ترمب يتوعد إيران ووكلاءها بـ«ثمن كبير جداً»

«معلومات» عن تخطيطها «هجوماً خاطفاً» في العراق... وأميركا تؤكد نشر «باتريوت»

TT

ترمب يتوعد إيران ووكلاءها بـ«ثمن كبير جداً»

توعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب إيران بدفع «ثمن كبير جداً» إذا هاجمت مباشرة أو عبر وكلائها القوات الأميركية في العراق، بعد ساعات من تكرار طهران تحذيرها من أن نشر واشنطن منظومة صواريخ «باتريوت» في بعض قواعدها، سيجر المنطقة إلى «وضع كارثي».
وقال ترمب في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»، مساء أمس: «بناء على معلومات واعتقاد، إيران أو وكلاؤها يخططون لهجوم خاطف على قوات أو مصالح أميركية في العراق. إذا حدث ذلك، فإن إيران حقاً ستدفع ثمناً كبيراً جداً».
وقطعت الإدارة الأميركية الشك باليقين حين أعلنت أنها نقلت بالفعل منظومة «باتريوت» الدفاعية إلى العراق. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية شون روبرتسون، أول من أمس، في تصريح صحافي، إن «أميركا ستنقل منظومة باتريوت الدفاعية إلى العراق، لحمايتها وحماية القوات الأميركية هناك، من الهجمات الجوية التي نتعرض لها في المقرات العسكرية في العراق والتي تستقر فيها قوات التحالف».
وأضاف أنه «من المهم ملاحظة أنه تم قتل جنود عراقيين وجنود من قوات التحالف في الهجمات نفسها التي اعتدت على سيادة العراق... نواصل العمل في نقل المنظومة الدفاعية إلى العراق، إلا أننا لا نستطيع أن نكشف التفاصيل كافة لأسباب أمنية. والمسؤولون العراقيون على اطلاع تام على أننا بحاجة لتلك المنظومة، وهناك تنسيق وتعاون بيننا، بهذا الشأن».
وأشار إلى أن «أميركا وقوات التحالف، ملتزمتان بالعمل على هزيمة (داعش) في العراق، والقضاء على بقايا التنظيم بشكلٍ نهائي، كما أنهما ستواصلان دعم أمن العراق واستقراره».
وحذّرت إيران، أمس، الولايات المتحدة، من «جرّ الشرق الأوسط إلى وضع كارثي، بعد نشر منظومة صواريخ «باتريوت» في العراق. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان إن «هذه الأنشطة تتعارض مع الموقف الرسمي للحكومة العراقية وبرلمانه وشعبه، وقد تجرّ المنطقة إلى حالة عدم استقرار ووضع كارثي... على واشنطن أن تحترم رغبة الشعب العراقي وحكومته ومغادرة البلاد».
ورأى رئيس الوزراء العراقي الأسبق بهاء الأعرجي أنه يتعين على الحكومة أن تبادر بتهدئة الأجواء الأميركية - الإيرانية. وقال في تغريدة على «تويتر»: «إن كان قرار المواجهة الأميركية الإيرانية المُزمع تنفيذه على الأراضي العراقية ليس عراقياً، فليكن قرار التهدئة عراقياً. ولا يكون كذلك إن لم تأخذ الدولة زمام المبادرة لتقي شعبها الويلات المترتبة على ذلك القرار».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.