إجلاء طاقم حاملة الطائرات الأميركية «الموبوءة»

أجلت البحرية الأميركية المئات من طاقم حاملة الطائرات «ثيودور روزفلت» العاملة بالطاقة النووية، إلى المراكز الصحية في جزيرة غوام غرب المحيط الهادئ، بسبب تفشي فيروس «كورونا» في صفوف طاقمها.
وكان قبطان السفينة قد حذر في تصريحات للإعلام يوم الأربعاء بأن حياة الجنود في خطر بسبب الفيروس، وأنه لا إمكانية لاتخاذ إجراءات عزل وتباعد اجتماعي بين الجنود في سفينة مكتظة.
ووفقاً للبحرية الأميركية؛ تم حتى الآن تسجيل 93 إصابة بين طاقم حاملة الطائرات البالغ عددهم نحو 4865 فرداً. وزارة الدفاع كانت أعلنت أنه يجري إعداد غرف في بعض الفنادق في الجزيرة لاستقبال الجنود المصابين، وأنها تستعد لإرسال طاقم بديل من سفن أخرى للحفاظ على تشغيل الحاملة.
وقال الأدميرال جون مينوني، قائد منطقة مارياناس، للصحافيين في جزيرة غوام إن «الخطة في هذا الوقت تقضي بإجلاء أكبر عدد ممكن من الأشخاص من على متن الحاملة، مع العلم بأنه يجب أن نترك عدداً معيناً من الأشخاص على متن السفينة لأداء واجبات المراقبة العادية التي تبقي السفينة قيد التشغيل».
من جانبه، قال وزير البحرية الأميركية بالوكالة توماس مودلي، في واشنطن، إنه تم إجلاء نحو ألف من أفراد الطاقم، مشيراً إلى أن هذا العدد سيرتفع إلى 2700 في غضون يومين، وبشكل أكبر لاحقاً. لكن هناك حاجة لإبقاء نحو ألف فرد على متن حاملة الطائرات لتستمر في العمل بينما تخضع لتعقيم كامل. وقال مودلي: «لا يمكننا؛ ولن نخلي السفينة بشكل كامل»، مضيفاً أن «هذه السفينة على متنها أسلحة وذخائر وطائرات باهظة الثمن ولديها محطة للطاقة النووية».
وكان قبطان السفينة بريت كروزييه، قد أبلغ وزارة الدفاع بأنه لا يمكن السيطرة على الوباء، داعياً إلى إجلاء فوري للطاقم المصاب. وحذّر رؤساءه قائلاً: «انتشار المرض مستمر ومتسارع»، وناشدهم: «نحن لسنا في حالة حرب. لا حاجة لأن يموت البحارة».
ومع رسوّ الحاملة «روزفلت» في ميناء جزيرة غوام في 28 مارس (آذار) الماضي، بعد حاملة الطائرات «رونالد ريغان» التي رست في اليابان، عقب ظهور إصابات بفيروس «كورونا» على متنها، باتت جميع حاملات الطائرات الأميركية في غرب المحيط الهادئ خارج البحار.
وقال وزير البحرية الأميركي بالوكالة في وقت سابق إن ذلك يمثل تحدياً لجهوزية القوات الأميركية. لكنه أكد استعداد الحاملة «روزفلت» للقيام بالعمليات إذا كانت هناك أزمة.
من جهته، قال وزير الدفاع مارك إسبر إنه بينما يتبع الجيش الأميركي التوجيهات بشأن التباعد الاجتماعي والصحة العامة، فإن أزمة «روزفلت» وانتشار الوباء الأوسع، لا يقوضان قدرات الجيش الأميركي في الحرب.
وقال في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض مساء الأربعاء: «يبدو أن هناك رواية أنه يجب علينا إغلاق الجيش الأميركي بأكمله ومعالجة المشكلة بتلك الطريقة. هذا غير ممكن». وأضاف: «لدينا مهمة؛ وهي حماية الولايات المتحدة الأميركية وشعبنا. ولذا، فإننا نعيش ونعمل في مساحات ضيقة؛ سواء كانت حاملة طائرات وغواصة ودبابة وقاذفة قنابل... إنها طبيعة عملنا».
حاكمة غوام؛ لو ليون غويريرو، قالت من جانبها إن المسؤولين العسكريين أكدوا لها أن جميع البحارة الذين تطأ أقدامهم الجزيرة ستكون نتائج فحوصاتهم سلبية للفيروس.
وأقرت بأن بعض السكان قلقون بشأن السماح للبحارة بدخول غوام، التي سجلت فيها 77 إصابة مؤكدة بالفيروس؛ بما في ذلك 3 وفيات، لكنها قالت إن هناك «التزاماً أخلاقياً» بمساعدة المحتاجين.