تركيا تعلن إحباط تسلل 5 {إرهابيين} من سوريا لتنفيذ هجمات

TT

تركيا تعلن إحباط تسلل 5 {إرهابيين} من سوريا لتنفيذ هجمات

أحبطت أجهزة الأمن التركية تسلل 5 {عناصر إرهابية} من سوريا إلى ولاية ماردين الحدودية في جنوب شرقي البلاد كانوا يعتزمون تنفيذ هجمات داخل أراضي تركيا. وقالت ولاية ماردين، في بيان أمس، إن قوات الدرك بالتعاون مع جهاز المخابرات والجيش تمكنت من تعقب 5 {عناصر إرهابية} أثناء محاولتهم التسلل إلى قضاء كيزيل تبه، التابع للولاية وأفشلوا المحاولة التي وقعت مساء أول من أمس. وأضاف البيان أن الخمسة لاذوا بالفرار بعد أن اكتشفوا تعقبهم من جانب قوات الأمن التركية المشاركة في العملية وخلفوا وراءهم كل المواد التي كانت بحوزتهم والتي كانوا سيستخدمونها {لتنفيذ الهجمات الإرهابية داخل تركيا}. وتابع البيان أن {العناصر الإرهابية}، التي لم يذكر أي معلومات عن هويتها، خلفت وراءها 15 كيلوغراماً من المواد البلاستيكية المتفجرة، و3 عبوات ناسفة إضافة إلى مبالغ مالية، ومواد أخرى. ولفت البيان إلى {استمرار العمليات الأمنية الهادفة إلى مكافحة الإرهاب، وتحقيق الأمن والسلام بالمنطقة}.
ورفعت أجهزة الأمن التركية من درجة التأهب في المناطق الحدودية بعد عملية استهدفت تجمعاً للقوات التركية عند بوابة جوربولاك في بلدة دوغو بايزيد التابعة لولاية أغري الحدودية بين تركيا وإيران في 31 مارس (آذار) الماضي أسفرت عن تفجير أنبوب نقل الغاز من إيران إلى تركيا ومقتل أكثر من 30 جندياً وتدمير 5 مدرعات للجيش التركي، بحسب ما أعلنت قوات الدفاع الشعبي الكردستاني، الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني (المحظور)، التي تبنت التفجير، مشيرة إلى أن انتحارية تحمل الاسم الحركي سما كوجر نفذت العملية وفجرت نفسها في العديد من المركبات المدرعة التركية، مما أدى إلى انفجار خط أنابيب الغاز.
وأشار البيان إلى أن منفذة العملية الانتحارية اسمها الحقيقي «روشان أشكارا»، من مواليد ولاية سيرت جنوب شرقي تركيا، وأنها انضمت إلى وحدة قوات «الجريلا» التابعة لقوات الدفاع الشعبي الكردستاني عام 2014 وخضعت لدورات وتدريبات عسكرية. من جانبها أصدرت ولاية أغري بياناً، قالت فيه إن قوات الدرك التركية حيدت (قتلت)، «إرهابية» ضمن مجموعة من الإرهابيين حاولت التسلل إلى تركيا في ولاية أغري شرق البلاد من الحدود مع إيران. ولم يشر البيان إلى الانفجار الذي وقع في خط أنابيب الغاز، ولم يربط بينه وبين هذه الاشتباكات.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.