دراسة: امشِ أكثر تعشْ أطول

رجل يرتدي قناعاً للوجه يسير وسط طيور مدينة ميلانو (رويترز)
رجل يرتدي قناعاً للوجه يسير وسط طيور مدينة ميلانو (رويترز)
TT

دراسة: امشِ أكثر تعشْ أطول

رجل يرتدي قناعاً للوجه يسير وسط طيور مدينة ميلانو (رويترز)
رجل يرتدي قناعاً للوجه يسير وسط طيور مدينة ميلانو (رويترز)

«من يمشِ أكثر، يعشْ بصحة أفضل»؛ هذا ما أثبتته دراسة حديثة ربطت بين ازدياد عدد الخطوات التي يمشيها الإنسان يومياً وتدني معدل الوفيات. وكتب علماء في مجلة «جاما» العلمية أن معدل الوفيات، لا سيما تلك التي تنجم عن أمراض القلق والدورة الدموية، تراجع على نحو ملحوظ بين أشخاص حافظوا على مشي 12 ألف خطوة فأكثر في اليوم.
ونوه العلماء بأن المعدل الزمني لأداء هذه الخطوات خلال اليوم، لا يمثل عاملاً مهماً في هذه النتيجة.
«10 آلاف خطوة في اليوم تحافظ على صحتك»؛ كان هذا وعداً ترويجياً في إعلان لشركة يابانية لإنتاج أجهزة عدّ الخطى قبل سنوات طويلة، وقد اتبع كثير من الناس التوصية من دون دليل علمي، حيث صاروا يستعينون بأجهزة تتبع أداء اللياقة البدنية والساعات الذكية. غير أن عدد الخطوات المثالي للحفاظ على الصحة، مثار جدل علمي، وقد أسفرت دراسات لاحقة عن أرقام مختلفة تراوحت بين 4500 و18 ألف خطوة.
ولإعداد الدراسة؛ قام فريق البحث، برئاسة الطبيب بيدرو ساينت ماركويس من «المعهد الوطني الأميركي للسرطان»، بتحليل بيانات برنامج «استقصاء الصحة الوطنية وفحص التغذية»، وهو مسح تمثيلي يسجل حالة الصحة والأسلوب المعيشي للأميركيين. وقد ركز الباحثون تحليلاتهم على 4840 شخصاً تزيد أعمارهم على 40 عاماً كانوا يحملون مستشعر حركة لمدة 7 أيام في الفترة بين 2003 حتى 2006، وقد سار هؤلاء 9124 خطوة في المتوسط يومياً، وأظهر استقصاء لاحق في ديسمبر (كانون الأول) 2015 أن 1165 شخصاً من هذه المجموعة تُوفُّوا في الفترة الزمنية التي تلت الاستقصاء الأول، وأوضح الاستقصاء أن غالبيتهم؛ 406 أشخاص، توفوا بأمراض القلب والدورة الدموية، فيما توفي 283 شخصاً منهم بالسرطان.
ومن هذه المعلومات؛ قام الباحثون بحساب مخاطر الوفاة لمجموعات الاستقصاء المصنفة وفقاً لعدد الخطوات التي كانت تسيرها كل مجموعة، وكانت النتيجة أن معدل الوفيات بالنسبة للأشخاص الذين كانوا يمشون أقل من 4 آلاف خطوة في اليوم، بلغ 7.‏76 لكل 1000 شخص بالسنة، ويُقْصَد بمعدل «شخص بالسنة» مجموع السنوات التي جرى خلالها وضع كل المشاركين في الدراسة تحت الملاحظة، ومثل هذه القيمة تعبر عن اتجاهات وتقييم المخاطر.
ويتضح مثل هذا الاتجاه من خلال مقارنة بين المشاركين الأقل تحركاً والآخرين الأكثر تحركاً؛ إذ بلغ معدل مخاطر الوفاة بالنسبة للأشخاص الذين ساروا بين 4000 و7999 خطوة، 4.‏21 لكل 1000 شخص بالسنة، ووصل هذا المعدل إلى 9.‏6 فقط بين الأشخاص الذين ساروا بين 8000 و11999 خطوة، وتدنى هذا المعدل إلى 8.‏4 بالنسبة للأشخاص الذين ساروا أكثر من 12 ألف خطوة.
وقد انتهى بحث لـ«مدرسة هارفارد الطبية» في العام الماضي على نساء متقدمات في العمر إلى نتيجة مفادها بأن المعدل الزمني لأداء الخطوات في اليوم ليس له تأثير على معدل الوفيات إذا تم ضبط العدد الإجمالي للخطوات على اليوم.
وقد ثبتت اتجاهات الدراسة على نحو خاص عند عقد مقارنة بين حالات الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والدورة الدموية داخل المجموعات التي تم تصنيفها وفقاً لعدد الخطوات، وهو الشيء الذي لم يكن مفاجئاً؛ إذ إن زيادة الحركة تقلص مخاطر الإصابة بمثل هذه الأمراض، لا سيما في السن المتقدمة، وهو ما أثبتته دراسات عديدة، ولهذا تنصح به مختلف المؤسسات الطبية المختصة؛ ومنها وزارة الصحة الاتحادية في ألمانيا. وكانت «جمعية القلب الأميركية» أعلنت مؤخراً أن كثرة المشي يومياً تقلل مخاطر الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».