مباحثات عسكرية حول الحدود بين السودان وإثيوبيا

TT

مباحثات عسكرية حول الحدود بين السودان وإثيوبيا

أجرى السودان وإثيوبيا، أمس، مباحثات عسكرية وأمنية، ركزت على عدد من القضايا، أبرزها تطورات الأوضاع على الحدود بين البلدين، واتفقا على المزيد من التعاون والتنسيق في مكافحة الجرائم العابرة للحدود.
والتقى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، أمس، الوفد العسكري الإثيوبي، برئاسة رئيس هيئة الأركان الإثيوبي، آدم محمد، وحضره رئيس هيئة الأركان السوداني، محمد عثمان الحسين.
وذكر تعميم صحافي من مجلس الوزراء أن اللقاء بحث مسألة الحدود بين البلدين والعلاقات الثنائية، حيث تم التأكيد على الروابط التاريخية بين السودان وإثيوبيا.
ووصل إلى الخرطوم وفد عسكري إثيوبي، يقوده رئيس الأركان، الفريق أول آدم محمد محمود في زيارة استغرقت يوما واحدا. وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، قد أجرى أول من أمس اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء، الإثيوبي آبي أحمد، بحثا خلاله عددا من القضايا، إلى جانب التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
وتأتي زيارة الوفد الإثيوبي العسكري للسودان على خلفية التوترات الأمنية، التي تشهدها الحدود بين البلدين.
وقال رئيس هيئة الأركان السوداني، الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين، إن الجانبين السوداني والإثيوبي انخرطا في مباحثات، تناولت على وجه الخصوص العلاقات الأمنية والعسكرية، ومستقبل التعاون العسكري بين البلدين.
وأضاف الحسين في تصريحات صحافية مشتركة مع نظيره الإثيوبي أن الاجتماعات ناقشت كل القضايا الأمنية، المتعلقة بالحدود بين البلدين، والمزيد من التنسيق بين القوات الأمنية لمكافحة الجرائم العابرة للحدود، والهجرة غير الشرعية، والاتجار بالبشر ومكافحة الإرهاب وتهريب الأسلحة والذخائر، ومواجهة العصابات، التي تنشط في المناطق الحدودية.
وأضاف الحسين أن الجانبين اتفقا أيضا على التنسيق المستديم للعمل معا على تأمين الحدود بين البلدين.
ومن جانبه، قال رئيس الأركان الإثيوبي: «بحثنا مع الجانب السوداني المشاكل وتعزيز العلاقات القائمة بين البلدين». مضيفا في المؤتمر الصحافي المشترك: «لقد تطرقت المباحثات إلى تقييم الاتفاقيات العسكرية السابقة، الموقعة بين البلدين، إلى جانب تعزيز العلاقات بين القوات المسلحة الإثيوبية – والسودانية».
«وقد توصلنا إلى اتفاقيات شاملة لتعزيز العلاقات وتوسيع التعاون العسكري بين البلدين، كما ناقشنا كثيرا من المسائل، وتوصلنا إلى نتائج طيبة. كما اتفقنا على كيفية مكافحة جائحة «كورونا» بالسيطرة على العناصر التي تقوم بعمليات التهريب على الحدود، والممارسات غير القانونية بين البلدين».
وتفقد رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، أول من أمس، عددا من الحاميات العسكرية بولاية القضارف (شرق البلاد)، المتاخمة للحدود الإثيوبية. وأكد أن الجيش السوداني لن يسمح بالتعدي على أراضي وحدود البلاد، مجددا التأكيد على جاهزية القوات المسلحة لحماية البلاد، وحراسة حدودها دون التراجع عن ذلك.
وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت عن حشود للجيش السوداني في عدد من المناطق الحدودية مع الجارة إثيوبيا. ونقلت صحيفة محلية حديث المستشار الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة، العميد الطاهر أبو هاجة، أن الحشود لحماية الحدود، وإيقاف أي تدخل أو تعد على الأراضي السودانية.
وأقر أبو هاجة بحسب صحيفة (الصيحة) بتعدي الجيش الإثيوبي على الأراضي السودانية في (الفشقة)، وقال إن الإثيوبيين تمددوا داخل الأراضي، واستغلوا التراخي الحاصل في زمن الحكومة الماضية، وبدأوا في وضع اليد على الأراضي السودانية برصف الطرق، وبناء المعسكرات ليفرضوا الواقع الديموغرافي في المنطقة.
وتقع منطقة الفشقة على طول الحدود مع إثيوبيا بمسافة 168 كيلومترا، ومساحتها الكلية 5700 كيلومتر مربع.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.