اللاعبون السعوديون مطالبون بـ«الموازنة» بين الحضور الذهني والجاهزية البدنية

أجمعوا على ضرورة الاستعداد لـ«ضغوط» استئناف الدوري

استئناف الدوري السعودي يحتم على اللاعبين أن يكونوا في كامل حضورهم الذهني (تصوير: عيسى الدبيسي)
استئناف الدوري السعودي يحتم على اللاعبين أن يكونوا في كامل حضورهم الذهني (تصوير: عيسى الدبيسي)
TT

اللاعبون السعوديون مطالبون بـ«الموازنة» بين الحضور الذهني والجاهزية البدنية

استئناف الدوري السعودي يحتم على اللاعبين أن يكونوا في كامل حضورهم الذهني (تصوير: عيسى الدبيسي)
استئناف الدوري السعودي يحتم على اللاعبين أن يكونوا في كامل حضورهم الذهني (تصوير: عيسى الدبيسي)

اتفق مسؤولون في الأندية السعودية على أن التدريبات المنزلية التي يؤديها اللاعبون لا تفي بالفائدة ذاتها التي تتحقق من خلال التدريبات الجماعية على أرض الملعب، أو حتى في الصالات المغلفة، إلا أنهم أكدوا في الوقت نفسه ضرورة التعايش مع الظرف الحالي الذي تعيشه كافة دول العالم من أجل التغلب على فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد 19).
ومع ازدياد المصاعب نحو تحقيق نسبة من الفائدة بدلاً من أن تكون التدريبات المنزلية عديمة الفائدة، يرى مختصون في المجال النفسي والذهني والبدني أن هناك خيارات موجودة يمكن الاستفادة منها من قبل اللاعبين تحديداً، وخصوصاً أن معظمهم خاض مباريات رسمية مع فرقهم في الدوريات المختلفة هذا الموسم، قبل فترة التوقف الإجبارية.
بداية، يرى البروفسور فوزي الجاسر، استشاري جراحة العظام في كلية الطب بجامعة الملك سعود، أن اللاعب يمكنه أن يتابع المباريات التي شارك فيها بدوري هذا الموسم أو بالمسابقات الأخرى، من أجل أن يكون حضوره الذهني أكثر مما هو عليه في حال اكتفى بالتدريبات اليومية المنزلية بشكل فردي.
وأضاف البروفسور الجاسر، وهو مختص أيضاً في جراحة المفاصل والإصابات الرياضية، أن التركيز الذهني يأتي ضمن مجموعة من الأمور التي يمكن أن تقي اللاعب من الإصابات السريعة والمباشرة؛ حيث يتوجب أن يكون الغذاء مناسباً، وأن يتجنب السهر، وخصوصاً في هذه الفترة.
وأشار إلى أهمية أن يستعد اللاعبون لحجم ضغوطات عالٍ جداً في الفترة القادمة في حال استئناف الدوري متأخراً، ليكون متقارباً مع بدء الموسم المقبل، مشدداً على أهمية أن يكون التركيز الذهني حاضراً بقوة في الفترة الحالية والقادمة، من خلال عدم الاكتفاء بالتدريبات المنزلية والانتظام في الغذاء، ومراعاة أن يكون الجانب الذهني موجوداً.
وبيَّن أن حساسية الكرة تحتاج إلى فترة زمنية تصل إلى شهر على الأقل بعد العودة للتدريبات الجماعية؛ حيث إن الشرود الذهني للاعب يجعله معرضاً بشدة للإصابات.
واعتبر الجاسر أن الضغط الكبير المنتظر على اللاعبين، وخصوصاً النجوم، مع الخطوات الأخيرة بدوري هذا الموسم في كافة الدرجات، يجعلهم معرضين لمخاطر أكبر من التعرض للإصابات.
وأضاف أن هناك لاعبين لهم وزنهم في أنديتهم، وينتظر منهم الشيء الكثير، ليس على مستوى الأندية فحسب، بل حتى على مستوى المنتخب، ولذا من المهم أن يكون في وضع أفضل من الناحية البدنية، وعلى الأندية أيضاً -وتحديداً على المدربين- أن يعملوا من الآن على مبدأ التدوير للاعبين لتخفيف الضغوط عليهم وحمايتهم من الإصابات التي تهددهم بشكل كبير.
وشدد على أهمية رفع الضغوط النفسية على اللاعبين من أجل تحقيق كل شيء؛ حيث إن المهم أن يتم تحديد أهداف معينة، وعدم جعل جميع البطولات تمثل أهدافاً لهذه الأندية، وتشديد الضغط على اللاعبين في ظل تأجيل منافسات كروية على مستوى المنتخبات الوطنية، ومن بينها تصفيات كأس العالم، وأولمبياد طوكيو الذي سيشهد في نسخته القادمة المؤجلة لعام 2021، مشاركة المنتخب الأولمبي السعودي لكرة القدم.
من جانبه، أوضح حسن عبد المحسن الجبر، مشرف كرة القدم في نادي الفتح، أن البرنامج المنزلي للاعبين لا يمكن أن يحقق الأهداف التي تعادل التدريبات الجماعية، إلا أنها باتت حلاً بسيطاً في ظل الوضع الراهن الذي يعيشه العالم نتيجة انتشار عدوى فيروس «كورونا»، والإجراءات الاحترازية السعودية من أجل منع انتشاره.
وأكد الجبر أن الجانب الطبي والبدني مستمر طوال العام في نادي الفتح؛ حيث إن هناك أيضاً فترة الصيف الطويلة، ومن المهم أن يحافظ اللاعب على وزنه ولياقته، ويكون مستعداً للعودة للتمارين، ويكون جاهزاً ذهنياً؛ حيث إن هذا الظرف الطارئ يمكن أن ينطبق على فترة الصيف بين كل موسمين؛ والتواصل دائم، ليس في الفريق الأول فقط؛ بل في جميع الفئات السنية.
من جانبه، يرى ناصيف البياوي مدرب فريق العدالة، أن التدريبات المنزلية ليس لها من الفوائد التي تذكر إلا أنها أفضل من الركون التام، في ظل هذه الأزمة التي يعاني منها العالم بسبب جائحة «كورونا».
وأكد البياوي على أهمية أن يكون هناك جانب ذهني للاعبين على الدوام، ومنه متابعة المباريات التي خاضها اللاعب من أجل الاستفادة أيضاً من الإيجابيات والسلبيات؛ خصوصاً أن الفترة القادمة تحتاج إلى تركيز عالٍ، ومن المهم على اللاعب أن يدرك أن هناك ضغوطاً كبيرة عليه من الناحية البدنية وحتى النفسية، من أجل تحقيق الأهداف الموضوعة من قبل إدارة كل نادٍ.
وأخيراً، يرى الدكتور عبد العزيز السلمان، أستاذ الإدارة وعلم النفس الرياضي المساعد في جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل بالدمام، أن اللاعب يجب أن يكون في حالة ذهنية دائمة في حالة أداء التمارين، سواء المنزلية أو الجماعية؛ لأنه يسير وفق إطار محدد؛ من حيث التطبيق للنهج الموضوع له بهذا الخصوص.
وبين السلمان أن الجانب النفسي مهم في سبيل تحقيق اللاعب المطلوب منه؛ وتقع مشاهدة المباريات التي شارك فيها سابقاً ضمن هذا الإطار، من أجل الاستفادة منها ورسم طريق للسير عليه في الفترة القادمة، التي ستشهد بشكل كبير ضغطاً للمباريات في حال عدم اتخاذ قرار بإلغاء هذا الموسم، وهو أمر مستبعد كما يتضح من خلال المسؤولين في اتحاد كرة القدم؛ خصوصاً مع دخول الدوري وبطولة كأس الملك منعطف الحصاد.


مقالات ذات صلة

الأخدود يعيد ترتيب أوراقه في معسكر أبو ظبي

رياضة سعودية فريق نجران يأمل تحقيق الاستفادة الكاملة من معسكره الخارجي (تصوير: عدنان مهدلي)

الأخدود يعيد ترتيب أوراقه في معسكر أبو ظبي

يقيم الفريق الأول لكرة القدم بنادي الأخدود معسكراً تحضيرياً في أبوظبي بدءا من اليوم الأحد ولمدة أسبوعين.

علي الكليب (نجران)
رياضة سعودية ترقب لانطلاق دوري تحت 21 عاما (الاتحاد السعودي)

اتحاد القدم السعودي يطلب مرئيات الأندية حول «دوري تحت 21 عاماً»

وجَّهت إدارة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم تعميماً لجميع الأندية، وذلك لإبداء مرئياتها تمهيداً لإطلاق دوري تحت 21 عاماً، الموسم الرياضي المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش يتألق بقميص الهلال (رويترز)

وكيل سافيتش: سيرجي سعيد في الهلال… ويتطلع لمونديال الأندية

أكد أوروس يانكوفيتش، وكيل اللاعب الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، أن الشائعات بأن لاعب الهلال سيعود قريباً إلى الدوري الإيطالي غير صحيحة.

مهند علي (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».