مصريون «يبرّدون» القلق بملء الثلاجات

رغم تطمينات الحكومة المصرية لمواطنيها بتوفر مخزون من السلع الاستراتيجية وتحذيرها من الإقبال الشديد على الشراء بفعل «أزمة كورونا»، فإن «حكومات المنازل»، بحسب التعبير المصري الذي يصف الزوجات، كان لهن تقدير آخر.
السيدة هاجر إبراهيم، وهي ثلاثينية تقيم بمنطقة شارع فيصل الشعبية المتوسطة بالجيزة مع زوجها الذي يعمل فنياً بورشة لتصنيع الملابس فضلاً عن طفلتها ذات الأعوام السبعة، حاولت تبديد مخاوفها أو بالأحرى «تبريد قلقها»، خشية نفاد السلع إذا فرضت السلطات حظراً شاملاً، فتفتق ذهنها مبكراً عن شراء «ديب فريزر»، قبل شهر تقريباً، لتخزين حاجات منزلها لفترة «قد تطول»، على ما يصل لها من إفادات وسائل الإعلام.
وبسبب تواكب فترة أزمة كورونا مع قرب حلول شهر رمضان، فإن حمى الشراء وضمان الاستعدادات باتت مضاعفة في أسرة هاجر الصغيرة وبعض أقرانها، وتقول السيدة لـ«الشرق الأوسط» إنها «اشتركت سريعاً في جمعية مع بعض معارفها لشراء مبّرد الطعام، بينما استدانت من والدها ألفي جنيه (الدولار الأميركي يعادل 15.6 جنيه مصري) لشراء السلع الاحتياطية».
ومع ذلك، فإن مصريين بينهم هاجر، يرصدون زيادة متفاوتة في أسعار السلع الأساسية، وتقول: «اللحوم الحمراء زاد سعر الكيلو منها في منطقتها من 110جنيهات إلى 130 جنيهاً بينما ارتفع سعر كيلو الطماطم من 4 جنيهات إلى 7 جنيهات بالمتوسط، وكذلك فإن سعر كيلو الدواجن قفز من 29 جنيهاً إلى 35 جنيهاً».
ورغم أن هاجر ومن شابهها استطعن توفير السلع الرئيسية عبر الاقتراض والتدبير، فإن ثلث المصريين تقريباً الذين تعدهم الحكومة المصرية فقراء، بحسب الإحصاءات الرسمية، ربما لم يتمكنوا من ذلك ويعتمدون على ما توفره «بطاقة التموين المدعومة» من الزيت والسكر والخبز والأرز.