مع مضاعفة إجراءات مواجهة فيروس كورونا واستمرار توقف الدوريات في جميع أنحاء العالم، ومنها الدوري السعودي، تتزايد الضغوط على مسؤولي وأنصار ناديي الفتح والعدالة ممثلَي محافظة الأحساء بدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين السعودي، حيث يقبع الفريقان في مراكز متأخرة قبل 8 جولات من نهاية النسخة الحالية.
ويحتاج كل فريق من الفريقين إلى حصد ما لا يقل عن 5 انتصارات من أجل الدخول في منطقة الدفء، وضمان البقاء بنسبة كبيرة، خصوصاً أن المباريات المتبقية للفريقين ستكون أمام منافسين لهما على البقاء؛ مما يعني أن الفوز في المباراة التنافسية يمثل 6 نقاط من حيث المكسب على الجانب المعنوي، وكذلك النقطي حسب ما يراه مسؤولو الناديين من أجهزة إدارية وفنية.
ورغم الأنباء حول إمكانية إلغاء نسخة دوري هذا الموسم إذا طالت أزمة «كورونا» أكثر مما متوقع لها من مدة زمنية تصل إلى شهرين، فإن هذا الخيار يبدو ضعيفاً؛ كون الاتحاد الدولي لكرة القدم يرفض اللجوء لهذا الخيار دون أي مبرر واضح، بل إنه وجّه رسالة تهديد بإيقاع عقوبات على الاتحادات التي تقوم بمثل هذه الخطوة دون أي تبرير مقنع وكافٍ.
ومن المصادفة أن الفريقين الأحسائيين، اللذين يمثلان المحافظة التابعة للمنطقة الشرقية للمرة الأولى في دوري المحترفين، خاضا آخر مواجهة لهما قبل فترة التوقف من خلال الديربي الذي انتهي عدلاوياً بهدف وحيد أعاد الأمل لفرسان الواحة من أجل التشبث بأمل البقاء حتى الجولة الأخيرة، في حين عطل مسيرة فريق الفتح النموذجي الذي كان قد بدأ خطوات ناجحة من أجل التقدم لمنطقة الدفء وحقق خلال هذه الخطوات انتصارات ثمينة ومتتالية على الأهلي ثم الوحدة، وهما الفريقان المنافسان بقوة على مراكز المقدمة.
وسجل الناديان نجاحات كبيرة جداً في جلب الجماهير للمدرجات، حيث سجلت مدرجات ملعب مدينة الأمير عبد الله بن جلوي الرياضية الأحساء أرقاماً مميزة في الحضور الجماهيري في دوري هذا الموسم، وقادت الجماهير فريقيها لحصد جوائز المليون مرات عدة، مسجلة الكثير من المبادرات الإيجابية جداً التي لقيت كل الاستحسان والإشادة من قبل وزير الرياضة الأمير عبد العزيز الفيصل.
ومع تحقيق هذه النجاحات والإضافات الكبيرة من الناحية الجماهيرية التي تعكس قيمة الدوري وحجم الاهتمام الكبير به والدعم الحكومي السخي للرياضة السعودية، وارتفاع حجم الاهتمام بها، لا تقتصر خشية فقدان الفريقين معاً في النسخة القادمة من الدوري على أنصارهما، بل يتخطاه إلى خشية المهتمين بالإحصائيات من أن تفقد النسخة القادمة من الدوري جماهير محافظة الأحساء في حال هبط ممثليها معاً لدوري الأولى.
واحتفلت رابطة الدوري السعودي للمحترفين بالحضور الجماهيري الكبير الذي وصل إلى مليون مشجع ومشجعة خلال النصف الأول من نسخة هذا الموسم ليسجل الرقم الأكبر منذ تأسيس الرابطة في عام 2008، حيث حمل الاحتفال عنوان «دورينا الأغلى».
ويرى نائب رئيس نادي العدالة، عبد الله العبد الله، أن فريقه يحتاج إلى جهد كبير، وكذلك الإنصاف من أجل أن يتخطى المرحلة المقبلة والمصيرية له في بطولة الدوري وكسب عدد كافٍ من النقاط تمكنه من البقاء.
وبيّن العبد الله لـ«الشرق الأوسط»، أن فريقه تحسن كثيراً في الدور الثاني من بطولة الدوري من حيث الأداء والنتائج بعد أن تخلص من كابوس الخسائر المتتالية ليسير في طريق التعادلات في مباريات كان في الكثير منها يستحق النقاط الثلاث لولا التعرض لأخطاء تحكيمية تم التفصيل فيها من خلال البيان الرسمي الذي أصدره النادي قبل مواجهته الماضية.
وشدد على أنهم يدركون حجم التحدي القادم للفريق في بقية المشوار، وأن عليهم التركيز أكثر على الانتصارات من خلال القتالية المطلوبة من اللاعبين، خصوصاً أن الإدارة والأجهزة الفنية والإدارية قدموا كل شيء، في حين كان الجمهور السمة الأبرز، وكان نموذجاً في الدعم والوفاء، ويستحق أن يقدم كل شيء من أجل إرضائه.
وعبّر عن أمله في أن تساعد الظروف على اتضاح الرؤية بشكل أكبر فيما يخص موعد استئناف دوري هذا الموسم، خصوصاً أن هناك ضغوطاً نفسية كبيرة على اللاعبين، وينعكس ذلك على الإدارة التي حرصت رغم كل الظروف على مواصلة القيام بدورها وسلمتهم رواتبهم بانتظام بما فيه الشهر الأخير من أجل التخفيف عنهم وتحفيزهم، مشيداً بالجهود الكبيرة التي تقوم بها الحكومة السعودية من أجل إنهاء هذه الأزمة الطارئة.
في المقابل، يعتقد حسن الجبر، مشرف كرة القدم بنادي الفتح، أن فريقه قادر على النهوض بقوة في بقية المباريات له في دوري هذا الموسم ويتمكن من حصاد النقاط التي تمكنه من تجاوز الخطر، مبيناً أن الفريق لديه من العناصر من اللاعبين ويقوده جهاز فني وإداري كفء قادر على إعادة الفريق لمسار الحصاد.
وأشاد الجبر بالعمل الذي تم بفريقه منذ بداية الموسم، إلا أنه عزا النتائج المتواضعة في الدور الأول تحديداً إلى سوء الطالع وخسارة عدد كبير من النقاط المتاحة.
بقيت الإشارة إلى أن الفتح سيستأنف مبارياته بعد التوقف بمباراة ضد الفيحاء في الأحساء، كما سيستضيف العدالة جاره الاتفاق في الجولة الـ23 من الدوري.
توقف الدوري يضاعف الضغوط على الفتح والعدالة
شبح الهبوط يصعّب من مهمتهما في حال استئناف المنافسات
توقف الدوري يضاعف الضغوط على الفتح والعدالة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة