أميركا تخصص 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن قيادي في {حزب الله} اللبناني

محمد كوثراني كان من أبرز مساعدي سليماني ويتولى تنسيق نشاط جماعات عراقية

محمد كوثراني
محمد كوثراني
TT

أميركا تخصص 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن قيادي في {حزب الله} اللبناني

محمد كوثراني
محمد كوثراني

أعلنت الولايات المتحدة تخصيص مكافأة بقيمة 10 ملايين دولار لمن يوفر معلومات عن القائد في «حزب الله» اللبناني محمد كوثراني، المسؤول عن عمليات الحزب في العراق.
وحسب بيان الخارجية الأميركية، فإن كوثراني هو أحد أبرز مساعدي قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني، الذي قتل في غارة أميركية بطائرة مسيرة في العراق في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وأضافت الخارجية، أن كوثراني «تسلم بعض التنسيق السياسي للجماعات المسلحة المدعومة من إيران، التي كان ينظمها سليماني سابقاً، وأنه في هذا الإطار، يقوم بتنسيق مهام الجماعات العاملة خارج سيطرة الحكومة العراقية، التي قامت بقمع المظاهرات والاعتداء على البعثات الدبلوماسية الأجنبية، والانخراط في أنشطة إجرامية واسعة النطاق».
وقالت الوزارة، إنها توفر المكافأة لمن يمنح معلومات تتعلق بمصادر دخل «حزب الله»، أو آليات تسهيلاته المالية الرئيسية والمانحين الماليين الرئيسيين، والمؤسسات المصرفية والشركات أو الاستثمارات التي يمتلكها الحزب أو ممولوه، والشركات التي تشارك في شراء التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج، وكذلك ما سمته بالخطط الإجرامية التي تفيد «حزب الله» مالياً، ويشارك فيها أعضاؤه أو داعمون له.
كانت الولايات المتحدة قد أضافت كوثراني إلى قائمة الإرهاب العالمية عام 2013، واتهمته بتمويل الجماعات المسلحة في العراق والمساعدة في نقل المقاتلين العراقيين إلى سوريا للقتال إلى جانب قوات النظام.
ويرى المراقبون أن بروز اسم كوثراني مجدداً يؤكد جدية واشنطن في التصدي لجهود إيران للإمساك مجدداً بالساحة العراقية، والضغط على «حزب الله». ويحمل كوثراني الجنسيتين اللبنانية والعراقية، وله سجلات قيد رسمية تحت اسمي «محمد كوثراني» و«جعفر الكوثراني»، وكذلك قيود رسمية بتواريخ ميلاد في أعوام: 1945 و1959 و1961 بحسب بيانات وزارة الخزانة الأميركية، التي تفيد بأنه مولود في مدينة النجف بالعراق. وكان مسؤولاً عن العديد من الهجمات ضد قوات التحالف في العراق. كما أنه متورط في عمليات الاستثمار بأموال «حزب الله» لتهريب الأسلحة بين العراق وإيران، وكان من بين 4 أشخاص (عراقيان ولبناني وسوري) مسؤولين عن عمليات تهريب السلاح للميليشيات العراقية عبر الحدود الإيرانية العراقية.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لعب كوثراني دوراً كبيراً إلى جانب سليماني لاختيار بديل عن رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي. وجرى التداول بأنه التقى قيادات سياسية من كتلة «الفتح» بزعامة هادي العامري، وائتلاف «دولة القانون» برئاسة نوري المالكي، وشملت أيضاً سياسيين سنة، بينهم رئيس البرلمان محمد الحلبوسي والنائب أحمد الجبوري.
وبعد مقتل سليماني، برز اسم كوثراني مجدداً على الساحة العراقية، حيث أسندت له طهران مهمة تنسيق جهود الميليشيات الموالية لإيران المتعلقة بقمع الاحتجاجات الشعبية، واستهداف المصالح الأجنبية في البلاد.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.