جدل حول استئناف الدوري الإيطالي... والإلغاء وارد

هل ستكون هناك عودة قبل نهاية مايو (أيار)؟... أو في سبتمبر (أيلول)... أو أكتوبر (تشرين الأول)؟ أو إلغاء؟ أمام هذه الأسئلة تتخبط الأندية الإيطالية منذ عدة أسابيع فيما يتعلق باستئناف منافسات كرة القدم بعد تفشي فيروس كورونا المستجد. لا يزال من غير المعلوم إذا كانت المباريات المتبقية ستقام في ظل بعض المواقف الراسخة للأندية.
تعيش إيطاليا فترة عزل كبيرة راهنا، بعد خسائرها الرهيبة في الأرواح نتيجة تفشي «كوفيد - 19»، لكن مديري أندية الدرجة الأولى يجدون وسائل مختلفة لإيصال صوتهم. عبّروا عن آرائهم في وسائل الإعلام المحلية، التي سرّبت بعض الاجتماعات من لقاءات لا تحصى عبر الفيديو نظمتها الرابطة أو الاتحاد المحلي.
لفترة طويلة كان معسكر رفض الاستئناف مسيطراً في إيطاليا. ففي 22 مارس (آذار)، اعتبر ماسيمو تشيلينو رئيس نادي بريشيا أن «الموسم انتهى... وكل شيء يجب أن يؤجل إلى الموسم المقبل» بسبب تفشي كورونا الذي شبهه بـ«الطاعون».
ثم أضاف بعد أيام قليلة: «استئناف اللعب سيكون جنوناً»، معتبراً أنه سيتخذ قراراً بعدم إحضار فريقه وخسارة جميع مبارياته بحال عودة المنافسة.
وكان رأي الرئيس التنفيذي لتورينو أوربانو كايرو مماثلاً بقوله: «بالنسبة لي فقد انتهى الدوري. لن يتم منح اللقب لأي فريق».
ومن أنصار الوقف النهائي للموسم الحالي، نجد أندية في المناطق الأكثر تأثراً بالفيروس على غرار بريشيا، وفريقي ميلانو وتورينو.
لكن هناك أيضاً أندية مهددة بالهبوط إلى الدرجة الثانية، على غرار جنوا القابع بالمركز (17)، وسمبدوريا (16) أو تورينو (15).
في المقابل، يقود مجموعة المطالبين باستئناف الدوري، كلاوديو لوتيتو رئيس نادي لاتسيو، وصيف الدوري بفارق نقطة عن يوفنتوس المتصدر وحامل اللقب.
في 24 مارس الماضي نقلت صحيفة «توتو سبورت» حديثا بين لوتيتو الباحث عن لقب ثان لفريق العاصمة عبر 120 سنة من تاريخه ورئيس يوفنتوس أندريا أنيللي لم ينكره الطرفان.
وقال لوتيتو: «هل رأيت الأرقام؟ آه، هي تنخفض! لكني أتحدث مع أطباء مطلعين وموجودين في الخط الأمامي، وليس أطباء الفريق». رد أنيللي المصنف آنذاك بين المشككين بعودة الدوري: «آه، نعم، بالتأكيد. ثم أنت أصبح عالم فيروسات...».
لكن موقف أنيللي تطوّر وأصبح يوفنتوس من أنصار العودة، التي أصبحت تملك الغالبية مع فريق بهذا الثقل.
تأكيد موقف رئيس الفريق الذي يتخذ من مدينة تورينو مقرا له، جاء من بريد مشترك للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، تجمّع الروابط الأوروبية ورابطة الأندية الأوروبية التي يرأسها أنيللي.
كتبوا الخميس الماضي: «نعتقد أن قرارا بإلغاء المسابقات المحلية في هذه المرحلة المبكرة لن يكون مبررا».
منذ بداية الأزمة كان الاتحاد الإيطالي من المناضلين لاستئناف الدوري. لكن يبقى السؤال عن الموعد المجهول.
تحدث رئيس الاتحاد غابرييلي غرافينا عن عدة خيارات. لكن الأكثر ترددا هو 20 مايو، حيث يمكن خوض أربع مباريات متأخرة من المرحلة 25.
معظم المراقبين يتحدثون عن ثلاثة أسابيع على الأقل من التحضير، وبالتالي يتعين أن تعاود التمارين في نهاية أبريل (نيسان).
ومن هذا المنظور، يتعين على الأندية أن تستدعي لاعبيها الأجانب الذين غادروا إيطاليا، ويجب أن يبقوا لمدة 14 يوما في حجر منزلي فور عودتهم. وحول ذلك أشارت صحيفة «كورييري ديلي سبورت » أمس إلى أن نادي إنتر، الذي غادر سبعة من لاعبيه الأراضي الإيطالية، طلب منهم العودة إلى ميلانو الاثنين المقبل.
لكن إذا حان وقت التفكير في المرحلة المقبلة، فإن كل بيان صحافي أو حديث يكون مصحوباً بعبارة أصبحت تقليدية: «عندما تسمح الظروف الصحية والسلطات بذلك». في النهاية، سيكون الفيروس هو من يقرر.
على جانب آخر، ردت رابطة اللاعبين المحترفين في إيطاليا بمرارة على موافقة أندية دوري الدرجة الأولى على القواعد الإرشادية لمخطط تعليق رواتب المدربين واللاعبين حتى أربعة أشهر في حالة إلغاء الموسم بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد.
وقال دوميانو توماسي رئيس الرابطة: «من المقلق حقا مشاهدة عقد جلسة لرابطة أندية دوري الدرجة الأولى الإيطالي تستقر على عدم دفع الرواتب، وفي الواقع عليهم أن يتفاوضوا وجها لوجه مع لاعبي كرة القدم، بحثا عن اتفاقيات تحظى بقبول مشترك».
وقال توماسي إنه يشعر بأن الرابطة يبدو وأنها تحاول أن تظهر لاعبي كرة القدم وأنهم هم الأشرار. وستتأثر الرواتب على مدار شهرين حال استئناف موسم 2019 - 2020 الذي توقف في التاسع من الشهر الماضي قبل 12 جولة على نهايته وتعرض كأس إيطاليا للمصير نفسه خلال جولة المربع الذهبي.
وأوضحت الرابطة أن الأندية تناقش استقطاعات الرواتب مع منتسبيها، باستثناء يوفنتوس الذي اتفق مع لاعبيه على تعليق الرواتب لأربعة أشهر.
الأندية العشرون لدوري الدرجة الأولى الإيطالي التي أجرت الاجتماع عبر الفيديو كونفرنس، بحثت أيضاً التوصيات الأخيرة من الاتحاد الإيطالي للأطباء الرياضيين. وعانى 16 لاعباً بدوري الدرجة الأولى من فيروس كورونا المستجد.