الألمان يطالبون باستئناف المباريات لتخفيف ضغط «كورونا» عن الجماهير

جماهير بايرن ميونيخ متعطشة لعودة المباريات حتى ولو حرمت من دخول الملاعب (إ.ب.أ)
جماهير بايرن ميونيخ متعطشة لعودة المباريات حتى ولو حرمت من دخول الملاعب (إ.ب.أ)
TT

الألمان يطالبون باستئناف المباريات لتخفيف ضغط «كورونا» عن الجماهير

جماهير بايرن ميونيخ متعطشة لعودة المباريات حتى ولو حرمت من دخول الملاعب (إ.ب.أ)
جماهير بايرن ميونيخ متعطشة لعودة المباريات حتى ولو حرمت من دخول الملاعب (إ.ب.أ)

طالب أندرياس ريتيش المدير الإداري السابق لرابطة الدوري الألماني لكرة القدم الإدارة السياسية في بلاده بضرورة منح كرة القدم وضعا خاصا، خلال أزمة تفشي فيروس «كورونا» واستئناف إقامة المباريات من دون حضور جماهيري للترفيه عن الجماهير.
وقال ريتيش في مقال بمجلة «كيكر» الألمانية أمس: «إقامة المباريات من دون حضور جماهيري عادة ما يثير استياء البعض، لكنه ربما يتحول الآن إلى حدث يتطلع إليه الناس ويتحدثون عنه في ظل الأزمة الحالية».
وأضاف «نظرا لعدم وجود توقيت يتوقع أن تعود فيه الحياة إلى طبيعتها من جديد، فإنه إذا تم تقليل القيود، فإن لعب مباريات الأشباح (مباريات دون جماهير) يمكن أن يساهم في الترفيه عن الناس».
وكان ريتيش قد عمل أيضا في عدة أندية بالدوري الألماني، منها باير ليفركوزن وكولن وفرايبورغ.
وجرى إيقاف كافة مسابقات الكرة الألمانية حتى نهاية أبريل (نيسان) المقبل على الأقل، فيما لا تزال القيود الحكومية على الحركة والتجمعات مفروضة
حتى يوم 20 من الشهر نفسه، ضمن الجهود المبذولة للحد من انتشار العدوى بفيروس «كورونا».
ويأمل المسؤولون في استئناف الموسم الجاري، حتى لو لم تستكمل المباريات قبل يونيو (حزيران) المقبل.
واعترف ريتيش بأن كرة القدم لم تكن عاملا رئيسيا في الاقتصاد الألماني، لكنه أضاف «أنها تكتسب أهمية كل يوم بسبب حظر التجمعات الحالي والعزلة الاجتماعية التي تصاحبه».
وكان ماركوس كرويتشه مدير الكرة بنادي لايبزيغ قد صرح قبل أيام بأن كل مسابقات الدوري الكبرى في أوروبا تسعى لاستكمال مواسمها، بينما يعد حضور الجماهير في الاستادات من عدمه بمثابة أمر ثانوي في ظل هذه المرحلة.
كما يرى كلاوس فوغت رئيس نادي شتوتغارت أن عدم استكمال هذا الموسم ستسفر عنه «مشكلات وجودية» لناديه وأندية أخرى.
واتفق لاعبون ومسؤولون بالفعل على تجميد الرواتب أو تقليصها، كما أعلنت أندية بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند ولايبزيغ وباير ليفركوزن، المشاركة في دوري أبطال أوروبا، تقديم 20 مليون يورو إلى رابطة الدوري الألماني لتوزيعها، في إطار الجهود للتخفيف من تداعيات الأزمة.
وستعاني الأندية حتى في حالة استكمال مباريات الموسم دون حضور جماهير، لأنها ستخسر بذلك عائدات بيع التذاكر، التي تشكل جزءا كبيرا من الدخل بالنسبة لكثير منها.
وذكرت صحيفة «سبورت بيلد» في موقعها على الإنترنت أمس أن بايرن ميونيخ، الذي تتبقى له ست مباريات بملعبه على الأكثر هذا الموسم، سيخسر 16.2 مليون يورو على الأقل، بينما يمكن أن تبلغ خسائر بوروسيا دورتموند 15 مليون يورو، وحتى أندية صغيرة مثل يونيون برلين وفرايبورغ، قد تصل خسائرهما إلى أربع ملايين و3.2 مليون يورو، على الترتيب.
وربما يشعر هانزي فليك المدير الفني لبايرن ميونيخ بأنه الخاسر الأكبر من توقف المسابقة، حيث كان يحلم بقيادة الفريق لثلاثية الدوري والكأس ودوري الأبطال خلال موسمه الأول في المنصب، وجاءت أزمة فيروس «كورونا» لتعرقل انطلاقته. ويبدو فليك، 55 عاما، من بين المدربين الأكثر تضررا بالأزمة، ولا يزال المستقبل غامضا في ظل عدم إمكانية حسم موعد استئناف المنافسات أو إمكانية استكمال الموسم.
ومنذ تولي فليك تدريب الفريق خلفا لنيكو كوفاتش في الخريف الماضي، نجح في إعادة بايرن إلى المسار الصحيح، وواصل التقدم به نحو تحقيق الثلاثية. ويتصدر بايرن ميونيخ الدوري بفارق أربع نقاط أمام دورتموند، كما وصل الدور قبل النهائي بكأس ألمانيا، كذلك وضع قدما في دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا، إثر فوزه على تشيلسي الإنجليزي 3 - صفر في ذهاب دور الستة عشر.
ويتوقع البعض أن ينجح فليك في تكرار إنجاز يوب هاينكس الذي قاد بايرن ميونيخ للثلاثية في عام 2013، وقد وصف فليك نفسه هذه المهمة خلال فترة الإجازة الشتوية للبوندسليغا، بأنها «قابلة للتحقق».
وحقق بايرن ميونخ 18 انتصارا خلال 21 مباراة تحت قيادة فليك الذي قال إن الفريق يقدم عروضا مثيرة في النصف الثاني من الموسم، قبل أن تتوقف المنافسات في منتصف مارس (آذار) بسبب أزمة
«كورونا». وقال مانويل نوير حارس مرمى وقائد فريق بايرن ميونيخ: «نحن بالفعل حققنا نتائج جيدة، بالنظر إلى المباريات التي خضناها منذ تولي هانزي المسؤولية هنا. لكن كل شيء معلق الآن». وقال فليك: «الجميع يتطلعون إلى التدريب بالخارج (خارج منازلهم)». ولا يزال فليك يبدي ثقته في استكمال منافسات الموسم وقال: «أعتقد أن الجميع يدركون أن خوض مباريات دون جماهير، هو السبيل الوحيد لاستكمال الموسم. وسنسعد جميعا إذا استكمل الموسم».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».