المعارضة التركية تطعن بقانون العفو أمام المحكمة الدستورية

يستثني الصحافيين والسياسيين المعارضين وسجناء الرأي

TT

المعارضة التركية تطعن بقانون العفو أمام المحكمة الدستورية

بدأت المعارضة التركية إعداد طعن لتقديمه إلى المحكمة الدستورية العليا على قانون «العفو العام» عن السجناء الذي بدأ تطبيقه أمس (الأربعاء) بعد مصادقة الرئيس رجب طيب إردوغان عليه بعد ساعات من إقراره في البرلمان وسط غضب واسع في الأوساط السياسية والحقوقية بسبب استثناء القانون للصحافيين والسياسيين المعارضين وسجناء الرأي الذين توجه إليهم في العادة التهم المتعلقة بالإرهاب.
وقال نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، أنجين أوزكوتش، إن إردوغان سارع إلى التوقيع على القانون لينشر في الجريدة الرسمية أمس ويصبح نافذا. وأضاف أوزكوتش، في تصريحات أمس، أن حزبه سيتقدم بشكوى إلى المحكمة الدستورية لإلغاء القانون المتعلق بتنفيذ الأحكام، الذي تم تمريره ليل الاثنين في البرلمان.
وأقر البرلمان القانون بأغلبية بسيطة وسط معارضة شديدة له لاستثنائه المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي والصحافيين المعارضين لإردوغان.
وبعد إقرار التعديلات المذكورة، استفاد منها 90 ألف سجين من أصل 300 ألف في السجون التركية، ما بين إطلاق سراح وتقليص للعقوبات أو تخفيفها. ويقبع في السجون الآلاف ممن يجري توقيفهم على خلفية آرائهم أو مواقفهم أو مجرد تدوينة أو تغريدة عبر مواقع التواصل. وبدأت السلطات التركية، أمس، الإفراج عن السجناء بموجب القانون الجديد.
وانتقدت منظمات حقوقية دولية في مقدمتها «العفو الدولية» و«هيومن رايتس ووتش» القانون، لعدم شموله العديد من الصحفيين والمعارضين السياسيين والمحامين الموجودين في الحجر الاحترازي ولم يخضعوا بعد للمحاكمة.
في سياق متصل، كشف تقرير صادر عن معهد دراسات الشرق الأدنى تحت عنوان «نظرة على الديمقراطية التركية 2023 وما بعدها» عن تصاعد المخاوف في تركيا بسبب ضعف البنية السياسية الديمقراطية في البلاد، مشيرا إلى أن الجميع قلق من أن نظام إردوغان قد يلجأ لفكر وأساليب أكثر قمعية في السنوات المقبلة.
وقال الباحث بالمعهد، نيكولاس دنافورث، إنه «لن يكون من السهل على إردوغان أن ينقل الحكم إلى خليفته الذي يختاره أمام المعارضة بهذا الشكل، وسط الصعوبات السياسية التي يواجهها».
وأضاف «تركيا اليوم باتت دولة لا وجود للديمقراطية فيها وأصبحت دولة أضعف مما يصوره المروجون لها، لكنها أقوى مما يزعمه أقوى المعارضين».
وأوضح دنافورث أن النظام التركي يعتبر المعارضة السياسية «جريمة»، وهو ما يضعف الحياة السياسية والديمقراطية، مشيرا إلى أنه مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة العام 2023، فإن شخصيات كثيرة داخل معسكر إردوغان تناور بالفعل من أجل التأثير عكسيا على ما يصبو إليه، بينما تفكر المعارضة في كيفية هزيمته.
ومن بين منافسيه المحتملين صلاح الدين دميرطاس، رئيس حزب الشعب الديمقراطي السابق رغم سجنه، ورئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وأحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء الأسبق.
وفي المقابل رأى التقرير أن فوز إردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة سيؤدي إلى إغلاق مسار البلاد نحو التحول الإيجابي على مدى عقود بل أجيال، لافتا إلى أن تركيا تحاول تلميع صورتها من خلال ترسيخ نفسها كقوة إنسانية كبرى في خضم وباء «كورونا».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.