المراهقون وكورونا... كيف تجعلهم يتقبلون قيود العزل؟

سيدة تمر بجانب مراهقين يلهوان في وسط طريق خال من السيارات جراء الإغلاق بمدينة باندونغ الإندونيسية (د.ب.أ)
سيدة تمر بجانب مراهقين يلهوان في وسط طريق خال من السيارات جراء الإغلاق بمدينة باندونغ الإندونيسية (د.ب.أ)
TT

المراهقون وكورونا... كيف تجعلهم يتقبلون قيود العزل؟

سيدة تمر بجانب مراهقين يلهوان في وسط طريق خال من السيارات جراء الإغلاق بمدينة باندونغ الإندونيسية (د.ب.أ)
سيدة تمر بجانب مراهقين يلهوان في وسط طريق خال من السيارات جراء الإغلاق بمدينة باندونغ الإندونيسية (د.ب.أ)

بالنسبة للمراهقين، غالبا ما يكون الأصدقاء أهم من أفراد الأسرة. ونظرا لأنهم يتجانسون بشدة مع دائرتهم الاجتماعية، فيمكن أن يعتبروا أوامر البقاء في المنزل جراء فيروس كورونا (كوفيد - 19) والقيود على مخالطة الآخرين مساسا بشخصيتهم، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.
وتقول كيرا ليبمان، وهي مستشارة أسرية متخصصة في المراهقين: «هذا يثير حنقهم وغضبهم وهو ما ينفسون عنه عادة في آبائهم وأشقائهم الذين لا لوم عليهم».
والسؤال هنا هو كيف يمكن جعل المراهقين يتقبلون أنه لا يمكنهم رؤية أصدقائهم خلال جائحة فيروس كورونا؟
وتقول ليبمان: «من الصعب التفاهم مع المراهقين في سن البلوغ بالجدال العقلاني» مقترحة اللجوء إلى النقاش العاطفي.
وتوضح أن النقاش العقلاني النموذجي سوف يكون شيئا من هذا القبيل: «يجب أن نمكث في المنزل حتى يقل عدد حالات العدوى، وحتى لا يصير نظام الصحة في البلاد محملا بأكثر من طاقته». ولكن في حين أن المراهقين يدركون صحة ذلك، إلا أن الكثير منهم لا تحرك فيهم هذه الرسالة ساكنا، بحسب ليبمان.
ولكن استجداء عواطفهم يمكن أن يكون أكثر فاعلية. فقد تستحضر أمامهم، مثلا، صورة عن منتج سمارتيز وهو عبارة عن شوكولاته مغطاة بألوان مختلفة.
كأن تقول لهم: «تخيل أن لديك مائة قطعة من سمارتيز أمامك، خمس منهم مسمومة. كم قطعة سمارتيز ستأكل؟ لا نعلم أي سمارتيز نحن في هذه اللحظة، وبالتالي علينا البقاء في المنزل في الوقت الراهن».
ويجب على الآباء إتاحة للمراهقين الفرصة الكافية لأن يختلوا بأنفسهم رغم أن ظروف المعيشة قد تكون غير مريحة.
وتقول ليبمان: «تأكد من إعطائه بعض الحرية مثل إعفائه من المذاكرة في عطلات نهاية الأسبوع. ويحتاج المراهقون إلى المساحة والوقت لأنفسهم».
وتنصح الآباء بتخصيص وقت للمراهقين والانخراط في عالمهم.
وتضيف: «ماذا عن تنظيم مسابقة تصوير تبت فيها لجنة تحكيم مستقلة؟ أو يمكن تصوير معا مقطعا مصورا على يوتيوب».
وهناك فكرة أخرى، بحسب ليبمان، هو السماح للمراهق باختيار وإعداد وجبات العائلة يوما في الأسبوع. أو يمكنك ابتكار دعابات ليتم تنفيذها على أفراد الأسرة.
وخلصت إلى القول «أي شيء يعزز الإحساس بوحدة الأسرة يعد مقبولا».


مقالات ذات صلة

تقرير عالمي يدعو للتوصل إلى تعريف جديد للسمنة

صحتك رجل يعاني من زيادة في الوزن (رويترز)

تقرير عالمي يدعو للتوصل إلى تعريف جديد للسمنة

أكد تقرير جديد صادر عن خبراء عالميين الحاجة إلى التوصل لتعريف جديد «أكثر دقة» للسمنة، ولـ«إصلاح جذري» لكيفية تشخيص هذه المشكلة الصحية في جميع أنحاء العالم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك سر السعادة في العمل التركيز على التقدم بدلاً من الكمال مما يؤدي إلى تحقيق قدر أكبر من الرضا (رويترز)

نصائح للتغلب على الهوس بتحقيق الكمال

نصحت الدكتورة في مركز جامعة بوسطن لدراسات الاضطرابات والقلق، إلين هندريكسن، بضرورة التمييز بين السعي إلى الكمال والشعور الدائم بعدم الرضا عن النفس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تحتوي بعض أنواع الأخشاب على تركيزات عالية من المركبات المضادة للميكروبات الطبيعية (أرشيفية - شبكة «إيه بي سي»)

هل الطهي بالملاعق الخشبية آمن لصحتنا؟ وهل تحبس البكتيريا؟

يختلف متابعون حول مدى صحة استخدام الملاعق الخشبية في الطهي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا يسعى العلماء إلى إعادة تعريف كيفية إدارة الحالات المزمنة مثل السكري مما يوفر أملاً لملايين الأشخاص حول العالم (أدوبي)

الذكاء الاصطناعي لتحديد الأنواع الفرعية لمرض السكري

يقول الباحثون إن هذه التكنولوجيا مفيدة للأفراد في المناطق النائية أو ذات التحديات الاقتصادية.

نسيم رمضان (لندن)
صحتك العيون قد تكشف عن الإصابة بالسكتة الدماغية

العيون قد تكشف عن الإصابة بالسكتة الدماغية

قال موقع «ساينس أليرت» إن دراسة حديثة خلصت إلى أن الفحوصات التي تُجرى للعيون قد تكشف عن الإصابة بالسكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

اشتعل وجهه خلال جراحة... عائلة مريض تطالب مستشفى أميركياً بتعويض قدره 900 ألف دولار

كلية الجراحين الأميركية لاحظت أن غرف العمليات تحتوي على «ظروف مثالية للحريق» (رويترز)
كلية الجراحين الأميركية لاحظت أن غرف العمليات تحتوي على «ظروف مثالية للحريق» (رويترز)
TT

اشتعل وجهه خلال جراحة... عائلة مريض تطالب مستشفى أميركياً بتعويض قدره 900 ألف دولار

كلية الجراحين الأميركية لاحظت أن غرف العمليات تحتوي على «ظروف مثالية للحريق» (رويترز)
كلية الجراحين الأميركية لاحظت أن غرف العمليات تحتوي على «ظروف مثالية للحريق» (رويترز)

تطالب عائلة رجل في ولاية أوريغون الأميركية بتعويض قدره 900 ألف دولار من أحد المستشفيات، بعدما اشتعلت النيران في وجه المريض في أثناء خضوعه لعملية جراحية بينما كان مستيقظاً، بحسب صحيفة «الغارديان».

تَرِد هذه المزاعم في دعوى قضائية مرفوعة من قبل زوجة جون مايكل مردوخ ضد جامعة أوريغون للصحة والعلوم. وتؤكد الدعوى أن الحادث وقع في أثناء خضوعه لعملية جراحية في عام 2022، وسط علاجه من سرطان الخلايا الحرشفية، وهو سرطان في اللسان. وفقاً للدعوى، فشل الطاقم الطبي في ترك الكحول الذي تم مسحه على وجهه يجف بشكل صحيح، مما تسبب باشتعال جلده.

تروي الدعوى كيف كانت جراحة مردوخ عبارة عن فتحة في القصبة الهوائية، أو إجراء لإدخال أنبوب تنفس في حلقه. لتعقيمه للعملية، تم مسحه بالكحول الأيزوبروبيلي. لكن الكحول لم يجف بشكل صحيح، وأشعل شرارة من أداة جراحية مما تسبب بحريق في وجهه، وفقاً للدعوى.

وذكرت تقارير صحافية أن مردوخ كان «مستيقظاً وواعياً» عندما بدأ الحريق، وكان يتغذى بالأكسجين، بالإضافة إلى الكحول الذي لم يتبخر.

عاش مردوخ لمدة ستة أشهر بعد الجراحة، لكنه توفي في يونيو (حزيران) 2023. وذكر نعيه أنه كان يبلغ من العمر 52 عاماً.

وقال المحامي رون تشنغ، الذي يمثل أرملة مردوخ، توني، ورفع الدعوى القضائية في ديسمبر (كانون الأول): «هذا أمر لا يحدث أبداً... لم يكن يجب أن يحدث أبداً».

وعلى الرغم من أن الحادث الجراحي لمردوخ لم يقتله، فإنه عانى من ندوب مشوهة وتورم وجروح لم تلتئم، كما قال تشنغ.

وأشار إلى أنه على الرغم من عدم قدرة مردوخ على التحدث بوضوح في ذلك الوقت، فإنه كان لا يزال قادراً على نقل الصدمة التي تعرض لها من الحروق إلى زوجته.

في العام الماضي، لاحظت كلية الجراحين الأميركية أن غرف العمليات تحتوي على «ظروف مثالية للحريق» بسبب مصادر الاشتعال والأكسجين والوقود. تتسبب الأجهزة الجراحية الكهربائية في نحو 70 في المائة من الحرائق الجراحية في الولايات المتحدة، وفقاً للكلية. وفي 75 في المائة من الحالات، كانت البيئات الغنية بالأكسجين متورطة بالحوادث. وكانت مستحضرات الجلد القائمة على الكحول أيضاً «مصادر وقود شائعة في أثناء الحرائق الجراحية عندما لا يُسمح لها بالتبخر تماماً».