حريق جديد في منشأة نفطية سورية

TT

حريق جديد في منشأة نفطية سورية

أفاد مدير مصفاة بانياس النفطية في سوريا، بسام سلامة، بنشوب حريق في المصفاة الواقعة على الساحل السوري، ما أسفر عن إصابة 4 عمال تم نقلهم إلى المستشفى. ونقلت مصادر رسمية في دمشق عن سلامة قوله: «خلال أعمال الصيانة في قسم التحسين بالمصفاة، حدث احتراق جراء تهريب غاز الهيدروجين، ما أدى لإصابة 4 عمال بحروق طفيفة، تم إسعافهم إلى المشفى، كما تمت السيطرة على الحريق، وإعادة الوحدة للعمل بشكل طبيعي».
وكانت وزارة النفط والثروة المعدنية قد أعلنت أن هجمات «إرهابية» متزامنة استهدفت 3 منشآت نفطية في محافظة حمص، في وسط البلاد، من دون تحديد كيفية وقوعها، فيما تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن هجمات بطائرات مسيرة.
وأفادت وزارة النفط سابقاً عن «اعتداء إرهابي ممنهج متزامن على 3 من منشآتنا النفطية»، وهي مصفاة حمص الواقعة في مدينة حمص، وكل من معمل غاز جنوب المنطقة الوسطى، ومحطة الريان للغاز في البادية، في شرق المحافظة. وأشارت الوزارة إلى أن «الاعتداء تسبب بأضرار في بعض الوحدات الإنتاجية»، مشيرة إلى أن فرق الإطفاء تدخلت لإطفاء النيران، وقد «بدأت الورش الفنية بعمليات الإصلاح».
وبث التلفزيون الرسمي للنظام السوري مشاهد فيديو تظهر فرق الإطفاء وهي تعمل وسط الظلام على إخماد النيران المشتعلة في إحدى المنشآت الثلاث. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن وزير النفط علي غانم قوله إن «الاعتداءات أدت إلى خروج عدد من الوحدات الإنتاجية في المواقع الثلاثة عن العمل»، موضحاً أن «الفرق الفنية وفرق الإطفاء استطاعت خلال الساعات الأولى السيطرة على النيران، وبدأت الورشات الفنية بتقييم الأضرار، والبدء بأعمال الصيانة».
وأفاد «المرصد السوري» وقتذاك بأنه جرى استهداف المنشآت الثلاث بطائرات مسيرة. ورجح أن يكون تنظيم داعش، الذي يتوارى مقاتلوه في البادية السورية، خلف الاعتداء. وقبل ساعات من الهجوم على منشآت حمص الثلاث، أفاد المرصد السوري عن هجوم عنيف شنّه عناصر من «داعش»، ليل الجمعة، على موقع لقوات النظام في إحدى محطات الغاز التابعة لحقل الهيل، في البادية شرق حمص. وأسفر الهجوم، وفق «المرصد»، عن مقتل 13 عنصراً من قوات النظام، و4 مدنيين من العاملين في المحطة.
وفي يوليو (تموز) الماضي، تعرض خط رئيسي للغاز في شرق حمص، يربط بين حقل الشاعر (أكبر حقول الغاز في البلاد) ومعمل إيبلا، لهجوم «إرهابي»، وفق ما أفاد به الإعلام الرسمي في حينه، فيما تحدث «المرصد» عن تفجير «بعبوة ناسفة». ومنذ بدء النزاع في سوريا في عام 2011، مُني قطاع النفط والغاز بخسائر كبرى، تقدّر بأكثر من 74 مليار دولار، جراء المعارك، وفقدان الحكومة السيطرة على حقول كبرى، فضلاً عن العقوبات الاقتصادية المشدّدة عليها. وفي عام 2017، وإثر استعادة قوات النظام السيطرة على حقول حمص، بعدما كانت تحت سيطرة تنظيم داعش، ارتفع الإنتاج بشكل محدود، إلا أنه لا يسدّ حتى الآن حاجة سوريا. وتتقاسم اليوم قوات النظام، و«قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من أميركا، بشكل أساسي، ثروات النفط والغاز، إذ تقع أبرز حقول النفط وأكبرها تحت سيطرة الأكراد، بينما تسيطر دمشق على أبرز حقول الغاز الواقعة بمعظمها في محافظة حمص.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.