بعد 30 يوماً؛ انخفض عدد الوفيات بفيروس «كورونا» المستجدّ، إلى ما دون المائة وفاة خلال 24 ساعة. وقال وزير الصحة الإيراني سعيد نمكي إن بلاده تشهد «انخفاضاً حاداً» في عدد الحالات التي تدخل المستشفى، مشيراً إلى أنها سجلت «أول رقم قياسي لانخفاض الوفيات».
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية، كيانوش جهانبور، في مؤتمر الصحافي، أمس، إن عدد الوفيات وصل إلى 4 آلاف و683 حالة، بعد تسجيل 98 حالة وفاة إضافية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث قوله: «للأسف، خسرنا 98 من مواطنينا أصيبوا بالمرض... لكن بعد شهر من الانتظار، هذا اليوم الأول الذي تكون فيه حصيلة الوفيات عدداً من رقمين»، وأضاف: «نأمل أن يستمر هذا التوجه مع تعاونكم» في الالتزام بالتعليمات الصحية الهادفة لاحتواء تفشي الفيروس.
وسجلت الإحصائية الرسمية 1574 إصابة جديدة، ما يرفع الحصيلة الرسمية إلى 74 ألفاً و877 شخصاً، من أصل 287 ألفاً و359 شخصاً، خضعوا لفحص تشخيص فيروس «كورونا» في 95 مختبراً، فيما تماثل 48 ألفاً و129 مريضاً للشفاء وغادروا المستشفيات.
في هذا الصدد، قال وزير الصحة سعيد نمكي إن بلاده «سجلت أول رقم قياسي لانخفاض الوفيات»، لافتاً إلى أن حالات الدخول إلى المستشفى «تشهد انخفاضاً حاداً».
وقال نمكي إن الوزارة تعمل على إبلاغ بروتوكول «التباعد الذكي»، معرباً عن سعادته من مسار الوباء، لكنه حذر الإيرانيين من أن خرق التوصيات الطبية سيؤدي إلى تحدٍّ آخر في البلاد. وصرح: «فقدنا زملاء كثراً في هذه الطريق»، مخاطباً الإيرانيين: «لا تثقلوا كاهل الكادر الطبي لكي نحرز تقدماً يومياً في خفض عدد المصابين والوفيات».
أما الرئيس حسن روحاني فحاول مرة أخرى طمأنة الإيرانيين إزاء توفر السلع الأساسية، حتى نهاية مارس (آذار) 2021، ونقلت وكالة «إيلنا» عن روحاني: «جلسات اللجنة الاقتصادية تأثرت بفيروس (كورونا)»، مشيراً إلى أن الحكومة تناقش جوانب الأزمة الحالية كافة. وشدد روحاني على تجسيد قيود «التباعد الذكي» تدريجياً، لافتا إلى استمرار تعليق الدراسة واتخاذ خطوات تتعلق بوسائل النقل العام. وقال إن الحكومة جهزت حزمة اقتصادية من 100 ألف مليار تومان، وسيكون ربعها مخصصاً لقطاع الصحة، ودعم تأمين الوظائف. على أن يذهب منها 75 ألف مليار تومان إلى عموم فئات الشعب، وأن يكون 52 ألف مليار تومان لفئات مهنية تضررت بشدة؛ حسب الرئيس الإيراني. وتراجعت الحكومة عن أرباح قدرها 12 في المائة مقابل قرض وعدت بتقديمه لذوي الدخل المحدود بقيمة مليون تومان (65 دولاراً). ومرت حكومة روحاني بأوقات عصيبة هذا الشهر نتيجة ازدياد الانتقادات الداخلية، بسبب إدارة الأزمة، رغم أنها قالت في مناسبات عدة إنها تعطي أولوية جهودها لاحتواء الوباء.
وفي بداية الأمر؛ رفضت الحكومة المطالب بإغلاق تام لبؤر الفيروس، لكنها أمرت بإغلاق المدارس والجامعات، كما أرجأت مناسبات مهمة وفرضت رزمة من القيود بعد ازدياد الضغوط باسم خطة «التباعد الاجتماعي»، لكنها خفضت قليلاً من تلك القيود، وبدأت منذ السبت الماضي خطة «التباعد الذكي» وتتضمن تعليمات تسمح باستئناف الأنشطة الاقتصادية تدريجياً.
وأعلنت إيران أولى الإصابات في 19 فبراير (شباط) مع وفاة شخصين في قم. لكن كان هناك تشكيك من أن العدد الفعلي للمصابين أعلى من ذلك المعلن.
وقال نائب رئيس البرلمان مسعود بزشكيان إن رئيس البرلمان علي لاريجاني قد تماثل للشفاء بعد إصابته بفيروس «كورونا». ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية عن بزشكيان القول إن لاريجاني سيعود لرئاسة جلسات المجلس ابتداء من الأسبوع المقبل. وفي وقت سابق، نقلت وكالة «إيسنا» عن نائب أن البرلمان سيعقد أسبوعياً جلستين حتى 20 يونيو (حزيران) المقبل.
جاء ذلك بعد رفض النواب مقترحاً بإغلاق البرلمان شهراً إضافياً، ومقترحاً آخر لفرض الحجر الصحي على النواب في مقر البرلمان، حتى نهاية الأزمة. وأعلن «الحرس الثوري»؛ الجهاز الموازي للجيش الإيراني، تأسيس قاعدة جديدة، بقرار من قائده حسين سلامي مهمتها «دعم المتضررين» من الوباء، حسب وكالات «الحرس». وتعهد «الحرس» بأن تقدم القاعدة الجديدة «مساعدات إلى 3 ملايين ونصف المليون إيراني محتاج»، وذلك بعد أقل من أسبوع على مطالبة خامنئي القوى الداخلية بإطلاق ما سماها «مناورة مساعدة الفقراء». وهذا ثاني كيان يعلن تأسيسه منذ تفشي الوباء عقب إعلان الأركان المسلحة تأسيس لجنة خاصة بالوباء الشهر الماضي إثر مواقف للمرشد الإيراني عدّ فيها تفشي الفيروس «مؤامرة» و«حرباً بيولوجية».
ونقلت وكالات عن قائد «الحرس»، أمس، أن القاعدة ستنضم إليها على مستوى المحافظات، أجهزة خاضعة للمرشد الإيراني مثل «مؤسسة المستضعفين» و«لجنة تنفيذ أمر الإمام» و«الحضرة الرضوية» وقوات «الباسيج» التابعة لـ«الحرس».
وتقدر الأنشطة الاقتصادية للأجهزة التابعة للمرشد وقوات «الحرس» بنحو 50 في المائة من الاقتصاد الإيراني، وهي مؤسسات لا تدفع الضرائب.
إلى ذلك، كشفت عضو هيئة رئاسة مجلس بلدية طهران، زهرا نجاد بهرام، أمس، عن رفض «اللجنة الوطنية لمكافحة (كورونا)» فرض استخدام الكمامات على المسافرين عبر مترو الأنفاق في طهران.
وقالت المسؤولة إن مترو الأنفاق «لا يمكنه ضمان التباعد بين المسافرين بعد رفض المقترح». وحذرت المسؤولة من أن دوران الهواء في مترو الأنفاق يزيد من مخاطر انتشار الوباء.
وتنقل نحو 300 ألف شخص، السبت الماضي، بالتزامن مع بدء خطة «التباعد الذكي»، وفق ما نقلت وسائل إعلام عن مسؤول في بلدية طهران.
في شأن موازٍ، أعلن رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية، علي رضا رشيديان، أن التخطيط يجري لاستئناف الرحلات الدينية إلى العراق وسوريا، مع مراعاة الشروط الصحية.
وتوقف إيفاد الزوار الإيرانيين إلى العراق وسوريا منذ نحو شهرين بسبب تفشي الوباء.
وقال رشيديان: «لقد قمنا بإعداد بروتوكولات حول إيفاد الزوار إلى العراق وسوريا، وقدمناها لهما لنشهد استئناف السفر المتبادل بين إيران وهذين البلدين في ظل التنسيق والتعاطي والتزام شروط الصحة والسلامة وتحسن الظروف الناجمة عن تفشي (كورونا)» حسب وكالة الأنباء الألمانية.
إيران تسجل أول انخفاض في وفيات «كورونا»
إيران تسجل أول انخفاض في وفيات «كورونا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة