أهالي سيناء يعقّمون منشآت حكومية وأهلية

TT

أهالي سيناء يعقّمون منشآت حكومية وأهلية

بادر مجموعة من الأهالي من سكان مدينة العريش على ساحل شمال سيناء المصرية بتنفيذ حملة تعقيم ضد فيروس كورونا المستجد، استهدفت منشآت حكومية وأهلية، بينها عدد من الحواجز والمقار الشرطية المنوطة بحمايتهم من «الإرهابيين».
وتشهد مناطق بشمال ووسط سيناء ملاحقات قوات الجيش والشرطة في مصر لجماعات إرهابية من تنظيم «ولاية سيناء»، الذي بايع «داعش» الإرهابي عام 2014، وفي شباط فبراير (شباط) 2018 أطلقت قوات الأمن المصرية من الجيش والشرطة حملة واسعة النطاق ضد المجموعات المسلحة والمتطرفة في أنحاء البلاد، خصوصاً المتمركزة في شمال سيناء، لا تزال متواصلة، ومن بين الإجراءات الأمنية التي اتخذت نشر حواجز أمنية داخل المدن وعلى الطرق.
وقال أحمد أيوب، من الأهالي المشاركين في حملة التعقيم، لـ«الشرق الأوسط»، إن المنفذين مجموعة من الشباب تحت إشراف رموز العائلات، وبجهود ذاتية تطوعية بهدف حماية مدينتهم واتخاذ اللازم احترازاً من وصول «فيروس كورونا».
وأشار إلى أن انطلاقتهم بدأت من موقعهم بمنطقة آل أيوب على ساحل مدينة العريش، بالمساكن والمحال، وتوسعت لتشمل مناطق العريش الساحلية بما تضمه من منشآت وحواجز شرطية وسط قبول وسعادة من الجميع بهذه المشاركة الإيجابية.
وأضاف الشيخ هاني أيوب، أحد الرموز بعائلة أيوب التي نفذت المبادرة بالعريش، إنهم بهذا العمل يستهدفون استكمال جهود تبذلها الدولة لحمايتهم كمواطنين ورسالتهم أن على الجميع أن يتحمل مسؤوليته.
وفى بيان رسمي، أعلن مجلس مدينة العريش، أن الحواجز الأمنية التي قام الأهالي برشها وتعقيمها هي كمين الخلفاء الراشدين، وكمين كنتاكي، وكمين القصلي، وقسم شرطة ثالث العريش، ومقر شرطة السياحة. وأوضح، أن منشآت عامة أخرى قام الأهالي بتعقيمها، وهي رئاسة حي آل أيوب، ومكاتب الخدمات والمسجد والمحال.
إلى جانب هذه المبادرة، نشطت مبادرات مجتمعية وأهلية داخل شمال سيناء لحماية الأهالي من خطر «كورونا» بعمليات رش وتعقيم وتوزيع مواد مطهرة وأقنعة واقية نفذها شباب بقرى مركز بئر العبد وداخل مدينة العريش.
وحتى الآن، فإن شمال سيناء خالية من فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)؛ بسبب الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها المحافظة، وفقاً للمحافظ محمد عبد الفضيل شوشة، الذي أكد تشديد الإجراءات الوقائية في المنافذ البرية بالمحافظة، وخاصة منفذا رفح البري والعوجة التجاري.
كما جرى تخصيص فرق طبية على حدود شمال سيناء مع المحافظات المجاورة لها، تراجع المسافرين طبياً، وتوثق بيانات من يصل منهم لشمال سيناء لأول مرة لمراجعته طبياً بمعرفة أقرب منشأة صحية لعنوانه.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.