الكاظمي ينتهي من تشكيلته... وترقب لحصص المكونات

الخارجية العراقية تستدعي السفير التركي للاحتجاج على قصف مخيم لاجئين

TT

الكاظمي ينتهي من تشكيلته... وترقب لحصص المكونات

أكدت مصادر مطلعة على مشاورات تشكيل الحكومة العراقية أن رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي «انتهى من إكمال تشكيلته الوزارية»، فيما تترقب الأوساط السياسية تأثير الإجماع الكبير الذي حظي به الكاظمي على حصص المكونات في حكومته.
وأشارت المصادر إلى أن مفاوضات الكاظمي مستمرة مع الكتل السياسية على التشكيلة التي أعدها، وإن كان الغموض يكتنف أجواء مشاوراته مع الكتل السنية والكردية. ولم يتضح موقف الكاظمي من رغبة الأكراد الذين أعلنوا ترحيبهم بتكليفه ودعمهم له، في الإبقاء على وزير المالية الحالي فؤاد حسين.
وترى المصادر أن «الإجماع الشيعي الحالي على الكاظمي من شأنه أن يخفض سقف شروط الأكراد والسنة التفاوضية مع الكاظمي، حتى مع امتلاكه علاقات جيدة مع الطرفين». وقال النائب عن تحالف «سائرون» برهان المعموي لـ«الشرق الأوسط» إنه منذ عام 2003 «بقيت تسمية المرشح لرئاسة الوزراء شأناً شيعياً توافقياً بامتياز ولم تشهد أي دورة برلمانية خلافاً لذلك». وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون تسميته هذه المرة (في البرلمان) وفقاً لمبدأ الكتلة الأكبر سواء تماشياً مع الدستور أو وفقاً للمكون وطبقاً للأعراف السياسية».
غير أن القيادي في «تحالف القوى العراقية» النائب عبد الله الخربيط يرفض فرضية أن الإجماع الشيعي على الكاظمي من شأنه تقليل حظوظ الأكراد والسنة. ويقول الخربيط لـ«الشرق الأوسط» أن «وضع الكاظمي يختلف عن سواه من المرشحين، حتى بافتراض وجود إجماع شيعي عليه، إذ إنه حظي بإجماع وطني، وهو ما سينسحب على آلية تشكيل الحكومة واختيار الوزارات وترشيح المرشحين».
ورأى أن «الكاظمي لن يتردد في منح كل ذي استحقاق انتخابي حقه من دون شروط مسبقة». وأوضح أن «التفاهمات التي أجريت من قبلنا مع الكاظمي كانت سلسلة جداً وطبيعية، لا سيما أننا جميعا نريد له أن يعبر هذه الأزمة، خصوصاً أنه يواجه أكبر تحدٍ في تاريخ العراق».
واستبعد رئيس «المجلس الاستشاري العراقي» فرهاد علاء الدين وجود إجماع شيعي كامل على الكاظمي، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الكاظمي سيحتاج في النهاية إلى الأكراد والسنة لتمريره في البرلمان لأنه لا توجد حتى الآن ضمانات كاملة بشأن تمريره من قبل الكتل الشيعية». وأضاف أن «حصص الأكراد والسنة تكاد تكون مضمونة بالخط العام، لكن تبقى الأمور التفصيلية التي يمكن أن تحصل فيها تغييرات طفيفة».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية العراقية، أمس، استدعاء السفير التركي في بغداد، وتسليمه مذكرة احتجاج على خلفية قصف الطائرات التركية معسكراً للاجئين جنوب شرقي الموصل. وقال المتحدث باسم الخارجية أحمد الصحاف، في بيان، إن «الوزارة تدين وبأشد العبارات الممكنة الاعتداء الذي قام به الجانب التركي والذي أسفر عن خسائر في الأرواح والممتلكات». وأضاف أن «وزير الخارجية العراقي، محمد علي الحكيم، وجّه باستدعاء السفير التركي في بغداد وتسليمه مذكرة احتجاج».
وكانت قيادة العمليات المشتركة استنكرت خرق الطائرات التركية الأجواء العراقية، فيما عدّته انتهاكاً صارخاً للسيادة. وقصفت الطائرات التركية، أول من أمس، مخيماً للاجئين من أكراد تركيا قرب قضاء مخمور (50 كيلومتراً جنوب شرقي الموصل)، ما أسفر عن مقتل امرأتين.
من جهة أخرى، كان لافتاً نفي «تحالف الفتح» بزعامة هادي العامري، أمس، أي دور لأجهزة رسمية عراقية في قتل قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس مطلع العام.
وقال رئيس الكتلة البرلمانية لـ«الفتح» محمد الغبان في بيان، أمس، إن «لجنة التحقيق بالحادثة... أنهت أعمالها بعدم التوصل إلى أدلة تثبت تواطؤ أشخاص مع من قام بعملية الاغتيال»، مشدداً على أن التحالف «يرفض أي اعتداء، سواء أكان ضد السفارة الأميركية أو القواعد والمعسكرات التي توجد بها قوات التحالف الدولي، بعنوان مستشارين ومدربين، طالما وجودهم بموافقة الحكومة العراقية».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.