الجيش اليمني يحرر مواقع استراتيجية في البيضاء

الجيش اليمني يحرر مواقع استراتيجية في البيضاء
TT

الجيش اليمني يحرر مواقع استراتيجية في البيضاء

الجيش اليمني يحرر مواقع استراتيجية في البيضاء

قلب الجيش اليمني الطاولة على الميليشيات الحوثية في محافظة البيضاء، أمس (الثلاثاء)، بإسناد من تحالف دعم الشرعية، وتمكن من تحرير مواقع جبلية استراتيجية عقب معارك استمرت يومين، قتل فيها 80 متمرداً على الأقل، بحسب ما أكدته مصادر عسكرية يمنية.
وفي حين تزامنت هذه التطورات مع استمرار المعارك في محافظة الجوف، ذكرت المصادر العسكرية أن نحو 22 متمرداً قتلوا في محافظة تعز، في الوقت الذي تواصل فيه الجماعة الانقلابية التصعيد في الساحل الغربي، وتكثف انتهاكاتها بحق السكان في محافظة الضالع. ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن قائد محور بيحان قائد اللواء 26 مشاة، اللواء الركن مفرح بحيبح، قوله إنه «في إطار الرد على تصعيد ميليشيات الحوثي الانقلابية، نفذت وحدات من القوات المسلحة عملية نوعية، تمكنت خلالها من تحرير عدد من المواقع في جبهتي الملاجم وناطع، شمالي البيضاء».
وأكد بحيبح أن «الجيش الوطني، مسنوداً بطيران تحالف دعم الشرعية، تمكن من تحرير جبال الغدير والوليد والقائد، غرب سلسلة جبال البياض في جبهة مديرية الملاجم، وأيضاً تحرير شعاب أعشار، في جبهة ناطع»، مشيراً إلى أن «مقاتلات التحالف استهدفت بنحو 5 غارات مواقع وتعزيزات ميليشيات الحوثي الانقلابية في مناطق متفرقة بمحافظة البيضاء، وتمكنت من تدميرها».
وذكر أن «الفرق الهندسية التابعة لقوات الجيش الوطني تعمل على انتزاع الألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية، حيث انتزعت ما يقارب 50 لغماً». وأوضح أن العملية العسكرية ما تزال مستمرة، وسط تقدم ثابت للجيش، وأن ما لا يقل عن 40 عنصراً من ميليشيات الحوثي لقوا مصرعهم بنيران الجيش وغارات مقاتلات التحالف التي استهدفت مواقع وتعزيزات للجماعة.
وأضاف اللواء بحيبح أن نحو 40 متمرداً آخرين كانوا قد قُتلوا يوم الاثنين بالطريقة ذاتها، ناهيك من أعداد من الجرحى والخسائر الأخرى الكبيرة في المعدات القتالية.
وفي محافظة، تعز أفادت المصادر العسكرية بمقتل وجرح 22 انقلابياً، أمس (الثلاثاء)، في معارك «شهدتها الجبهة الغربية لمدينة تعز، إثر محاولة الميليشيات الحوثية التسلل إلى مواقع الجيش الوطني، حيث تركزت المعارك في محيط جبل هان وجبهة الصباحي وتباب موكنة والخلوة ومانع».
وأكد نائب ركن التوجيه في محور تعز العسكري، العقيد عبد الباسط البحر، لـ«الشرق الأوسط» أن «المعارك استمرت لساعات، وصاحبها قصف مدفعي وتغطية نارية كثيفة، وأسفرت عن مقتل أكثر من 7 انقلابيين، وإصابة أكثر من 15 آخرين».
وأضاف أن «ميليشيات الحوثي عقب خسائرها كثفت من قصفها على الأحياء السكنية غرب المدينة، وتركز القصف في منطقة بيرباشا والمطار القديم والضباب، وذلك بعد فشلها في اختراق مواقع الجيش».
كانت قوات الجيش الوطني قد أفشلت، في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، هجوماً حوثياً في محيط مدرسة محمد علي عثمان ومعسكر التشريفات، واندلعت اشتباكات سقط على أثرها قتلى وجرحى من عناصر الميليشيات، وذلك بعد وصول تعزيزات حوثية إلى منطقة الحوبان، شرق المدينة.
وفي الجوف (شمالاً)، تواصلت المعارك العنيفة في خب والشعف (شمالاً)، وشرق مديرية الحزم، عاصمة الجوف، وسط ثبات الجيش في مواقعه، وإفشاله محاولات تقدم للحوثيين. ونفى ‏ربيع القرشي، الناطق الرسمي باسم قوات محور الجوف بالمنطقة العسكرية السادسة، سيطرة الميليشيات الحوثية على معسكر الخنجر، في مديرية خب الشعف.
وقال في صفحته الخاصة بالتواصل الاجتماع على «تويتر» إن «معسكر الخنجر ونقطة البرقاء بقبضة الجيش الوطني، ممثلاً باللواء السابع حرس حدود، ولا صحة لسيطرة الميليشيات الحوثية على أي موقع، وما زالت المواجهات مستمرة حتى اللحظة».
إلى ذلك، أصيب مواطن في مدينة حيس، جنوب محافظة الحديدة (غرب)، الاثنين، حيث الانتهاكات المتصاعدة للجماعة الحوثية، وفق ما أفادت به مصادر محلية قالت إن «المواطن نعمان الشرعي أصيب بطلق ناري جراء قصف ميليشيات الحوثي بمختلف الأسلحة، بما فيها الأسلحة الرشاشة، صوب الأحياء السكنية في مركز المدينة».
واستحدثت الجماعة الحوثية مواقع عسكرية جديدة في منازل ومزارع المواطنين، شمال غربي مركز مدينة حيس، حيث قامت بنصب مربض لمدفع هاون بالقرب من منازل المواطنين، واستحداث متارس قتالية داخل المزارع، ونشر قناصة في المنازل، وبناء خيمة لتسهيل عملية تموين الميليشيات، بحسب ما ذكره بيان نشره المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة الحكومية.
وذكر البيان أن مواقع ميليشيات الحوثي المستحدثة «توزعت في مناطق بيت بيش وبني قوبع ومثلث العدين من جهة الشمال، وفي مناطق الحلة والحمينية وشعب بني زهير شمال غربي حيس».
وكانت الميليشيات الحوثية قد قامت بتهجير المواطنين قسراً، لتحول منازلهم ومزارعهم إلى ثكنات ومتارس عسكرية لها، في ظل تصعيدها العسكري وتجاهلها للهدنة الأممية بمحافظة الحديدة.
وفي السياق نفسه، قال المركز الإعلامي لمحور الضالع القتالي إن «مجاميع من عناصر الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران قامت، معززة بآليات قتالية وعربات جند مصفحة، الاثنين، بمداهمة منازل المواطنين في عزلة الثوخب، شمال شرقي مديرية الحشاء، غرب الضالع، واختطفت عدداً منهم، واقتادتهم إلى جهة مجهولة، بعد نهب منازلهم وسلب ممتلكاتهم».
ونقل المركز عن مصادر محلية من أهالي عزلة الثوخب قولهم إن «عناصر الميليشيات الحوثية داهمت القرية بشكل مفاجئ، وقامت باعتقال نحو 20 مواطناً من أهالي القرية، دون إبداء أي سبب، ونهبت منازل المختطفين بعد اقتحامها وطرد ساكنيها من الأطفال والنساء تحت تهديد السلاح».
وأضاف الأهالي أن «عناصر الميليشيات الحوثية بعد عمليات المداهمة والاختطافات قاموا بنهب عدد من المركبات الخاصة بالأهالي، وصوبوا السلاح نحو النساء والأطفال».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.