إلى إسبانيا، تمثل هذه الألعاب الأولمبية فرصة للرقص بحرية، لتكون بمثابة رمز الأمل للفتيات والنساء في أفغانستان، ولإرسال رسالة أوسع إلى بقية العالم.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

وفي فبراير (شباط) الماضي، تدخلت صديقة أميركية لتالاش، تُدعي جواركو، بالتقديم إلى عناوين البريد الإلكتروني الأولمبي لمشاركة الفتاة الأفغانية، وفي اليوم التالي، تلقت رداً واحداً من مدير فريق اللاجئين الأولمبي، غونزالو باريو. وكان قد تم إعداد فريق اللاجئين المتوجّه إلى باريس، لكن المسؤولين الأولمبيين تأثروا بقصة تالاش وسارعوا إلى تنسيق الموارد. وافقت اللجنة الأولمبية الإسبانية على الإشراف على تدريبها، وكان المدربون في مدريد حريصين على التطوع بوقتهم.

وقال ديفيد فينتو، المدير الفني للمنتخب الإسباني: «شعرت بأنه يتعين علينا بذل كل ما في وسعنا. في شهر مارس (آذار)، حصلت تالاش على منحة دراسية، مما سمح لها بالانتقال إلى مدريد والتركيز على الاستراحة. وبعد بضعة أسابيع فقط، وصلت الأخبار بأنها ستتنافس في الألعاب الأولمبية». يتذكر جواركو: «لقد انفجرت في البكاء، وكانت تبتسم».

وقالت تالاش: "كنت أبكي بدموع الفرح والخوف".وجزء من مهمة الألعاب الأولمبية المعلنة هو "دعم تعزيز المرأة في الرياضة على جميع المستويات" وتشجيع "مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة". ولهذا السبب، كانت العلاقة بين الحركة الأولمبية وأفغانستان مشحونة منذ فترة طويلة. وقامت اللجنة الأولمبية الدولية بتعليق عمل اللجنة الأولمبية في البلاد في عام 1999، وتم منع أفغانستان من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في سيدني.

شغفها حقق هدفها

لم يغِب عن تالاش أن موسيقى «البريك» و«الهيب هوب»، المحظورة في موطنها، أعطتها هدفاً لحياتها، وساعدت أيضاً في إنقاذ عائلتها. وقالت: «هذا أكبر بكثير من أي حلم حلمت به من قبل أو حتى يمكن أن أفكر فيه»، مضيفة: «إذا قالت (طالبان) إنها ستغادر في الصباح، فسوف أعود إلى منزلي بعد الظهر».

ويحكي جواد سيزداه، صديق تالاش وزعيم مجتمع «الهيب هوب» في كابل: «إذا سألت الأجانب عن أفغانستان، فإن الشيء الوحيد الذي يتخيلونه هو الحرب والبنادق والمباني القديمة. لكن لا، أفغانستان ليست كذلك». وأضاف: «أفغانستان هي تالاش التي لا تنكسر. أفغانستان هي التي أقدم فيها بموسيقى الراب، ليست الحرب في أفغانستان وحدها».

وعندما كانت تالاش في السابعة عشرة من عمرها، عثرت على مقطع فيديو على «فيسبوك» لشاب يرقص «بريك دانس» ويدور على رأسه، في مشهد لم يسبق لها أن رأت شيئاً مثله. وقالت: «في البداية، اعتقدت أنه من غير القانوني القيام بهذا النوع من الأشياء». ثم بدأت تالاش بمشاهدة المزيد من مقاطع الفيديو، وأصابها الذهول من قلة الراقصات. وأوضحت: «قلتُ على الفور: سأفعل ذلك. أنا سوف أتعلم».

وقامت بالتواصل مع الشاب الموجود في الفيديو (صديقها سيزداه) الذي شجعها على زيارة النادي المحلي الذي تدرب فيه، والذي كانت لديه محاولة لتنمية مجتمع «الهيب هوب» في كابل، ولجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي لدعوة جميع الأعمار والأجناس للرقص وموسيقى الراب. كان هناك 55 فتى يتدربون هناك. كانت تالاش الفتاة الأولى.

وقال سيزداه (25 عاماً): «إذا رقص صبي، فهذا أمر سيئ في أفغانستان وكابل. وعندما ترقص فتاة، يكون الأمر أسوأ. إنه أمر خطير جداً. رقص الفتاة أمر غير مقبول في هذا المجتمع. لا توجد إمكانية لذلك.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

كنا نحاول أن نجعل الأمر طبيعياً، لكنه كان صعباً للغاية. لا يمكننا أن نفعل ذلك في الشارع. لا يمكننا أن نفعل ذلك، كما تعلمون، في مكان عام»، وفقا لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

كانت تالاش أول فتاة تنضم إلى نادي الرقص «Superiors Crew» في كابل.

تهديدات بالقتل

بعد استيلاء «طالبان» على السلطة، فرَّ أعضاء النادي إلى باكستان. وفي أحد الأحداث الجماعية الأولى للفريق في النادي الصغير، انفجرت سيارة مفخخة في مكان قريب. ووقعت إصابات في الشارع، لكن الراقصين بالداخل لم يُصابوا بأذى. ومع انتشار أخبار بأن تالاش كانت ترقص، بدأت تتلقى تهديدات بالقتل.

مقاتل من «طالبان» يقف في الحراسة بينما تمر امرأة في العاصمة كابل يوم 26 ديسمبر 2022... وشجب مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة القيود المزدادة على حقوق المرأة بأفغانستان (أ.ب)

كان من المفترض أن يكون النادي مكاناً آمناً، ولكن في أحد الأيام دخل رجل مدعياً أنه راقص يريد التعلم. وبدا مريباً لباقي الأعضاء، ووفقاً لتالاش وسيزداه، سرعان ما داهمت قوات إنفاذ القانون النادي، وألقت القبض على الرجل الذي كان يحمل قنبلة. قال سيزده: «إنهم قالوا إنه عضو في (داعش). لقد أراد فقط أن يفجِّر نفسه».

رحلة الهروب للنجاة!

وبعد بضعة أشهر من الواقعة، غادرت قوات «حلف شمال الأطلسي» والجيش الأميركي أفغانستان، وعادت «طالبان» إلى السلطة في 2021، وقال سيزداه إن مالك العقار اتصل به وحذره من العودة، وإن الناس كانوا يبحثون عن أعضاء الفريق، وقال سيزداه: «هناك أسباب كثيرة» للمغادرة. «الأول هو إنقاذ حياتك».

وقام العشرات من أعضاء نادي «الهيب هوب» بتجميع ما في وسعهم وتحميلهم في 3 سيارات متجهة إلى باكستان. أخذت تالاش شقيقها البالغ من العمر 12 عاماً، وودعت والدتها وأختها الصغرى وأخاً آخر.

وقالت تالاش: «لم أكن خائفة، لكنني أدركت أنني بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة. كان هذا مهماً بالنسبة لي. لم أغادر قط لأنني كنت خائفة من (طالبان)، أو لأنني لم أتمكن من العيش في أفغانستان، بل لأفعل شيئاً، لأظهر للنساء أننا قادرون على القيام بذلك؛ أنه ممكن». اضطرت تالاش إلى ترك والدتها في أفغانستان، وتحقق الحلم الأولمبي ولم شمل الأسرة.

لمدة عام تقريباً، عاشوا بشكل غير قانوني في باكستان دون جوازات سفر وأمل متضائل. لم يشعروا بالأمان في الأماكن العامة، لذلك قضى 22 شخصاً معظم اليوم محشورين معاً في شقة. لم يكن هناك تدريب أو رقص. تلقت تالاش كلمة مفادها أن مسؤولي «طالبان» اتصلوا بوالدتها في كابل للاستفسار عن مكان وجود الفتاة الصغيرة. وقالت: «أحياناً أتمنى أن أنسى كل ذلك»، ثم تواصل أعضاء نادي «الهيب هوب» مع السفارات ومجموعات المناصرة والمنظمات غير الحكومية للحصول على المساعدة. وأخيراً، وبمساعدة منظمة إسبانية للاجئين تدعى People HELP، تم منحهم حق اللجوء في إسبانيا.

انقسم الفريق، وتم نقل تالاش وشقيقها إلى هويسكا، وهي بلدة صغيرة في شمال شرقي إسبانيا. كانت لديها وظيفة تنظيف في صالون محلي، ورغم عدم وجود استوديو أو نادٍ مخصص للاستراحة، فقد وجدت صالة ألعاب رياضية تسمح لها بالرقص بعد ساعات العمل. بعد سنوات من الانفصال، تم لم شمل تالاش وعائلتها أخيراً حيث يعيشون الآن في نزل للاجئين بمدريد.