تفجير شرق الفرات يستهدف الجيش التركي

TT

تفجير شرق الفرات يستهدف الجيش التركي

وقع انفجار عنيف بسيارة مفخخة في قرية أهراس الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، ضمن منطقة المناجير التابعة لريف رأس العين، في شمال الحسكة، أمس (الخميس).
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الانفجار أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بينهم جنود أتراك، بينما لم يصدر عن وزارة الدفاع التركية أي بيان حول الواقعة.
وكان «المرصد» قد سجل في الخامس من الشهر الجاري، دوي انفجار عنيف في بلدة مبروكة غرب رأس العين، ناتج عن سيارة مفخخة استهدفت حاجزاً أمنياً لفصيل «أحرار الشرقية» الموالي لتركيا، ما تسبب في وقوع إصابات في صفوفه.
من ناحية أخرى، سيَّرت القوات التركية والروسية دورية عسكرية مشتركة جديدة في الريف الشرقي لمدينة عين العرب (كوباني) الشرقي، جابت عدداً من القرى، انطلاقاً من قرية شيران، رافقها تحليق لمروحيتين روسيتين على ارتفاع منخفض في أجواء المنطقة. وهذه هي الدورية المشتركة الثانية بعد دورية سابقة سيرتها القوات التركية والسورية في السادس من أبريل (نيسان) الجاري، انطلقت من قرية آشمة، وجابت عدداً من القرى في غرب مدينة عين العرب (كوباني).
وتعد دورية الأمس الأربعين منذ توقيع اتفاق سوتشي في 22 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 الذي أوقفت تركيا بموجبه عملية عسكرية باسم «نبع السلام» أطلقتها والفصائل الموالية لها في التاسع من الشهر ذاته، مستهدفة وحدات «حماية الشعب الكردية»، أكبر مكونات تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في منطقة شرق الفرات شمال شرقي سوريا.
إلى ذلك، أعلن مكتب الإعلام لـ«مجلس سوريا الديمقراطية» (مسد)، إقالة المنسق الإعلامي في أوروبا إبراهيم إبراهيم، إثر تصريحات تلفزيونية له عن إدلب.
وجاء في بيان أصدره مكتب «مسد» الإعلامي، أن «إبراهيم المنسق الإعلامي لـ(مجلس سوريا الديمقراطية) في أوروبا، أدلى بتصريحات لا تمثل مواقف (مسد) وإنما تعبر عن آرائه ومواقفه الشخصية، وبناء عليه فإننا نؤكد للرأي العام أن (مجلس سوريا الديمقراطية) غير معني بهذه التصريحات، وأن السيد إبراهيم إبراهيم تمت إقالته اليوم 15 أبريل 2020 بسبب تلك التصريحات، ولم تعد له أي علاقة بنشاط (مجلس سوريا الديمقراطية)».
وكان إبراهيم قد قال في حديث تلفزيوني، إن 50 في المائة من سكان إدلب «إرهابيون ويجب قتلهم».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.