وزير الخارجية أدى اليمين الدستورية.. والحوثيون يتوسعون ميدانيا رغم مشاركتهم بالحكومة

على صعيد آخر، أدى وزير الخارجية اليمني الجديد، عبد الله الصايدي، اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد ربه منصور هادي، بعدما كان قد تخلف عن أداء القسم الأسبوع الماضي، بسبب وجوده خارج اليمن، في الوقت الذي بدأت فيه حكومة السلم والشراكة ممارسة مهامها في ظل أجواء حذرة وفي ظل مخاوف من تأثير استمرار سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وكل المحافظات الشمالية واستمرارهم في السيطرة على مناطق أخرى، في ظل غياب شبه تام لسلطة الدولة على أداء حكومة الكفاءات التي اتفقت عليها كل الأطراف اليمنية، بما فيها الحوثيون المشاركون في الحكومة.
وأعرب مراقبون لـ«الشرق الأوسط» عن استغرابهم لمواقف الحوثيين المتناقضة، أي بالمشاركة في الحكومة وفي الوقت نفسه استخدام السياسة التوسعية في المحافظات والمناطق بالقوة المسلحة، ويستولي الحوثيون، حاليا، على مناطق واسعة من محافظة الحديدة في غرب البلاد، غير أنهم يلاقون رفضا شعبيا لوجودهم، وهناك تهديد من المواطنين باللجوء إلى المقاومة المسلحة من أجل طرد الحوثيين.
وأكدت مصادر خاصة أن الحراك التهامي السلمي لم يستخدم أي مجاميع مسلحة في صفوف شبابه، وأن احتجاجاتهم سلمية وسيستمرون في نضالهم حتى انتزاع كل الحقوق المنهوبة والمسلوبة واستعادة كرامة ومكانة وهوية تهامة وطرد جماعة الحوثيين المسلحة. في الوقت الذي أكدت فيه المصادر، لـ«الشرق الأوسط»، أن «مسلحين حوثيين يهدون بنسف منازل بعض العسكريين في الحراك التهامي، ومنهم عبد الرحمن شوعي القائد الميداني، والمحامي طه الحرد المنسق القانوني للحراك، والقيادي محمد عمر مؤمن، إذا لم يسلموا أنفسهم لمكتب أنصار الله (الحوثيين) بالحديدة، مع استمرار توافد أنصار الحراك التهامي إلى مدينة الحديدة، غرب العاصمة صنعاء، قادمين من جميع المدن التهامية كخطوة تصعيدية لاختطاف الحوثيين الأمين العام للحراك الشيخ عبد الرحمن مكرم، بعد خروجه من اجتماع موسع عُقد في مدينة الحديدة لمناقشة مواجهة وجود الميليشيات المسلحة الحوثية في المحافظة وتهامة ككل».
وقال قيادي في «الحراك التهامي السلمي»، رفض الكشف عن هويته، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحوثيين يستخدمون أدوات الرعب لوقف وإنهاء الحراك، فبعد اختطاف الشيخ العلامة مكرم، فقيه الحراك وأحد قياداته، قاموا بحملة ملاحقات لبقية القادة، ومع ذلك لو خطفوا منا مليونا، ولو فجروا ما فجروا، فلن نخضع لهم وسوف نستمر في نضالنا حتى حل قضيتنا الحل العادل الذي يرضي أبناء تهامة». وأضاف أن «السلطات وكبار المتنفذين في تهامة يمنحون الخارجين عن القانون الحماية والحصانة بقصد استهداف الحراك والإضرار به، وهو ما أدى إلى قيام الميليشيات الحوثية بعمليات الخطف، كما أن تخلي النظام الحاكم في صنعاء عن مسؤوليته في تهامة هو إقرار بعدم صلاحية النظام لإدارة إقليم تهامة، وهو ما سوف ينتزعه الحراك بنضاله في وجه كل محتل، وأن موقف أبناء تهامة موحد بشأن طرد جماعة الحوثيين المسلحة و(القاعدة) من تهامة».
وأكد المصدر التهامي أن «الحراك بصدد التصعيد من مسيراته تنديدا باختطاف الشيخ مكرم، وأن هناك ثلاث مسيرات ستنطلق اليوم (الخميس) في مداخل الحديدة من خط صنعاء الحديدة في (باب الناقة) في مديرية (باجل)، والمسيرة الثاني في مدينة (الحسينية) على خط تعز - الحديدة، والثالثة ستكون بمدينة الحديدة، وأن هذه المسيرة هي رسالة بإغلاق مداخل الحديدة من القادمين من تعز وصنعاء، في حال لم يتم الإفراج عن الشيخ عبد الرحمن مكرم ومحاسبة الخاطفين»، ودعا الحراك التهامي السلمي في بيان له مكتب أنصار الله (الحوثيين) لسرعة «تحكيم العقل والإفراج عن المختطفين وتسليم الخاطفين للعدالة حتى لا يتسببوا في أعمال عنف ويذهب ضحيتها أبرياء».
من جهة أخرى، انتشرت صباح أمس نقاط تفتيش بمحافظة الضالع جنوب اليمن مناهضة للحوثيين بعد سيطرتهم على مديرية دمت. وتعتبر مديرية دمت التابعة لمحافظة الضالع أولى المديريات الجنوبية التي يسيطر عليها الحوثيون، والتي يوجد فيها من يسمون «السادة»، وهم من يقولون إن هناك علاقة أسرية بينهم وبين الحوثيين.
وقال أحد أبناء مديرية دمت، إبراهيم إقبال، لوكالة الأنباء الألمانية، إن نقاط التفتيش التابعة لأبناء الضالع نشرت لجانها الشعبية في نقاط التفتيش على مداخل المديرية، وذلك من أجل منع دخول مسلحي تنظيم القاعدة ومنع التمدد الحوثي إلى باقي مديريات محافظة الضالع. وأشار إقبال إلى انتشار لجان شعبية تابعة لعبد الملك الحوثي من أبناء مديرية دمت، بالإضافة إلى بعض المؤيدين لهم الذين قدموا من خارج المحافظة والذين قاموا بزيارات لبعض المكاتب الحكومية في المديرية.
ويوجد العديد من المؤيدين للحوثيين في مديرية دمت، ومنهم نائب رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام عبده أمير الدين الحوثي الذي تربطه علاقة أسرية مع زعيم جماعة أنصار الله الحوثية عبد الملك الحوثي. وأشار إقبال إلى أن نقاط التفتيش المناهضة للحوثيين التي انتشرت في الضالع ليست من جهة أو حزب معين لكنها من مختلف الأطياف والأحزاب والجماعات، مشيرا إلى أن سيطرة الحوثي على المديرية وحدت مختلف القوى السياسية ضدهم.
وتنتشر جماعة الحوثيين في المحافظات من أجل حفظ الأمن فيها ومن أجل مطاردة عناصر تنظيم القاعدة، على حد قولهم.
وقال المسؤول الإعلامي لمجلس تنسيق مدينة الضالع وليد الخطيب، لوكالة الأنباء الألمانية، إن الشيخ القبلي البارز في محافظة الضالع عيدروس زبيد أعلن قبل خمسة أيام عن تشكيل لجان شعبية من أبناء الضالع لصد أي توسع لجماعات مسلحة من خارج المحافظة، لكن اللجان الشعبية التي أعلن عنها لم تصل إلى مركز المحافظة.
وبدأ أنصار الحراك الجنوبي بنشر نقاط تفتيش تابعة لهم في مديرية سناح القريبة من مديرية دمت من أجل صد تمدد الحوثيين في المحافظة. وقال محمد العاقل، أحد أنصار الحراك الجنوبي في الضالع، إنهم لن يسمحوا للحوثيين بالسيطرة على محافظة الضالع.