عرب الداخل يسدون القصور الإسرائيلي بـ«غرفة طوارئ خاصة» لـ«كوفيد ـ ١٩»

تل أبيب تربط مساعدات لغزة باستعادة جنديين

عمل فني بالرمال على شاطئ غزة لتشجيع أهلها على البقاء في منازلهم لمنع تفشي «كورونا» (أ.ف.ب)
عمل فني بالرمال على شاطئ غزة لتشجيع أهلها على البقاء في منازلهم لمنع تفشي «كورونا» (أ.ف.ب)
TT

عرب الداخل يسدون القصور الإسرائيلي بـ«غرفة طوارئ خاصة» لـ«كوفيد ـ ١٩»

عمل فني بالرمال على شاطئ غزة لتشجيع أهلها على البقاء في منازلهم لمنع تفشي «كورونا» (أ.ف.ب)
عمل فني بالرمال على شاطئ غزة لتشجيع أهلها على البقاء في منازلهم لمنع تفشي «كورونا» (أ.ف.ب)

في أعقاب انجلاء مظاهر قصور عديدة في إجراءات الحكومة الإسرائيلية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، أقدمت قيادة فلسطينيي الداخل على تشكيل «غرفة طوارئ خاصة» تهتم بالموضوع، وذلك جنبا إلى جنب مع النشاطات القضائية والسياسية. وقال النائب جابر عساقلة، من «القائمة المشتركة»، إن «تحصين جاهزية مواجهة الوباء في المجتمع العربي يجري بشكل بيروقراطي بطيء وخطير، ونحن لن نسكت عن ذلك».
واعترف ممثلو وزارة الصحة بهذا التقصير وقالوا إنهم بادروا إلى فتح تسع محطات فحص للمواطنين في عدة بلدات عربية، منذ مطلع الأسبوع، وإنهم بدأوا حملة توعية واسعة للجمهور العربي ليقدم على إجراء الفحص. وكانت لجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب في إسرائيل، برئاسة محمد بركة، واللجنة القطرية لرؤساء البلديات، بقيادة مضر يونس، قد أقامت غرفة الطوارئ بغية سد النواقص القائمة، إلى حين تتحرك الحكومة للقيام بواجبها. وبدأت الغرفة العمل برصد الأوضاع في كل بلدة مبدية الاستعداد لتقديم كل عون، وفي الوقت ذاته بدأت تجمع المعدات الضرورية لمواجهة خطر كورونا (كمامات وأجهزة فحص ووقاية)، لتوصيلها إلى المناطق المحتاجة.
من جهته، قدم مركز «عدالة» القانوني، أمس، التماسا عاجلا للمحكمة العليا يطالب من خلاله بإتاحة إجراء فحوصات كورونا، ووصول سيارات الإسعاف والخدمات الطبية وغيرها من المتطلبات الضرورية للمجتمع العربي من أجل مكافحة انتشار الفيروس في القرى مسلوبة الاعتراف بالنقب. وقُدم الالتماس للمحكمة باسم عدالة، وعدة هيئات أخرى مثل: لجنة المتابعة العليا، ورابطة الأطباء العرب في النقب، ومنتدى التعايش السلمي في النقب والمجلس الإقليمي للقرى مسلوبة الاعتراف في النقب. وقالت المحامية من مركز «عدالة»، سوسن زهر، إن «القصور في تقديم الخدمات الطبية للبلدات العربية في النقب في الأيام العادية وعدم توفير الخدمات الضرورية الأخرى التي أدت إلى صعوبات الحياة الكثيرة التي تواجه السكان هناك، تحولت إلى خطر داهم خلال الأزمة الحالية وعامل مساعد على انتشار الفيروس».
في سياق آخر، وبعد كشف معطيات وزارة الصحة الإسرائيلية، أمس، أن عدد المصابين بفيروس كورونا بين المتدينين اليهود (حريديين)، وخاصة في القدس الغربية ومدينة بني براك، يرتفع بفارق كبير عنه في مدن أخرى في البلاد، وأن الشرطة لا تنجح في السيطرة على الموقف ويواصل المتدينون تجمعاتهم الكثيفة، قررت الحكومة إنزال قوة كوماندوس عسكرية تلزم المواطنين بشروط وزارة الصحة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد قرر وضع وحدة كوماندوس النخبة «سييرت متكال» (وحدة هيئة رئاسة الأركان العامة)، وجهات أخرى من شعبة الاستخبارات العسكرية وبضمنها الوحدات التكنولوجية، من أجل المساعدة في مواجهة كورونا. وتم تجنيد قوات من الاحتياط أيضا، وعدد من كبار الضباط. ولكن الجيش لم يتوقع أن يتم إرساله إلى المتدينين المتزمتين، الذين ينظرون بعداء إلى الشرطة وقوات الأمن بشكل عام.
وكانت وزارة الصحة الإسرائيلية قد أفادت، ظهر أمس الأربعاء، بأن عدد مرضى كورونا في البلاد، بلغ 5591 حتى الساعة 08:00 من صباح أمس، وقد يتجاوز 6000 في المساء. وأكدت أن هناك 21 حالة وفاة، آخرها مسنة (98 عاما) من بئر السبع. وبلغ عدد المصابين بالفيروس في القدس، التي تضم عددا كبيرا من المتدينين 781 حالة، وفي بني براك 730. واحتلت تل أبيب المرتبة الثالثة بواقع 292 إصابة بكورونا.
على صعيد آخر، ربطت إسرائيل أمس أي مساعدة قد تقدمها لدعم جهود قطاع غزة في مكافحة الفيروس بمدى التقدم الذي تحرزه في محاولتها استعادة جنديين إسرائيليين فقدا أثناء الحرب التي جرت في القطاع عام 2014.
وأعلن القطاع الفقير والمحاصر الذي تحكمه حركة (حماس) 12 حالة إصابة. وتخشى السلطات من عدم كفاية المنشآت الصحية المحلية لاحتواء الوباء في ظل وجود 96 جهازا فقط من أجهزة التنفس الصناعي بالقطاع الذي يقطنه نحو مليوني نسمة.
وأغلقت إسرائيل وحماس حدود القطاع أمام حركة المرور غير الضرورية كإجراء احترازي لمواجهة تفشي الوباء. لكن في ظل المناشدة التي أطلقتها سلطات غزة للحصول على مساعدات إنسانية خارجية تبحث إسرائيل الدور الذي يمكن أن تلعبه في هذا المجال.
وقال وزير الدفاع نفتالي بينيت للصحافيين «عندما يكون هناك نقاش حول المجال الإنساني في غزة فإن إسرائيل لها أيضا احتياجات إنسانية تتمثل أساسا في استعادة من سقطوا (في الحرب)». وكان بينيت يشير إلى ضابط مشاة ومجند قتلا في حرب عام 2014 وما زالت حماس تحتفظ برفاتهما.
وأضاف: «وأعتقد أننا في حاجة للدخول في حوار موسع حول الحاجات الإنسانية لنا ولغزة. لا يصح فصل هذه الأمور عن بعضها... وبالتأكيد ستكون قلوبنا مفتوحة لكثير من الأمور»، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية أمس.
ولم يتضح ما إذا كان بينيت يتحدث عن شرط محتمل يرتبط بتقديم إسرائيل مساعدات مباشرة أو أن يكون ذلك أيضا شرطا لسماح إسرائيل بنقل مساعدات أخرى عبر حدودها مع غزة.


مقالات ذات صلة

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)

بوتين يزور كازاخستان لتعزيز العلاقات وبحث ملف الطاقة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

بوتين يزور كازاخستان لتعزيز العلاقات وبحث ملف الطاقة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كازاخستان، الأربعاء، في زيارة تستمر يومين تهدف لتوطيد العلاقات مع حليفة بلاده الواقعة في وسط آسيا في ظل تفاقم التوتر على خلفية حرب أوكرانيا.

ورغم انضوائها في «منظمة معاهدة الأمن الجماعي» التي تقودها موسكو، فإن كازاخستان أعربت عن قلقها حيال النزاع المتواصل منذ نحو ثلاث سنوات مع رفض رئيسها قاسم جومارت توكاييف التغاضي عنه.

وفي مقال نشرته صحيفة «إسفيستيا» الروسية قبيل زيارة بوتين، أكد توكاييف دعم بلاده «الحوار السلمي» من دون أن يأتي على ذكر أوكرانيا، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

من جانبه، أشاد بوتين بـ«التقارب الثقافي والروحي والقيمي» بين كازاخستان وروسيا، وذلك في مقال نشر في صحيفة «كازاخ» الرسمية، قائلا إنه يساعد في تطوير «العلاقات الودية والقائمة على التحالف» مع أستانا بشكل أكبر.

وبث الإعلام الرسمي الروسي مقطعا مصورا لطائرة بوتين لدى هبوطها في أستانا الأربعاء.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حفل الاستقبال في مقر الرئاسة أكوردا في أستانا بكازاخستان... 27 نوفمبر 2024 (رويترز)

تدهورت العلاقات التجارية بين البلدين في الأشهر الأخيرة مع منع موسكو بعض الصادرات الزراعية من كازاخستان غداة رفض الأخيرة الانضمام إلى مجموعة «بريكس».

وجعل بوتين توسيع تحالف الاقتصادات الناشئة أساسا لسياسة روسيا الخارجية، مسوّقا لمجموعة «بريكس» على أنها قوة موازية لما يعتبرها «هيمنة» الغرب على العالم.

تأتي زيارة بوتين على وقع تصاعد التوتر بين موسكو والغرب بسبب حرب أوكرانيا، إذ أطلقت روسيا صاروخا تجريبيا فرط صوتي باتّجاه جارتها الأسبوع الماضي، بينما أطلقت كييف صواريخ بعيدة المدى زودتها بها كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على روسيا لأول مرة.

وفي سبتمبر (أيلول)، دعا توكاييف إلى حل سلمي للنزاع، محذرا من أن التصعيد يمكن أن يؤدي إلى «تداعيات لا يمكن إصلاحها بالنسبة للبشرية بأكملها».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف يلتقطان صورة مع أطفال في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

أوكرانيا على جدول الأعمال

ورغم أن رحلات بوتين الدولية بقيت محدودة منذ العملية العسكرية الروسية الشاملة في أوكرانيا عام 2022، فإنه زار الدولة الواقعة في وسط آسيا بشكل متكرر.

تعد كازاخستان حليفا عسكريا واقتصاديا تاريخيا لروسيا وتمتد الحدود بين البلدين على مسافة 7500 كيلومتر.

ويتوقع أن يناقش الزعيمان العلاقات التجارية وملف الطاقة، إضافة إلى بناء أول محطة في كازاخستان للطاقة النووية، علما بأن شركة «روساتوم» الروسية من بين الشركات المرشحة لبنائها.

تسهم كازاخستان بنحو 43 في المائة من إنتاج اليورانيوم العالمي لكنها لا تملك مفاعلات نووية.

وأكد بوتين الأربعاء أن «(روساتوم) مستعدة لمشاريع كبيرة جديدة مع كازاخستان».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف يرسمان على لوحة قبل لقائهما في أستانا في 27 نوفمبر (أ.ف.ب)

سيوقّع البلدان أيضا عدة وثائق الأربعاء وسيصدران بيانا للإعلام، بحسب مستشار الكرملين يوري أوشاكوف.

ويجتمع بوتين الخميس وقادة «منظمة معاهدة الأمن الجماعي» في أستانا في إطار قمة أمنية.

وستتصدر أوكرانيا جدول الأعمال، إذ يتوقع أن يناقش القادة «الإذن الغربي (لكييف) بإطلاق صواريخ بعيدة المدى باتّجاه عمق أراضي روسيا الاتحادية»، وفق ما أكدت وكالة «تاس» الإخبارية نقلا عن مصدر.

وفي خطوة لافتة، ستتغيب أرمينيا عن الاجتماع بعدما علّقت عضويتها في المنظمة احتجاجا على عدم وقوف موسكو إلى جانبها في نزاعها مع أذربيجان.

وقال أوشاكوف الثلاثاء إن أرمينيا ما زالت عضوا كاملا في التحالف ويمكن أن تعود في أي لحظة.