عملية تطوع كبرى في الأنبار وصد هجمات لداعش على الرمادي

في الوقت الذي أشاد فيه سياسيون محليون وزعامات عشائرية في محافظة الأنبار بتعيين قائد الفرقة السابعة اللواء الركن قاسم المحمدي قائدا لعمليات الأنبار خلفا للفريق رشيد فليح، اعتبروا أن الظروف لم تكن تعمل لصالح فليح الذي لا يتحمل وحده من وجهة نظرهم الانتكاسات التي حصلت في المحافظة خلال الشهرين الماضيين لا سيما مجازر الصقلاوية والسجر والبونمر وسقوط قضاء هيت.
وقال قال عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «محافظة الأنبار تشهد الآن عملية تطوع كبرى بعد أن اتفقنا مع الحكومة المركزية على ذلك لا سيما بعد المجازر التي ارتكبها تنظيم داعش ضد عشيرة البونمر وهو ما دفع شباب المحافظة إلى الانخراط في سلك الجيش والشرطة». وردا على سؤال بشأن ما أعلنه قائد عمليات الأنبار الجديد اللواء الركن قاسم المحمدي بشأن فتح باب التطوع بعد يوم واحد من تعيينه بمنصبه الجديد قال الفهداوي «في الواقع إن باب التطوع مفتوح مسبقا ولكن الذي حصل أن هناك شعورا لدى أبناء المحافظة بشأن أهمية الدفاع عن محافظتهم وإن القائد الجديد المحمدي كان قد أدى دورا بارزا خلال الفترة المنصرمة من خلال قيادته للفرقة السابعة بوصفه قائدا ميدانيا يحظى بثقة أبناء المحافظة ليس لكونه من أبناء المحافظة بل لأنه أثبت جدارة في قيادته للفرقة السابعة ولم تسقط المناطق التي كان يمسكها ولذلك فإن هناك تعويلا عليه من قبل أهالي الأنبار في أن يحرر المحافظة من داعش وهو ما يتطلب مساندته من أبنائها وعشائرها». وبشأن ما إذا كان القائد السابق الفريق الركن رشيد فليح لم يكن موفقا في قيادته لعمليات الأنبار قال الفهداوي إن «القائد السابق رشيد فليح رجل وطني وشجاع وذو أخلاق عالية وصفات حميدة لكن الظروف لم تخدمه لأسباب كثيرة من بينها الطبيعة الطبوغرافية في المحافظة وهو أمر بات مهما لمقاتلة جماعات مسلحة تلجأ إلى حرب العصابات وتعتمد على حواضن لا يستطيع التعامل معها إلا قادة ميدانيون ولهم خبرة أكاديمية أيضا وهو ما يتجسد في القائد الجديد».
وكان قائد عمليات الأنبار الجديد اللواء الركن قاسم المحمدي أعلن عن فتح باب «التطوع المفتوح» لأبناء عشائر المحافظة ضمن قوات الجيش في قاعدتي الحبانية وعين الأسد شرق وغربي الرمادي. وقال المحمدي في تصريح صحافي أمس إن «قيادة عمليات الأنبار فتحت باب التطوع المفتوح لأبناء عشائر الأنبار للتطوع في صفوف الجيش، من خلال فتح مراكز لاستقبالهم في قاعدة الحبانية (30 كم شرق الرمادي) وقاعدة عين الأسد في ناحية البغدادي (90 كم غرب الرمادي). وأضاف أن «القيادة دعت جميع عشائر الأنبار للتهيؤ إلى حمل السلاح جنبا إلى جنب مع القوات الأمنية لبدء تحرير الأنبار من تنظيم داعش»، لافتا إلى أن «قوات الجيش لا يمكنها تحرير المحافظة دون أبناء العشائر».
من جهته أعلن عضو مجلس العشائر المنتفضة ضد داغش في الأنبار فارس إبراهيم في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «تغيير قائد عمليات الأنبار سوف يكون له أثر حاسم على صعيد بدء صفحة جديدة للتعامل مع تنظيم داعش من قبل أبناء محافظة الأنبار وعشائرها التي أعلنت انتفاضتها ضد داعش وهو ما يتوجب على الحكومة دعم هذا التوجه من خلال تزويدهم بالسلاح والاتفاق على الآليات الخاصة بالتطوع وغيرها من المستلزمات». وأضاف أن «قائد عمليات الأنبار الجديد ميداني وهو ما نحتاجه الآن بقوة بينما لم يكن الفريق رشيد فليح كذلك إلى حد كبير فضلا عن أن الظروف قي المحافظة لم تخدمه برغم أنه سعى إلى تقديم ما لديه ولم يكن هناك موقف ضده بشكل شخصي بل لأن ما حصلت من انتكاسات خلال الفترة الأخيرة تتطلب تغييرات أساسية في المؤسسة العسكرية» مبينا أن «عشائر الأنبار بدأت الآن صفحة جديدة من خلال كيفية التعامل مع داعش حيث أعلنا النفير العام في المحافظة».
في سياق ذلك أعلن قائد شرطة محافظة الأنبار اللواء الركن كاظم محمد الفهداوي عن صد القوات الأمنية بمساندة العشائر هجوما لتنظيم «داعش» من محورين على مدينة الرمادي. وقال الفهداوي في تصريح صحافي إن «القوات الأمنية وبمساندة العشائر صدت، صباح اليوم، (أمس) هجوما لتنظيم داعش الإرهابي على مدينة الرمادي بدأ من منطقة البوريشة شمالا ومنطقة الملعب جنوبا». وأضاف الفهداوي، أن «القوات الأمنية كبدت تنظيم داعش الإرهابي خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات». وفي عامرية الفلوجة فقد تمكنت القوات الأمنية من تطهير بحيرة الرزازة ومنطقة البيار الواقعتين ضمن الحدود الإدارية بين عامرية الفلوجة ومحافظة كربلاء من تنظيم داعش.
واستعادت القوات العراقية الجمعة السيطرة على مدينة بيجي الاستراتيجية شمال بغداد والقريبة من كبرى مصافي النفط بعد أشهر من سيطرة تنظيم داعش عليها، بحسب ما أفاد مسؤولون عراقيون وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال أحمد الكريم رئيس مجلس محافظة صلاح الدين حيث تقع المدينة، بأن «القوات العراقية تمكنت اليوم من استعادة السيطرة بالكامل على مدينة بيجي بعدما فر مسلحو داعش (الاسم الذي يعرف به التنظيم)»، وذلك بعد أكثر من أسبوعين من المعارك.