اعتقال نجل أمين عام «العدل والإحسان» بسبب تدوينة مسيئة للسلطات المغربية

متابعة 4835 شخصاً لمخالفتهم أحكام الطوارئ

TT

اعتقال نجل أمين عام «العدل والإحسان» بسبب تدوينة مسيئة للسلطات المغربية

اعتقلت سلطات الأمن المغربي ياسر عبادي، نجل محمد عبادي الأمين العام لجماعة العدل والإحسان الإسلامية شبه المحظورة، وذلك على خلفية تدوينة وصف فيها النظام المغربي بأنه «ديكتاتوري وإرهابي».
وبينما لم يصدر أي بيان رسمي عن الاعتقال، أكدت جماعة العدل والاحسان في بيان أن اعتقال عبادي جرى مساء أول من أمس من منزل والده بمدينة سلا المجاورة للرباط. وأوضحت أن «مجموعة من القوات العمومية حضرت إلى بيت الأمين العام للجماعة، وقامت باعتقال ابنه ياسر بمجرد خروجه إليهم في أجواء مرعبة، وتم نقله إلى أحد مقرات الأمن بمدينة سلا».
كما أعلنت الجماعة أنها لا تعلم سبب الاعتقال، وكذا عائلة عبادي، منتقدة الطريقة التي تم بها الاعتقال من داخل البيت، بعد ساعة ونصف ساعة من دخول حظر التجول. وقالت إنه «كان ممكنا، مهما كان السبب، أن يستدعى الشخص في ساعات النهار عوض اعتقاله بالليل، واقتياده لأحد مخافر الشرطة في هذه الظروف العصيبة، التي تشهد احتمال انتشار مرض كورونا في مناطق التماس والازدحام، والتي قد يتعذر للمحامي مقابلة المعتقل فيها، نظرا لضرورة الحصول على إذن من الوكيل في هذا التوقيت».
ودعت الجماعة المعارضة إلى إطلاق سراح عبادي، وإلى «قليل من التعقل وتجنب الاستفزاز، ومراعاة الظرف العصيب الذي يمر به الوطن»، محملة السلطة المغربية المسؤولية الكاملة، الصحية والاجتماعية والسياسية، لما وصفته بـ«التصرف المتهور».
وكان عبادي قد نشر الثلاثاء الماضي تدوينة على حسابه في «فيسبوك»، طالب فيها بالإفراج عن معتقلي حراك الريف، وكتب أنه «رغم ما ينشر من فيديوهات تظهر المخزن (رجال الأمن) بأنهم أبطال، تبقى الحقيقة المرة أننا نعيش في ظل نظام إرهابي وديكتاتوري، يختطف المتظاهرين السلميين، ويعذبهم في السجون لأنهم طالبوا بمستشفى».
وأرفق ياسر عبادي التدوينة بفيديو لوالدة ناصر الزفزافي، متزعم احتجاجات الريف المحكوم عليه بالسجن 20 عاما، تطلب فيه الإفراج عن معتقلي الريف بسبب «كورونا». كما نشر عبادي أيضا سلسلة تدوينات قبلها، انتقد فيها السلطات والإجراءات المتخذة بعد إعلان حالة الطوارئ.
على صعيد آخر، أعلنت رئاسة النيابة العامة أنه في إطار تفعيل المقتضيات الزجرية، التي جاء بها مرسوم القانون رقم 2.20.292، المتعلق بسن أحكام خاصة بحالة الطوارئ الصحية وإجراءات الإعلان عنها، تابعت النيابات العامة بمحاكم البلاد ما مجموعه 4835 شخصا، قاموا بخرق حالة الطوارئ الصحية، من بينهم 334 أحيلوا إلى المحكمة في حالة اعتقال، وذلك منذ دخول مرسوم القانون المذكور حيز التنفيذ بتاريخ 24 مارس (آذار) الماضي.
وأوضحت رئاسة النيابة العامة، في بيان، أن النيابات العامة تابعت أيضا 263 شخصا، منهم 43 شخصا في حالة اعتقال، من أجل مخالفة بعض مقتضيات القانون الجنائي، وذلك منذ إعلان السلطات العمومية لحالة الحجر الصحي بتاريخ 20 مارس، ليصل بذلك مجموع المتابعين في هذا الإطار إلى 5098 شخصا. وأضافت رئاسة النيابة العامة أن محاكم المملكة أصدرت في حق مجموعة من الأشخاص المتابعين أحكاما، قضت بعقوبات حبسية وغرامات مالية، كما قامت النيابات العامة في إطار التصدي للأخبار الزائفة بفتح 81 بحثا قضائيا، تم على أثرها تحريك المتابعة القضائية في حق 58 شخصا، في حين ما زالت باقي الأبحاث متواصلة.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.