بطولة أمم أفريقيا في مهب الريح.. و«الكاف» يصر على إقامتها في موعدها

استبعاد منتخب المغرب من المشاركة في النهائيات.. وعقوبات قاسية تنتظره

عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي  -   منتخب نيجيريا الفائز باللقب الأفريقي الأخير (أ.ب)
عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي - منتخب نيجيريا الفائز باللقب الأفريقي الأخير (أ.ب)
TT

بطولة أمم أفريقيا في مهب الريح.. و«الكاف» يصر على إقامتها في موعدها

عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي  -   منتخب نيجيريا الفائز باللقب الأفريقي الأخير (أ.ب)
عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي - منتخب نيجيريا الفائز باللقب الأفريقي الأخير (أ.ب)

أكد الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) عقب اجتماع مكتبه التنفيذي أمس في القاهرة أن بطولة كأس الأمم الأفريقية 2015 لن تقام في المغرب، كما تم حرمان منتخبه من المشاركة في البطولة التي ما زال البحث جاريا عن مستضيف لها.
وكان من المقرر أن يستضيف المغرب البطولة الأفريقية مطلع العام المقبل ولكنه طالب بتأجيل موعد البطولة خوفا من تفشي عدوى فيروس الإيبولا.
وأصر الكاف على إقامة البطولة في الموعد المحدد لها سلفا، خلال الفترة من 17 يناير (كانون الثاني) إلى الثامن من فبراير (شباط).
وأصدر الكاف بيانا قال فيه: «بعد الإصرار بشكل حازم وجماعي على إقامة البطولة في التواريخ المحددة سلفا، قررت اللجنة التنفيذية عدم إقامة بطولة كأس أمم أفريقيا 2015 في المغرب».
وأوضح الكاف أن المغرب بات غير مؤهل للمشاركة في البطولة المقبلة، مشيرا إلى أن آخر جولتين من التصفيات المؤهلة للبطولة الأفريقية ستقامان في موعدهما المحدد.
وذكر مصدر في اللجنة الإعلامية لـ«الشرق الأوسط» أن الكاف سيعلن عن الدولة المستضيفة للبطولة المقبلة في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، عقب انتهاء الجولة الأخيرة من التصفيات الأفريقية. وأشار إلى أن إصرار الاتحاد الأفريقي على إقامة البطولة في موعدها يرجع إلى ارتباطات قانونية مع شركات رعاية ونقل تلفزيوني، وأن أي تغيير في الروزنامة سيتسبب في صدام مع الاتحادات الأوروبية التي يلعب لأنديتها الكثير من المحترفين الأفارقة.
وأشار المصدر إلى أن الاتحاد الأفريقي سيتخذ خطوات قانونية ضد المغرب لتعويضه عن الخسائر المالية التي ستقع عليه جراء الانسحاب من الاستضافة، ووفقا للتعاقد مع الاتحاد المغربي لكرة القدم الذي تم توقيعه في أبريل (نيسان) الماضي. كما تردد أن هناك عقوبات قاسية قد تصل إلى حرمان جميع المنتخبات والفرق المغربية من المشاركة في أي بطولة قارية لمدة 4 أعوام متتالية.
وأوضح المصدر أن الكاف لم يقتنع بالمبررات التي ساقها المغرب للانسحاب من استضافة البطولة بسبب وباء الإيبولا، وشدد على أن منظمة الصحة العالمية لم توصِ بإلغاء أحداث دولية أو أي تجمعات كبرى في أي دولة بخلاف الدول التي تأثرت بالفعل بالوباء.
وأوضح الكاف أنه لم تسجل أي حالات إصابة بالإيبولا في المغرب، وأن إسبانيا التي سجلت حالة إصابة بوباء الإيبولا ستشارك في كأس العالم للأندية في المغرب الشهر المقبل عن طريق ريال مدريد، كما أن المغرب استضاف مباريات لمنتخب غينيا رغم تفشي وباء الإيبولا في هذا البلد بالتحديد.
يشار إلى أن غينيا هي الدولة الوحيدة التي تعاني من تفشي وباء الإيبولا، ولديها فرصة حقيقية في الصعود إلى كأس الأمم الأفريقية. ويؤمن المغرب أن آلاف المشجعين الذين سيأتون من دول غرب أفريقيا يمثلون خطرا، وأراد تأجيل النهائيات لـ6 أشهر على الأقل مع تكثيف الحملة ضد الإيبولا، لكن الاتحاد الأفريقي رفض أي تأجيل للمواعيد المحددة وأوضح أنه تلقى بالفعل عدة عروض من اتحادات وطنية تؤكد رغبتها في استضافة نهائيات 2015 في المواعيد المحددة من قبل. ولم يكشف الاتحاد الأفريقي عن اسم أي دولة منهم، ولم تبدِ أي دولة رغبة علنية باستضافة كأس الأمم بدلا من المغرب. وسبق أن خاطب الاتحاد الأفريقي 8 اتحادات وطنية طلبت استضافة نسخة 2017 بعد سحبها من ليبيا لأسباب أمنية إضافة إلى جنوب أفريقيا، لمعرفة موقفها من استضافة نسخة 2015 بدلا من المغرب، والدول هي مصر والسودان والجزائر وجنوب أفريقيا والغابون وغانا وكينيا وزيمبابوي، وأعلنت الدول الأربع الأولى رفضها الاستضافة.
وقال الاتحاد الأفريقي إنه سيدرس الآن العروض وسيختار الدولة المنظمة الجديدة «قريبا»، لكنه لم يحدد موعدا لذلك، إلا أن مصادر بالكاف أكدت أن القرار الحاسم سيعلن قبل قرعة النهائيات التي ستسحب في القاهرة بعدما كان من المقرر إقامتها في الرباط يوم 26 نوفمبر الحالي. ورغم الغموض الذي يحيط بمستقبل النسخة المقبلة ستقام آخر جولتين من التصفيات الأفريقية كما هو مقرر خلال الأيام الـ10 القادمة. وتأهلت الجزائر وساحل العاج بالفعل للنهائيات قبل آخر جولتين من التصفيات.
وتواجه قوى كروية كبيرة على المستوى الأفريقي خطر الغياب عن البطولة بسبب تراجعها في التصفيات مثل نيجيريا حاملة اللقب وساحل العاج وزامبيا بطلة 2012 ومصر صاحبة الرقم القياسي في الفوز باللقب.
وأعادت نيجيريا مدربها ستيفن كيشي إلى قيادة الفريق في حين استعانت ساحل العاج ببعض اللاعبين الكبار مثل ديدييه زوكورا رغم اعتزاله اللعب الدولي في وقت سابق بينما تستعد مصر لمواجهة السنغال في القاهرة ثم تونس على أرض الأخيرة. وأجرت زامبيا تعديلات كبيرة على التشكيلة الفائزة باللقب القاري في 2012.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».