باحثون: الإغلاق الذي فرضته الصين منع إصابة 700 ألف شخص بـ«كورونا»

طبيبة ترتدي زياً وقائياً كاملاً تختبر رجلاً في إحدى الأسواق (أ.ف.ب)
طبيبة ترتدي زياً وقائياً كاملاً تختبر رجلاً في إحدى الأسواق (أ.ف.ب)
TT

باحثون: الإغلاق الذي فرضته الصين منع إصابة 700 ألف شخص بـ«كورونا»

طبيبة ترتدي زياً وقائياً كاملاً تختبر رجلاً في إحدى الأسواق (أ.ف.ب)
طبيبة ترتدي زياً وقائياً كاملاً تختبر رجلاً في إحدى الأسواق (أ.ف.ب)

رجّح باحثون أن يكون قرار الصين إغلاق مدينة ووهان، حيث كان قد بدأ انتشار وباء «كوفيد - 19» في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قد حال دون إصابة أكثر من 700 ألف شخص لأنه أدى إلى إبطاء انتشار الفيروس.
وجاء في تقرير أعده باحثون في الصين والولايات المتحدة وبريطانيا، ونُشر في مجلة علمية أمس (الثلاثاء)، أن الإجراءات الحاسمة التي اتخذتها الصين في أول 50 يوماً من انتشار الوباء منحت مدناً أخرى في البلاد وقتاً ثميناً للاستعداد وفرض إجراءاتها الخاصة، وذلك وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
وذكر الباحث البريطاني كريستوفر داي، أنه بحلول اليوم الخمسين من انتشار الوباء، أي في 19 فبراير (شباط)، بلغ عدد الإصابات المؤكدة في الصين 30 ألف حالة. وأضاف: «تحليلاتنا تشير إلى أنه لو لم يتم فرض حظر السفر على ووهان وإطلاق الاستجابة الوطنية الطارئة لبلغ عدد الإصابات المؤكدة أكثر من 700 ألف إصابة خارج ووهان بحلول ذلك التاريخ».
ونُقل عنه قوله في بيان صحافي إن الإجراءات الصينية لضبط انتشار الوباء «كانت ناجعة على ما يبدو لأنها نجحت في كسر سلسلة انتقال العدوى من خلال منع الاتصال بين الأشخاص المصابين وأولئك المعرضين للإصابة».
واستخدم الباحثون في تحقيقهم بلاغات عن حالات الإصابة ومعلومات صحة عامة إضافة إلى عمليات رصد الموقع الجغرافي عبر الهواتف النقالة.
وقال أستاذ البيولوجيا في جامعة بنسلفانيا أوتار بجورنستاد الذي شارك في الدراسة، إن الرصد عبر الهواتف وفّر تدفقاً جدياً و«رائعاً» للبيانات.
وغطت الدراسة فترة إجازة السنة القمرية الجديدة في الصين.
وذكر بجورنستاد أن الباحثين «تمكنوا من مقارنة أنماط السفر من وإلى ووهان خلال انتشار الوباء من خلال الاستناد إلى بيانات هواتف متنقلة لمهرجانين ربيعيين سابقين».
وأشار إلى أن «التحليلات كشفت عن انخفاض استثنائي في الحركة عقب حظر السفر في 23 يناير (كانون الثاني) 2020، واستناداً إلى هذه البيانات يمكن أن نحسب كذلك الانخفاض المرجح للحالات المرتبطة بووهان في مدن أخرى في أرجاء الصين».
وأظهرت المقارنة أن إغلاق ووهان أخّر وصول الفيروس إلى مدن أخرى ومنحها وقتاً للاستعداد لحظر التجمعات العامة وإغلاق أماكن الترفيه وغير ذلك من الإجراءات.
ودُعي نحو نصف سكان الكرة الأرضية حالياً للبقاء في منازلهم للحد من انتشار الفيروس، وأصبحت الإغلاقات أمراً شائعاً.
ولكن عندما أغلقت بكين مدينة ووهان قبل أكثر من شهرين، عُدّ هذا الإجراء تصعيداً دراماتيكياً في التصدي للوباء.
ومع الرفع التدريجي للقيود عن المدينة وعودة الحياة إلى طبيعتها ببطء، فإن السؤال هو: ما الذي سيحدث عند عودة الحركة في الصين والعالم؟
وقال هوايو تيان الأستاذ المساعد في علم الأوبئة في جامعة نورمال في بكين والذي شارك كذلك في الدراسة: «نحن ندرك تماماً أن حالات الإصابة المحلية أو الواردة من الخارج يمكن أن تؤدي إلى عودة انتشار المرض».


مقالات ذات صلة

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الحروب والتوترات الإقليمية تعزز مبيعات موردي الأسلحة الرئيسيين

بلغ إجمالي مبيعات الأسلحة والخدمات العسكرية لأكبر 100 شركة أسلحة في العالم 632 مليار دولار في العام الماضي (أرشيفية)
بلغ إجمالي مبيعات الأسلحة والخدمات العسكرية لأكبر 100 شركة أسلحة في العالم 632 مليار دولار في العام الماضي (أرشيفية)
TT

الحروب والتوترات الإقليمية تعزز مبيعات موردي الأسلحة الرئيسيين

بلغ إجمالي مبيعات الأسلحة والخدمات العسكرية لأكبر 100 شركة أسلحة في العالم 632 مليار دولار في العام الماضي (أرشيفية)
بلغ إجمالي مبيعات الأسلحة والخدمات العسكرية لأكبر 100 شركة أسلحة في العالم 632 مليار دولار في العام الماضي (أرشيفية)

تعززت مبيعات كبار موردي الأسلحة في العام الماضي بسبب الحرب في أوكرانيا وغزة والتوترات في آسيا، مع زيادات ملحوظة للشركات المصنعة في روسيا والشرق الأوسط، وفقا لتقرير لمعهد سيبري نُشر الاثنين.

وبلغ إجمالي مبيعات الأسلحة والخدمات العسكرية لأكبر 100 شركة أسلحة في العالم 632 مليار دولار في العام الماضي، بزيادة 4,2%، وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري). وهي كانت قد تراجعت في عام 2022 بسبب عدم قدرة هذه الشركات العالمية العملاقة على تلبية الزيادة في الطلب، لكن العديد منها تمكن من إعادة إحياء إنتاجه في عام 2023، حسب التقرير.

وفي دليل على هذه الطفرة في الطلب، حققت جميع هذه الشركات المئة مبيعات فردية تزيد عن مليار دولار في العام الماضي للمرة الأولى. وفي بيان، قال لورنزو سكارازاتو، الباحث بشؤون الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة في برنامج سيبري، «كانت هناك زيادة ملحوظة في مبيعات الأسلحة عام 2023، ويُتوقع أن يستمر هذا الاتجاه عام 2024». وأضاف أن مبيعات أكبر 100 مجموعة في العالم «لا تعكس حتى الآن حجم الطلب بالكامل، وقد أطلق عدد كبير من الشركات حملات توظيف، ما يدل على تفاؤلها بالمستقبل».

وأشار معهد سيبري إلى أن الشركات المنتجة الأصغر حجما كانت أكثر فاعلية في تلبية هذا الطلب الجديد المرتبط بالحرب في غزة وأوكرانيا والتوترات المتزايدة في شرق آسيا وبرامج إعادة التسلح في مناطق أخرى. وأوضح نان تيان، مدير برنامج الإنفاق العسكري، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «عددا منها متخصص في مكون واحد أو يبني أنظمة تتطلب سلسلة توريد واحدة»، ما يتيح لها الاستجابة في سرعة أكبر.

وسجلت المجموعات الأميركية، المنتجة الرائدة في العالم، ارتفاعا في المبيعات بنسبة 2,5% عام 2023، ولا تزال تمثل نصف عائدات الأسلحة في العالم، حيث تحتل 41 شركة أميركية لائحة أكبر 100 شركة في العالم. في المقابل، سجلت لوكهيد مارتن (-1,6%) وRTX (ريثيون تكنولوجيز سابقا، -1.3%)، أكبر مجموعتين للأسلحة في العالم، انخفاضا في المبيعات. وقال تيان إنهما «غالبا ما تعتمدان على سلاسل توريد معقدة ومتعددة المستويات، ما يجعلهما عرضة لتحديات سلسلة التوريد التي استمرت في عام 2023».