في زمن كورونا... عمال النظافة المحترفون يعانون أكثر من أي وقت مضى

عندما يُطلب من فانيسا التنظيف بعد المرضى الذين يعانون من الإنفلونزا الموسمية أو الحصبة أو أمراض أخرى في مستشفى بنسلفانيا الأميركية حيث تعمل، فإنها تعرف ما يجب القيام به. هي تعرف كيفية تطهير الأسطح، وما الذي يجب التخلص منه وما الذي يجب أن ترتديه لحماية نفسها. ولكن عندما طُلب منها تنظيف الغرف التي يشغلها مرضى فيروس كورونا، الأمر اختلف، وفقاً لما نقلته مجلة «التايم».
وتقول فانيسا: «إن الأمر مرعب نوعاً ما».
وأخبرها المشرفون عليها بضرورة تنظيف الغرف تماماً كما تفعل مع تلك التي يقيم بها مرضى الإنفلونزا، لكنها تقول إنها تتعامل مع الموضوع مثلما تفعل مع الأمراض الأكثر خطورة، أي أنها تتخلص من كل شيء غير ضروري تقريباً، وتمسح الجدران لتكون آمنة. وتتابع: «لا أحد يعرف بالضبط كيفية تنظيف غرف مليئة بفيروس كورونا... لا نعرف مدى خطورة هذا الأمر».
وإن عمال النظافة المحترفين، مثل فانيسا، شاهدوا وظائفهم تتطور ليصبح لها معنى جديداً ومخاطر كبيرة. لكن ما بقي على حاله، كما يقولون، هو انعدام الاحترام، وعدم التعويض لهم بما فيه الكفاية، مقارنة بالمجهود الذي يبذلونه.
وفانيسا، على سبيل المثال، تكسب حوالي 11 دولاراً فقط في الساعة من أجل الوظيفة التي لا تحسد عليها وهي تطهير غرف المستشفى، وغالباً ما تقوم بذلك بدون معدات واقية ومناسبة لحمايتها.
وتقول إن الأقنعة الواقية في المستشفى يستهلكها في الغالب الأطباء والممرضون. وغالباً ما تضطر هي وزملاؤها في خدمة التنظيف إلى إعادة استخدام ما لديهم من أقنعة وموارد أخرى.
وتؤكد فانيسا أنها كانت ستتوقف عن الحضور إلى العمل في ظل تفشي كورونا لو لم تكن بحاجة إلى المال، خاصة أن لديها ظروفاً صحية أساسية تعرضها لخطر إضافي في حال إصابتها بـ«كوفيد - 19».
وتضيف: «لأنني أعمل هناك، أخشى أن أذهب لرؤية عائلتي الآن».
ويكافح العمال في مختلف الصناعات للحصول على معدات الحماية التي يحتاجونها. ويقول عمر، الذي يقود شاحنة لجمع القمامة في كاليفورنيا، إن شركته لم تقدم مطهرات اليد لعمالها، رغم «أننا نتعامل مع نفايات الجميع ولا نعرف ما هو موجود هناك».
وعندما طلب عمر وزملاؤه المعقمات، تم إعطاؤهم مواد التنظيف التي تُستخدم لجميع الأغراض، وطلب منهم استعمالها لتعقيم أيديهم، كما يقول.
ويوضح: «في المطاعم، هل يحمل الموظفون مستلزماتهم الخاصة لتنظيف الطاولات؟»، مضيفاً أنه لا يحصل على بدل المخاطر التي يتعرض لها خاصة في هذه الظروف.