الربيعان: أزمة {كورونا} ستهز القيمة السوقية للأندية السعودية والعالمية

قال إن بعضها قد يحجم عن التعاقدات لعامين أو يبيع لاعبيه بالخسارة

خالد الربيعان (الشرق الأوسط)
خالد الربيعان (الشرق الأوسط)
TT

الربيعان: أزمة {كورونا} ستهز القيمة السوقية للأندية السعودية والعالمية

خالد الربيعان (الشرق الأوسط)
خالد الربيعان (الشرق الأوسط)

رجح خالد الربيعان مستشار التسويق والاستثمار الرياضي، أن يكون اللاعبون «الطرف الأكثر تضرراً» جراء توقف النشاط الكروي في جميع الملاعب العالمية، بسبب تفشي فيروس كورونا.
وقال الربيعان إن اللاعبين سيتضررون بشدة لكونهم أول السلسلة والعمود الذي تستند عليه العملية الرياضية من الأساس، «فهناك عقود ستلغى وأخرى ستتعدل، وبعض الأندية ربما تحجم عن التعاقد مع لاعبين جدد لموسم أو اثنين مستقبلاً وهذا ليس في صالح اللاعبين، كذلك سقف الانتقالات سينخفض نظراً لحالة الأندية مالياً».
وما زال العالم أجمع يعيش تحت وطأة إجراءات وخسائر فيروس كورونا الجديد الذي شل الحركة في معظم البلدان وألزم الناس منازلها، وفي الرياضة تبدو الحياة قد شُلت تماما منذ تفشي هذا الوباء حيث بدأت الإجراءات بخوض المباريات دون جمهور مروراً بوقفها حتى إشعار آخر وانتهاء بمنع التدريبات الجماعية وإلزام الرياضيين بخوض تدريباتهم في منازلهم.
ومنذ بدء هذه التوقفات والأسئلة المطروحة عن عودة هذه المنافسات ومتى وكيف، قبل أن يطرأ على السطح الحديث عن «كورونا والاقتصاد الرياضي».
وفي الوقت الذي تصاعدت مطالبات بخفض الرواتب للاعبين والمدربين، أعلن الفيفا تمديد عقود اللاعبين المقرر نهايتها في يونيو (حزيران) حتى نهاية الموسم، مناشداً الأندية واللاعبين بالتفاوض للوصول لحل مثالي يجنب الضرر للاعبين والإفلاس للأندية حول العالم.
وفي السعودية بدأت هذه الأحاديث قبل أن يُبادر لاعبو نادي الهلال بخفض مرتباتهم إلى 50 في المائة، قبل أن يعقبهم الجهاز الفني لنادي الشباب بقيادة الإسباني غارسيا، ويخرج مجلس إدارة رابطة دوري المحترفين السعودي ليحث الأندية على التفاوض مع لاعبيها والأجهزة الفنية لخفض المرتبات إلى ما نسبته 50 في المائة على ألا يقل الراتب الشهري عن عشرين ألف ريال خلال فترة الأزمة.
«المنحنى الاقتصادي للمنافسات الرياضية سيكون في هبوط لبعض الوقت، ليس في السعودية فقط بل على مستوى عالمي» هكذا يحلل خالد الربيعان مستشار التسويق والاستثمار الرياضي الوضع الاقتصادي في الرياضة بعد نهاية أزمة «كورونا» وذلك في حديثه الخاص لـ«الشرق الأوسط».
وأوضح الربيعان أن ما سيترتب على منافسات الدوري السعودي بعد نهاية أزمة «كورونا» هو نزول القيمة السوقية لجميع الأندية بلا استثناء، موضحاً: القيمة السوقية لأصول النادي الثابتة من مباني وملاعب ومتاجر، ستتأثر بالحالة الاقتصادية العالمية المتراجعة من جهة، أو القيمة السوقية لأصول النادي المتداولة «اللاعبين»، فمن يبق منهم فسيخضع للتغيرات العالمية في سوق اللاعبين، المرتبطة بالقدرة الشرائية وثراء الأندية التي ستهبط بكل تأكيد، وسيقل الطلب وبالتالي ستقل قيمة المعروض.
وأشار الربيعان إلى أن القيمة السوقية للبطولة نفسها ستنخفض تبعاً للعناصر المعتمدة عليها مثل البث التلفزيوني الذي ستقل قيمته بشكل كبير نتيجة لجائحة كورونا، أما الأندية بعد أزمة كورونا فستختلط أوراقها إن لم يكن هناك بعض الفوضى في قوائم اللاعبين تبعاً لمن بقي ومن رحل.
مضيفاً: «الشركات الراعية للأندية ستتأثر ويمكن أن نرى تعديلات في البنود المالية فيها وبالتالي تتأثر إيرادات الأندية فتتأثر السياسة التعاقدية فيها مع اللاعبين في المواسم المقبلة، من حيث نوعية اللاعبين وجودة مستوياتهم وشهرة أسمائهم».
وأشار مستشار التسويق والاستثمار الرياضي إلى أن الأندية هي ثاني أكبر المتضررين، فكما أوضحت سيشمل الضرر عقود البث وبيع التذاكر وعقود الرعاية والشراكة كذلك ستتأثر كماً وكيفاً، مضيفاً: «أنشطة التسويق الرياضي ستواجه صعوبة ولن تكون بالسلاسة والنجاح السريع كما كانت بالسابق لأن أطراف العملية الرياضية بداية من المشجع وحتى المستثمرين سيفكرون قبل كل قرار شراء وقرار رعاية وشراكة».
وختم الربيعان حديثه في هذا الجانب: الدعم المالي للأندية يُحتمل أن يقل أو العكس قد يزيد وذلك في حالة قرار سيادي بدعم طارئ وضخم للأندية كلها للنهوض بحالها من الأزمة الاقتصادية الحادثة بسبب جائحة كورونا.
وكشف الربيعان أن الشركات الراعية للأندية والقنوات الناقلة للمنافسات ستكون الأخيرة في الظهور، موضحاً: المستثمر بطبيعته ينتظر حتى يرى كيفية انتهاء الأمور ثم يقرر على أساس ذلك، وبالتالي هذا يفتح الباب لاحتمالات كثيرة جداً، وكلها واردة، لعل أهمها في رأيي هو إلغاء هذه الشراكات والرعايات لبعض العقود التي ترى أنها لن تفيدها مالياً على المدى القصير، خاصة أنها تريد أن تعوض الخسائر التي حدثت بالفعل، لا أن تزيد من مصروفاتها بارتباطات الرعاية التي تأتي بالأرباح ولكن بعد فترة زمنية قد تطول خاصة مع الوضع الاقتصادي للأندية والفوضى التي طالت جميع المسابقات والمنافسات فتوقفت لأجل غير مسمى.
وأضاف الربيعان في حديثه: أمر آخر مهم بالنسبة لشبكات البث فهي تنتظر عودة الجماهير للحضور في الملاعب وأن تمتلئ المدرجات، فنقل المباريات بمدرجات خالية لا يوجد فيها أي أصوات باستثناء اللاعبين والمدربين يؤثر على قيمة وجمالية البث وهدفه الأساسي، خاصة أن الحضور الجماهيري نقطة مفصلية في ظل جائحة كورونا، حيث إن نقطة التجمع والتجمهر بين الناس توليها الاتحادات بل الحكومات أهمية شديدة، بالتالي الأمر متوقف بالنسبة لشبكات البث لبعض الوقت حتى تطمئن أن الصورة التي ستنقلها ستكون تماماً كما كانت قبل كورونا.
وعن تغير لغة الأرقام في سوق الانتقالات القادمة بعد أزمة كورونا، كشف الربيعان في حديثه الموسع «لـ«الشرق الأوسط»»: «أكثر من خبير واسم له ثقل في عالم الرياضة واقتصادها اتفقوا على توقع منطقي يقول إن الأمور يمكن أن تكون منطقية، وإن هذا كان مفترضا أن يحدث قبل أزمة كورونا»، وهو ألا تتجاوز أسعار اللاعبين 100 مليون يورو عالمياً، فلا نرى صفقات للاعبين بأثمان باهظة لا تتناسب مع إنتاجهم وحتى عمرهم الصغير وعدم اكتمال هذه المواهب مقارنة بالمبالغ المدفوعة وتشكيل بعض الصفقات هدراً للأندية كحالة نيمار مع باريس سان جيرمان وحالة بوغبا مع مانشستر يونايتد.
وأشار الربيعان إلى أن الوضع لأسعار اللاعبين في السعودية ربما يتأثر تبعاً لتأثر الكرة العالمية كلها، فلو هبطت قيمة اللاعبين وسقف انتقالاتهم في أوروبا والعالم، وقتها فسيكون انتقالهم للسعودية بأثمان أقل من ذي قبل، ويمكن الاستثمار الحكومي في الأندية السعودية لفترة ما بعد كورونا بهدف جلب نجوم كبيرة وشهيرة بأرقام معقولة نوعاً.
أما فيما يخص الشأن الداخلي لمنافسات الدوري السعودي فيرى الربيعان أن هذه الأزمة قد تؤثر على انتقالات اللاعبين بين الأندية السعودية التي ستقل وربما تنعدم، لأن النادي سيبيع اللاعب بالخسارة مقياساً على الثمن الذي اشتراه به، مقابل الثمن الذي يبيعه به لناد سعودي آخر والذي سيكون غير منطقي بعد الأزمة الاقتصادية التي سببها وباء كورونا.
وختم الربيعان مستشار التسويق والاستثمار الرياضي حديثه بالإشارة إلى أن كل هذا يظل وجهات نظر قد نشاهدها على أرض الميدان وقد تتغير وفقا للمتغيرات المتسارعة واللحظية المرتبطة بفيروس كورونا الجديد.


مقالات ذات صلة

الإسباني المخضرم أدان يذود عن مرمى الوحدة

رياضة سعودية أدان اتفق مع الوحدة على ارتداء شعاره (الشرق الأوسط)

الإسباني المخضرم أدان يذود عن مرمى الوحدة

توصل نادي الوحدة الى اتفاق مع الحارس المخضرم صاحب الـ٣٧ عاما أنطونيو أدان ليصبح الحارس الجديد للفريق الكروي وفقاً لمصادر "الشرق الأوسط".

نواف العقيّل (الرياض )
رياضة سعودية التركي فاتح تيريم مدرب الشباب (نادي الشباب)

الدوري السعودي: قمة نارية بين الأهلي والشباب... والاتفاق يستدرج الخلود

تشهد منافسات الجولة الـ14 من دوري المحترفين السعودي، مساء اليوم، قمة كروية تجمع الأهلي وضيفه الشباب على ملعب «مدينة الأمير عبد الله الفيصل الرياضية» بجدة.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية السومة سيعود إلى الملاعب السعودية من جديد (النادي العربي)

العروبة يحسم صفقة السومة بعد موافقة الاستدامة المالية

توصل نادي العروبة السعودي إلى اتفاق نهائي للتعاقد مع السوري عمر السومة بعقد حتى نهاية الموسم مع خيار التجديد لموسم إضافي وفقاً لمصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط».

نواف العقيّل (الرياض )
رياضة سعودية بيتروس يحاول تهدئة رونالدو بعد مشادة مع أحد لاعبي الأخدود (رويترز)

مدرب الأخدود: النصر تحصّل على «جزائية» غير مستحقة

أعرب ستيبان توماس، مدرب فريق الأخدود، عن تحفظه على قرارات الحكم الذي أدار مباراتهم أمام النصر ضمن الدوري السعودي.

فارس الفزي (الرياض)
رياضة سعودية رونالدو محتفلاً بهدفه في مرمى الأخدود (تصوير: عبد العزيز النومان)

النصر يقتنص نقاط «الأخدود»... ورونالدو في الموعد

قلب النصر الطاولة على ضيفه الأخدود وحول تأخره بهدف إلى فوز ثمين 3/1 وذلك في اللقاء الذي جمع بينهما على ملعب الأول بارك.

فارس الفزي (الرياض )

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.