الحكومة المصرية «تسرع» في إجراءات انتخاب البرلمان وتعد بدراسة تعديل قانون التظاهر

اللجنة العليا للانتخابات لـ («الشرق الأوسط») : ننتظر تقسيم الدوائر لتحديد الجدول الزمني

الحكومة المصرية «تسرع» في إجراءات انتخاب البرلمان وتعد بدراسة تعديل قانون التظاهر
TT

الحكومة المصرية «تسرع» في إجراءات انتخاب البرلمان وتعد بدراسة تعديل قانون التظاهر

الحكومة المصرية «تسرع» في إجراءات انتخاب البرلمان وتعد بدراسة تعديل قانون التظاهر

واصل إبراهيم محلب رئيس الحكومة المصرية مشاوراته أمس مع عدد من القوى والأحزاب السياسية، من أجل التعرف على مطالبهم قبيل الانتخابات البرلمانية، المزمع إجراؤها مطلع العام المقبل. وقال المتحدث باسم الحكومة السفير حسام قاويش لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «محلب التقى قيادات تحالف العدالة الاجتماعية في ثالث لقاءاته التشاورية، وأكد أن الحكومة تعمل على الإسراع في إجراء انتخابات مجلس النواب، كما وعدهم (محلب) بالنظر في جميع مطالبهم ودراسة تحقيقها، وأبرزها تعديل قانون (التظاهر)، الذي يواجه بانتقادات كثيرة».
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أعلن أول من أمس، إجراء الانتخابات خلال الربع الأول من العام المقبل، كثالث مراحل «خارطة المستقبل» التي وضعها الجيش بمشاركة القوى السياسية، عقب عزل الرئيس محمد مرسي، مطلع يوليو (تموز) 2013، وذلك بعد الدستور والانتخابات الرئاسية.
وقال المستشار مدحت إدريس، المتحدث الرسمي باسم اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية في مصر لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «اللجنة حاليا تنظر أمرين مهمين من أجل دعوة الناخبين للاقتراع وتحديد الجدول الزمني للانتخابات، التي ستجري على عدة مراحل، وهما: صدور قانون تقسيم الدوائر الانتخابية، والذي تنظره الحكومة حاليا، وعلى أساسه سيجري توزيع مقاعد البرلمان، إضافة إلى الانتهاء من الإجراءات الخاصة بالانتخابات، وهي أمور فنية ولوجيستية تتعلق بتجهيز صناديق الاقتراع والفرز والأوراق والطباعة والحبر، وكلها أمور قاربت على الانتهاء تماما».
وكانت اللجنة قد أصدرت الشهر الماضي قرارا بتشكيل لجان الانتخابات بكل محافظة على مستوى الجمهورية، يترأسها رئيس المحكمة الابتدائية، تتولى قبول طلبات الترشح لعضوية مجلس النواب في الدوائر المخصصة للانتخابات بالنظام الفردي ومن ممثل القائمة الانتخابية على النماذج المعدة لذلك.
وشكل السيسي منتصف يوليو الماضي اللجنة العليا للانتخابات إيذانا ببدء الإجراءات الخاصة بها وفقا للدستور. وذكرت مصادر إعلامية أن الحكومة تعتزم إصدار قانون «تقسيم الدوائر الانتخابية، خلال الساعات المقبلة». لكن المتحدث باسم مجلس الوزراء أكد أنه لم يتم تحديد موعد بعد.
وتجري الانتخابات وفقا للنظام المختلط (بين الفردي والقائمة المطلقة). حيث شكلت عدة أحزاب مصرية تحالفات لخوض تلك الانتخابات على قوائم موحدة، منها ائتلاف الجبهة المصرية، وتحالف العدالة الاجتماعية، وتحالف الوفد المصري، والتحالف المدني الديمقراطي، وتحالف «25 – 30».
وعقد رئيس الوزراء اجتماعا أمس مع تحالف العدالة الاجتماعية لمناقشة الاستعدادات لإجراء الانتخابات البرلمانية، وطرح الرؤى والأفكار حول عدد من المشروعات القومية والخدمية المختلفة. ويتشكل التحالف من شخصيات سياسية حزبية ومستقلة، منها جمال زهران، وكريمة الحفناوي، والفنانة تيسير فهمي.
وعبر محلب عن سعادته بلقاء الأحزاب السياسية المختلفة، مشيرا إلى أن هذه المرحلة مهمة جدا، وعلى كل القوى السياسية أن تتجه نحو هدف وبوصلة واحدة «الله ثم الوطن»، معربا عن ترحيبه بأي فكر أو نقد أو توجيه، قائلا «على الجميع مراقبة أداء الحكومة، وإبداء الرأي، والحكومة تستمع وترحب بجميع الأفكار والآراء».
وأضاف وفقا لبيان صدر أمس أن «أي دولة دون معارضة لن تكون دولة، خصوصا إذا كانت تريد بناء نظام ديمقراطي حقيقي، في دولة مدنية حديثة»، مشددا على أن «البلد يتسع لنا جميعا خاصة بعد قيام ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، التي تم السطو عليها، ثم عاد الشعب ليسترد ثورته مرة أخرى، في 30 يونيو (حزيران)، وبالتالي نحن الآن في أشد الاحتياج للحمة الوطنية، لأننا جميعا في حرب، ونحتاج إلى الاتحاد».
وتابع محلب «لأننا جادون في أن يكون هناك نظام ديمقراطي، نعمل على الإسراع في إجراء الانتخابات البرلمانية، والشعب قادر على الفرز، وهدفنا أن نصل بالوطن إلى مرحلة الاستقرار، ونسلم الراية للبرلمان، وسنكون فخورين بذلك، وسنحكي لأحفادنا أننا استطعنا أن نمر من هذه الفترة الانتقالية بنجاح».



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.