مصر: تدخل رئاسي في أزمة اكتشاف «كورونا» بمعهد لعلاج الأورام

السيسي وماكرون يبحثان التعاون لمواجهة الفيروس ثنائياً وإقليمياً

جانب من أعمال التعقيم التي قام بها الجيش في محطة القطارات الرئيسية في القاهرة (المتحدث العسكري)
جانب من أعمال التعقيم التي قام بها الجيش في محطة القطارات الرئيسية في القاهرة (المتحدث العسكري)
TT

مصر: تدخل رئاسي في أزمة اكتشاف «كورونا» بمعهد لعلاج الأورام

جانب من أعمال التعقيم التي قام بها الجيش في محطة القطارات الرئيسية في القاهرة (المتحدث العسكري)
جانب من أعمال التعقيم التي قام بها الجيش في محطة القطارات الرئيسية في القاهرة (المتحدث العسكري)

دخلت الرئاسة المصرية على خط أزمة اكتشاف حالات إصابة بفيروس «كورونا المستجد» في المعهد القومي للأورام (التابع للحكومة المصرية). ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكومة، أمس، «بسرعة إجراء الكشف الطبي على جميع العاملين بمعهد الأورام من الأطباء وأطقم التمريض، وجميع المرضى الذين ترددوا على المعهد خلال الأسبوعين الماضيين، وكذلك حصر كافة المخالطين لأي حالات إيجابية للكشف الطبي عليهم، مع توفير الرعاية الكاملة لكافة الحالات المصابة من إجراءات طبية فورية للعزل والعلاج».
وقال بيان للرئاسة المصرية، إن «الرئيس جدد التأكيد على أولوية سلامة وصحة المواطنين بالمقام الأول، في إطار إدارة الدولة لأزمة مكافحة الفيروس». وتحقق جامعة القاهرة في إصابة 17 شخصاً من الأطباء وفريق التمريض بالمعهد بالفيروس، للوقوف على أسباب الأزمة، ومعاقبة المتسببين فيها».
في غضون ذلك، تلقى الرئيس السيسي أمس، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وأفاد بيان رئاسي أن «الاتصال تناول التباحث حول سبل التعاون المشترك إزاء أزمة (كورونا المستجد) سواء على المستوى الثنائي أو على مستوى القارة الأفريقية، بناءً على ما تمت مناقشته أخيراً بالقمة الأفريقية المصغرة، التي شارك فيها الرئيس ماكرون لدعم قدرات القارة في هذا المجال، عن طريق تفعيل دور الشركاء الدوليين تجاه الدول الأفريقية في أزمة مكافحة انتشار الفيروس». وأشار البيان الرئاسي إلى أن «الاتصال تناول أيضاً مناقشة عدد من الموضوعات المتعلقة بأطر التعاون الثنائي بين البلدين، فضلاً عن تبادل الرؤى ووجهات النظر تجاه بعض الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها متابعة تطورات القضية الليبية».
وبينما تفقد السيسي أمس، بعض نماذج التجهيزات والمعدات المطورة من قبل القوات المسلحة المصرية، في إطار دعمها للقطاع المدني بالدولة لمكافحة انتشار الفيروس، واصلت القوات المسلحة المصرية «الإجراءات الوقائية والاستباقية لمجابهة الفيروس، وشملت أعمال التعقيم والتطهير التي نفذتها ميدان رمسيس بوسط العاصمة المصرية، ومحطة قطارات سكك حديد مصر الرئيسية، من خلال عربات التعقيم المتحركة والثقيلة التي عملت على تطهير واجهات المباني والأرصفة، وأطقم التطهير المحمولة التي عملت على تطهير كافة الأسطح الملامسة للمواطنين» إلى ذلك، قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أمس، إن «هناك توجيهاً رئاسيا بالتعامل بصورة حاسمة جداً مع البناء العشوائي، خاصة مع من يستغلون ظروف تعامل الدولة مع تداعيات فيروس (كورونا) في البناء العشوائي»، مشدداً «على أن التوجيه الآن في ظل قانون الطوارئ، أنه سيتم تحويل أي مخالفة بناء للنيابة العسكرية، مع تشديد الحملات من المحليات والمرور، والإزالات الفورية لأي مخالفة».
وأعلنت وزارة الصحة والسكان، أمس، «استقبال 477 ألف و257 اتصالاً هاتفياً من المواطنين بكافة محافظات مصر عبر الخط الساخن (105) و(15335) الخاص بالاستفسارات عن الأمراض المعدية وفيروس (كوفيد - 19)، وذلك خلال شهر مارس (آذار) الماضي». وقال الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة لشؤون الإعلام، أمس، إنه «تم تخصيص خطين باللغة الإنجليزية لتلقي استفسارات الأجانب الموجودين داخل البلاد»، مؤكداً «وجود تنسيق بين غرفة الخط الساخن وهيئة الإسعاف ومستشفيات (الصدر، والحميات، والعزل)، حيث يتلقى الخط الساخن البلاغات، ويتم توجيه سيارة إسعاف مجهزة إلى الحالة التي تظهر عليها أعراض الإصابة ويتم الاشتباه في إصابتها بالفيروس، ومن ثم تحويلها إلى أقرب مستشفى حميات أو صدر تابعة للمحافظة، لإجراء الفحوصات اللازمة لها... وفي حالة إيجابية الحالة للفيروس، يتم نقلها بسيارة إسعاف مجهزة إلى مستشفى العزل المخصص».
وسجلت مصر حتى مساء أول من أمس (السبت)، بشكل إجمالي 1070 إصابة بالفيروس، من ضمنهم 241 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و71 حالة وفاة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.