رئيس «الموساد» ينضم إلى نتنياهو وقيادات وزارة الصحة في العزل

بعد أن أُعلن أن وزير الصحة الإسرائيلي، يعقوب ليتسمان، أصيب بفيروس كورونا المستجد، وأصاب زوجته وعدداً آخر من الوزراء والمسؤولين، تقرر دخولهم إلى الحجر الصحي، ثم أُعلن عن دخول رئيس جهاز المخابرات الخارجية (الموساد)، يوسي كوهين، إلى العزل. كما أُعلن أنه بعد أن قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الخروج من العزل، قرر الأطباء إعادته إلى العزل. وهكذا، بات جميع المسؤولين عن إدارة المعركة ضد انتشار الفيروس في إسرائيل، داخل العزل.
وقالت مصادر رسمية إن الوزير ليستمان كان يتواصل ويخالط كثيراً من كبار الموظفين في وزارة الصحة، وفي مقدمتهم المدير العام للوزارة، موشيه سيمان طوف، وكذلك رئيس الحكومة نتنياهو، ورئيس الموساد كوهين، ورئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات، من دون أن يدري أنه هو نفسه مصاب. لذلك تقرر إدخالهم جميعاً إلى الحجر الصحي. وباتت إدارة المعركة تقتصر على العمل من غرف العزل. وتقرر تأجيل جلسة الحكومة المقررة صباح أمس عدة مرات.
وقد طالب سياسيون وزير الصحة بنشر تقرير عن نشاطه في الأسبوعين الأخيرين، حتى يُعرف إن كان هناك مسؤولون آخرون قد التقوه والتقطوا عدوى الفيروس؛ حيث إنه كان يتجول بحرية في الكنيست ويلتقي النواب والموظفين، ويزور المستشفيات والمختبرات، ويُخشى أن يكون قد نقل العدوى لكمية كبيرة من الطواقم الطبية والمسؤولين. لكن جهاز الأمن في الوزارة رفض ذلك لأسباب أمنية.
وكانت وزارة الصحة الإسرائيلية، قد أعلنت، أمس، أن عدد الإصابات بـ«كورونا» بلغ 6211 إصابة حتى صباح أمس، وأنه تم تسجيل 7 وفيات جديدة في الساعات الأخيرة، لترفع حصيلة الوفيات إلى 33. وقالت مصادر سياسية إن اتساع الإصابات في إسرائيل يتم حتى الآن بوتيرة معتدلة، مقارنة مع دول العالم. لكن الوتيرة العالية في زيادة الإصابات بين المسؤولين وإدخالهم العزل تثير قلقاً.
في سياق آخر، وفي الوقت الذي أعلن فيه وزير الدفاع الإسرائيلي، نفتال بنيت، رفضه تقديم مساعدات لمكافحة «كورونا» المستجد في قطاع غزة، إذا لم يحرروا المحتجزين الإسرائيليين لدى «حماس»، كشفت مصادر عسكرية في تل أبيب أن هناك مصنعاً فلسطينياً في غزة يعمل على إنتاج الكمامات الحاجبة وغيرها من معدات الحماية من فيروس كورونا، خصيصاً لإسرائيل.
وقالت هذه المصادر إن مصنع «يونيفال»، الذي افتتح في سنة 1998 للألبسة الجاهزة، ويصدر صناعته للخارج، تحول إلى إنتاج معدات الحماية مع انتشار فيروس كورونا المستجد. وبات في الأسابيع الأخيرة يعمل على مدار الساعة، طيلة الأسبوع، بلا انقطاع، إذ ينتج ما تحتاجه السوق جزئياً في القطاع، وكذلك في الضفة الغربية وعدة دول أخرى. وفي مطلع الشهر الماضي، أبرمت جهات تجارية إسرائيلية اتفاقية معه لإنتاج ما لا يقل عن 20 ألف كمامة، و2000 بدلة واقية في كل يوم. وأصبح إنتاجه الأساسي موجهاً لإسرائيل.
وقال صاحب المصنع، نبيل بواب، إنه لا يرى أي غضاضة في إنتاج البضاعة لإسرائيل، لأنه يعتبر العمل اليوم رسالة للإنسانية جمعاء.
وكان الوزير الإسرائيلي، بنيت، من حزب «يمينا» المتطرف، قد رفض المصادقة على تقديم معدات طبية ضرورية لمواجهة «كورونا» في قطاع غزة، وغضب عندما علم أن الجيش الإسرائيلي أدخل 60 جهاز تنفس إلى مشافي غزة. وقال معللاً موقفه: «نحن أيضاً نحتاج إلى بوادر إنسانية. فلدينا جنديان قُتلا في الحرب الأخيرة سنة 2014 وتجب إعادتهما لدفنهما في إسرائيل، وهناك عدد من المواطنين الذين دخلوا غزة بطرق ساذجة، وأهلهم يريدونهم إلى جانبهم. فإذا لم يتصرف الفلسطينيون معنا بإنسانية، فلماذا ينبغي أن نتصرف نحن معهم بإنسانية؟».
وقد صرح الناطق باسم «حمـاس»، حازم قاسم، في بيان صحافي، أمس، رداً على بنيت قائلاً إن إسرائيل التي تحاصر قطاع غزة تتحمل المسؤولية عن تداعيات أي تفشٍ لفيروس كورونا فيه. وقال إن إسرائيل «ترتكب جريمة مركبة باستمرار الحصار على غزة لسنوات طويلة، وازداد الأمر صعوبة مع تفشي فيروس كورونا، ولا يمكن لها فرض أي مقايضة».