كيف وحّدنا كورونا

سبعة مليارات انسان على سطح الكرة الارضية موزعين على اكثر من 200 دولة ولديهم الاف اللغات واللهجات والخلافات والعداوات وحدهم فايروس صغير لا يرى بالعين المجردة وجعل منهم جميعا محبوسين في بيوتهم لايخرجون الا للضرورة القصوى وفي بعض الدول يحتاجون لاذن للخروج من المنزل يقدمونه عبر البريد الالكتروني ..
الحدود تم اغلاقها حتى بين دول اوروبا والملاعب باتت خالية من اللاعبين بعد ان كانت خالية من الجماهير ...
حتى دور العبادة تم اغلاقها وبالتالي لا اندهاش من اغلاق المدارس والجامعات والمجمعات التجارية وصالات الرياضة واللياقة وحتى المطاعم ولم يبق سوى السوبرماركتات والصيدليات وبعض المرافق الحيوية ...
العالم متوحد في مواجهة فيروس صغير لا يفرق بين صغير وكبير ، فايروس لاندري اهو صناعة بشر أم هو القدر ؟
مايهمنا هو صحتنا أولا وصحة اهلنا ومحيطنا ومدننا واوطاننا وهذا لن يتحقق الا بإذن الله اولا ثم باتباع ارشادات ونصائح وتعليمات الحكومات التي فعلت كل شيء ويبقى علينا نحن كبشر وكمواطنين أن نلتزم باقصى معايير الصحة والنظافة والرعاية والابتعاد عن التجمعات والعادات التي ورثناها اباً عن جد بالعناق والمصافحة وحب الخشوم وحتى نبتعد عن ملامسة اولادنا واحبائنا واقول هذا الكلام عن تجربة اذ عاد ابني كرم من لندن يوم الاربعاء وهو من اتفق معي على عدم العناق لا بل على عدم السلام او المصافحة وحتى في السيارة جلس في المقعد الخلفي وهو يضع الكمامات ثم تم تعقيمه تماما عند مدخل البيت رغم خضوعه للفحص الطبي في مطاري لندن ودبي ثم ذهب طوعاً الى حجره الصحي في غرفته.
اعرف أن الفايروس يمكن ان ينتقل لنا رغم كل هذه الاجراءات الا أن الحرص واجب واتباع النصائح واجب وطني قبل ان يكون مصلحة شخصية وهنا اوجه كلمة لكل مشاهير السوشال ميديا والذين لديهم ملايين المتابعين بأن يكونوا قدوة في الالتزام والابتعاد عن الافتاء فيما لا يفهمون او يفقهون وأن لا يتحولوا لاطباء غفلة وان يبتعدوا عن التنظير والتهويل او التخفيف وان يتركوا الامور للمختصين فقط وان يكونوا قدوة في الالتزام بتعليمات الحكومات وبشكل عام فقد اظهرت محنة كورونا ان الناس تركت السطحيين من مشاهير السوشال ميديا وتوجهت للعلماء والاطباء ومن يقدمون الفكرة العلمية بعيداً عن الاستعراضات الجوفاء واحياناً ... الخرقاء...
هذه الأيام نحتاج أولا للوعي وثانيا للإلتزام بتعليمات الحكومة وثالثا للتفاؤل ورابعا للتحضير للأسوأ مهما كنا متفائلين وبالتالي نكون مستعدين لكل الإحتمالات في أجواء من العزيمة والإصرار على هزيمة هذا الفايروس وبإذن الله سيختفي كما ظهر.