أعادت أزمة فيروس كورونا المستجد مشكلات الأطباء في مصر للواجهة، وعلى رأسها تدني الرواتب، الذي ينعكس على كثافتهم المطلوب، خاصة في القطاع الحكومي، بعدما اضطر كثير منهم للعمل في القطاع الخاص أو خارج البلاد، الأمر الذي أثار مخاوف من عجز في الأطباء حال تفشي الفيروس بالبلاد.
وتحسباً لذلك، قدم طارق رضوان، عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، مقترحاً أمس، يقضي بمنح طلبة كليات الطب العامة والخاصة، وكليات ومعاهد التمريض، بالسنوات النهائية، ترخيصاً استثنائياً للعمل بالمستشفيات والمراكز المخصصة لمواجهة «كوفيد-19».
ويُمكن هذا المقترح الطلبة من تطبيق الدراسة العملية، والمساعدة في هيئة صف ثانٍ للعاملين المتخصصين بذلك المجال العلمي، وفقاً للنائب الذي قدم مقترحه للبرلمان، ضمن إجراءات التحرك المبكر لمكافحة الوباء.
ولا يعد المقترح جديداً، فقد سبق أن اقترحت الحكومة تخريج دفعات استثنائية مبكرة، وكذا زيادة أعداد الطلاب المقبولين بكليات الطب، للتغلب على حالة العجز الكبيرة في الأطباء بمصر، وهو ما ووجه بانتقادات، أبرزها أنه يقدم مسكناً دون أن يعالج مشكلات الأطباء التي تدفعهم للهروب.
ويعد عدد الأطباء في مصر دون الحد الأدنى العالمي لكفاية السكان. وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2014، يتوافر في مصر 2.2 مقدم للرعاية الصحية (أطباء وتمريض وغيرهم) لكل ألف مواطن، وهي نسبة تقل عن الحد اﻷدنى الذي حددته المنظمة بـ3.4 لكل ألف مواطن. وهناك أقل من طبيب واحد لكل ألف مواطن.
ويقول رضوان، في مقترحه الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنه سيمنح طلبة كليات الطب العامة والخاصة بالسنة الخامسة من الدراسة العلمية، السابقة لعامي الامتياز، ترخيصاً استثنائياً للحصول على دورات تدريبية، وإعداد وتأهيل الطلبة، وكذلك كليات ومعاهد التمريض (السنة النهائية)، للعمل بالمستشفيات والمراكز المخصصة لمواجهة الفيروس.
وسجلت مصر، مساء أول من أمس، أول وفاة لطبيب مصاب بالفيروس، بعد عزله بمستشفى «أبو خليفة» بالإسماعيلية، علماً بأن عدد حالات الإصابة في عموم البلاد بلغت، حتى كتابة التقرير، 609 حالات، بينهم 40 وفاة.
وفي أول تقدير رسمي لجهودهم في مكافحة الفيروس، قرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيادة بدل المهن الطبية بنسبة 75 في المائة عن القيمة الحالية، بتكلفة إجمالية قدرها نحو 2.25 مليار جنيه مصري، وإنشاء صندوق مخاطر لأعضاء المهن الطبية، فضلاً عن صرف مكافآت استثنائية للعاملين حالياً كافة بمستشفيات العزل والحميات والصدر والمعامل المركزية على مستوى البلاد.
وخلال اجتماعه، الأحد، مع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، وعدة وزراء، أعرب السيسي عن تقديره للعاملين في القطاع الصحي كافة، وحث على استكشاف إمكانية التصنيع المحلي للمستلزمات والأجهزة الطبية التي تواجه نقصاً حاداً على المستوى العالمي.
«أطباء صف ثاني»... مقترح مصري تأهباً لتفشي «كوفيد-19»
«أطباء صف ثاني»... مقترح مصري تأهباً لتفشي «كوفيد-19»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة