مشروعات تنموية مصرية تعزز الصلات بدول حوض النيل

تشمل سدوداً ومحطات لاستغلال فوائض المياه

TT

مشروعات تنموية مصرية تعزز الصلات بدول حوض النيل

كثفت الحكومة المصرية من مشروعاتها التنموية بدول حوض النيل، وذلك في سياق توجه سياسي نشط في السنوات الأخيرة، يوسع مجالات التعاون مع تلك الدول، بما يلبي احتياجاتها التنموية، ويؤمن حصة مصر من النيل.
وتشهد مصر منذ سنوات نزاعا مع إثيوبيا، بسبب سد تبنيه الأخيرة على أحد الروافد الرئيسية لنهر النيل، وتقول القاهرة إنه يهدد حصتها من المياه، التي تبلغ نحو 55.5 مليار متر مكعب.
وبحسب مراقبين فإن سياسة مصر حالياً تقوم على تعزيز علاقتها بباقي دول الحوض (9 دول بخلاف مصر وإثيوبيا)، من أجل كسب مزيد من المؤيدين لقضيتها، وأيضاً زيادة موارد النهر من المياه، التي يتم إهدار معظمها، عبر مشروعات لاستغلال فوائض الأمطار.
ورصد تقرير نشرته وزارة الموارد المائية والري المصرية، أمس، عشرات المشروعات المصرية بدول الحوض، نفذت خلال الأشهر التسعة الأخيرة، من يوليو (تموز) الماضي وحتى مارس (آذار) من العام الحالي، منها حزمة مشروعات في مجال الموارد المائية مع جمهورية جنوب السودان بمنحة مصرية، تتضمن تأسيس محطتي قياس المناسيب، والتصرفات بمدينة منجلا ونيمولي على بحر الجبل، تمهيداً لتشغيلها بصورة كاملة، وبدء عملية إنشاء ست محطات مياه شرب جوفية في فبراير (شباط) الماضي، تم التعاقد عليها مع إحدى الشركات المتخصصة 2019. وتم الانتهاء من المسح الهيدروجيولوجي والجيوفيزيقي، وإعداد الدراسات اللازمة والبدء في حفر البئر الأولى في المستشفى القبطي بجوبا، ويتوقع الانتهاء منها آخر أبريل (نيسان) الحالي. علاوة على مشروعات أخرى للتعاون مع أوغندا، حيث تم البدء في تنفيذ مشروع إنشاء خمسة سدود لحصاد مياه الأمطار في أوغندا للاستفادة منها في الشرب، والاستخدامات المنزلية وللثروة الحيوانية، والذي يتكون من محطات لتجميع مياه الأمطار. كما يجري حالياً التجهيز للمرحلة الثانية من مشروع درء مخاطر الفيضان بمقاطعة كسيسي، والذي تم الانتهاء من المرحلة الأولى منه في فبراير 2018، والذي ساهم في إنقاذ المنطقة من كوارث محققة، فضلاً عن الإمكانية المستقبلية لاستغلال مياه الفيضان، التي كانت تهدر وتتسبب في خسائر مادية وبشرية لقاطني المنطقة.
وتهدف المرحلة الثانية لاستكمال أعمال الحماية، علاوة على أعمال تنموية أخرى، مثل تأهيل مأخذ لمياه الشرب، والحفاظ على التربة من الأكل وحماية جوانب النهر، وإنشاء شبكة رصد هيدرولوجي على مجرى النهر. كما يجرى حالياً التجهيز للمرحلة الخامسة من المشروع المصري - الأوغندي لمقاومة الحشائش المائية.
وهناك أيضا مشروعات تعاون مع الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا، رغم خلاف الأخيرة مع مصر، وفقا لأحمد بهاء الدين، رئيس قطاع مياه النيل، حيث ثمن متابعة دراسة الطلبة الوافدين بمنح دراسية ضمن مشروعات التعاون الثنائي مع كلا البلدين، وإيفاد طالب من دولة إثيوبيا لنيل درجة الدكتوراه بكلية الهندسة بجامعة القاهرة، وطالب كونغولي لنيل درجة الماجستير بكلية الهندسة جامعة القاهرة.
وشارك وفد مصري في زيارة للكونغو الديمقراطية للتباحث حول إمكانية اشتراك مصر في تنفيذ المراحل القادمة من مشروع «سد إنجا»، وتفعيل الربط الكهربائي مع سد إنجا في يناير (كانون الثاني) الماضي، فضلاً عن استقبال الكوادر الفنية من دول حوض النيل، ضمن دبلومة معهد بحوث الهيدروليكا، وإلقاء محاضرات عن تاريخ التعاون مع دول حوض النيل في يناير الماضي. ويمثل التعاون الثنائي مع دول حوض النيل أحد المحاور الرئيسية في السياسة المصرية الخارجية، وفقا للتقرير، الذي شدد على أن تنفيذ مشروعات تنموية تعود بالنفع المباشر على دول حوض النيل، وهي أهم عوامل النجاح في دعم العلاقات المصرية مع تلك الدول.
ويشير الخبير المائي الدكتور ضياء الدين القوصي، مستشار وزير الري المصري الأسبق، لـ«الشرق الأوسط» إلى وجود ما يزيد على 1600 مليار متر مكعب تصل لمياه النيل كل عام، لا يصل لدولتي المصب منها (مصر والسودان) سوى 84 مليار متر مكعب، أي ما يعادل 5 في المائة، في حين أن الـ95 في المائة الباقية، إما تستخدم في باقي دول الحوض، وإما تضيع أجزاء كبيرة منها في التبخر، ولذلك تعمل مصر مع تلك الدول على استغلال تلك الفوائض بما يزيد العائد.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.