تعديل وزاري متوقع في السودان يطال حقائب سيادية

مصادر تؤكد ملاحقة علي كرتي وزير خارجية نظام البشير

TT

تعديل وزاري متوقع في السودان يطال حقائب سيادية

تحدثت مصادر متطابقة في الخرطوم عن توجه لدى الحكم لإجراء تعديل وزاري وشيك يطال حقائب سيادية. ويأتي هذا تزامناً مع تأكيد المصادر أن لجنة تفكيك النظام السابق تلاحق عدداً من قادة ورموز حكم الرئيس المعزول عمر البشير، بينهم علي كرتي الذي كان يشغل منصب وزير خارجية، ويعد المنسق الأمني والعسكري للإسلاميين.
وذكرت مصادر متطابقة لـ«الشرق الأوسط» أن «لجنة تفكيك واجتثاث نظام الثلاثين من يونيو، ومحاربة الفساد والتمكين» تلاحق مسؤولين في النظام السابق، وتتوقع القبض عليهم قريباً، بينهم وزير الخارجية الأسبق علي كرتي، وأنس عمر حاكم شرق دارفور السابق الذي يقود تنظيم مظاهرات ضد الحكومة الانتقالية. وتشمل القائمة شخصيات أخرى متهمة بمحاولات تقويض النظام الدستوري وقضايا الفساد المالي.
وأضافت المصادر أن هناك ملفات عدة، بينها الفساد المالي وحيازة عقارات بطريقة غير مشروعة، ضمن 3 آلاف قضية قيد النظر لدى اللجنة في مواجهة عدد من رموز النظام المعزول.
وأوضحت المصادر أن المذكورين كانوا يعملون على تسوية سياسية مع بعض الأطراف في الحكومة الانتقالية، لتجنب المحاكمات والمحاسبة ومصادرة الممتلكات والأموال، إلا أن الاجتماع الثلاثي بين شركاء الوثيقة الدستورية (العسكريون وقوى إعلان الحرية والتغيير ومجلس الوزراء) الذي انعقد الأسبوع الماضي نجح في تجاوز التباين في وجهات النظر بشأن ما يطلق عليه بعضهم في مجلس السيادة والوزراء «المساومة التاريخية» مع الإسلاميين.
ومن جهة أخرى، ذكرت المصادر أن هنالك اتجاهاً لتغيير وزاري محدود أوصى به آخر اجتماع عقده شركاء الوثيقة الدستورية خلال تقييمهم لأداء الحكومة الانتقالية في الفترة الماضية. ورجّح مصدر أن تطال التعديلات وزارت سيادية، رأى أطراف الوثيقة أن أداء وزرائها غير مرض وأقل من التوقعات.
وأشارت المصادر، من جهة أخرى، إلى أن هناك اتجاهاً لتكوين محكمة خاصة لمحاكمة رموز النظام المعزول، بينهم عمر البشير، وعدد من نوابه ومساعديه، إلى جانب العشرات من قادة حزب المؤتمر الوطني المنحل.
وأعلن النائب العام السوداني، تاج السر الحبر، اكتمال التحقيق مع مدبري انقلاب الإنقاذ، وعدد آخر من المتهمين، وأن حالة الطوارئ الصحية المفروضة في البلاد بسبب جائحة «كورونا» حالت دون تقديمهم للقضاء، وينتظر أن تعقد لهم محاكمات علنية فور رفع حالة الطوارئ الصحية.
وكشفت المصادر عن اتفاق لترأس نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، محمد حمدان دقلو، اللجنة الاقتصادية للطوارئ التي تم الاتفاق عليها في المصفوفة بين مكونات السلطة الانتقالية، مشيرة إلى توافق كبير حول المسألة من جميع الأطراف، وسط توقعات أن تنجح اللجنة في التخفيف من حدة الضائقة الاقتصادية، بضرب مراكز الدولة العميقة التي تعمل على تخريب الاقتصاد والاتجار بالعملات الأجنبية.
وأبلغ عضو بارز بلجنة تفكيك النظام المعزول أن العمل جارٍ لتكوين قوات مشتركة من الشرطة والأمن والاستخبارات والدعم السريع تكون تحت أمرة لجنة التفكيك لتنفيذ القرارات الصادرة بحق قادة النظام السابق. كما يتوقع أن يستجيب النائب العام لطلب اللجنة إنشاء نيابة خاصة لتفكيك نظام الثلاثين من يونيو، ومحاربة الفساد، واسترداد الأموال المنهوبة داخل وخارج البلاد.
يذكر أن النائب العام وافق على منح لجنة التفكيك سلطات النيابة العامة لتسهيل وتسريع عملها، وذلك وفقاً لنصوص قانون تفكيك نظام الثلاثين من يونيو، واتخاذ أي إجراءات جنائية أو قانونية ضد أي شخص شغل منصب أو وظيفة وتربح بطريقة غير مشروعة خلال وجوده في النظام المعزول.
واتفقت مؤسسات السلطة الانتقالية في السودان، مجلسي السيادة والوزراء، وقوى إعلان الحرية والتغيير، حول القضايا المهمة في الفترة الانتقالية، ووضعت مواقیت زمنية لتنفیذ المهام العاجلة. وشدد الاتفاق على مواجهة فلول النظام البائد، والتعامل الحازم لإنفاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة وباء «كورونا»، وتشكيل آليات مشتركة لمتابعة تنفیذ المصفوفة ومراقبتها وتقییمها وضمان إنفاذ المهام العاجلة المتعثرة من مهام المرحلة الانتقالیة. ونصت بنود الاتفاق على تشكيل لجنة طوارئ اقتصادية مشتركة لمجابهة الأزمة الاقتصادية الحالية، وتحديد مهامها وصلاحياتها بصورة تنظم علاقتها مع الجهاز التنفيذي، ينتهي أجلها بعقد المؤتمر الاقتصادي.
وتضمن الاتفاق الثلاثي صياغة استراتيجية أمن قومي، بمشاركة فاعلة من كل الأطراف، إضافة إلى إنفاذ صلاحيات عاجلة في جهاز المخابرات العامة والشرطة. كما توافق الشركاء على وضع استراتيجية للعلاقات الخارجية، بواسطة وزارة الخارجية، تتوافق مع رؤية أطراف السلطة الانتقالية لوضع مصالح البلاد العليا وسيادتها، بما يحقق أهداف المرحلة الانتقالية.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.