المشهد: وتوقّف غرام الصالات‬

> فرض الوباء المستشري «كورونا» تغيير نمط حياة اجتماعية لا يعلم أحد من البشر مدى تأثيرها، لا إذا استمر الوباء أكثر من الأشهر القليلة المقبلة، ولا إذا توقف وانتهى قريباً.
> ها نحن، معشر النقاد، بتنا نشاهد الأفلام في البيت بعدما كنا نفعل ذلك عند الضرورة. في السنوات القليلة الماضية بات معتاداً لنا قبول «لينكات» من مخرجين ومنتجين يودّون منا مشاهدة أفلامهم على شاشة المنزل لأسباب متعددة. وأصبح معتاداً لنا الاشتراك بالشركات التي تورّد الأفلام الجديدة والقديمة مباشرة إلى المنازل لقاء اشتراك.
> لكن معظمنا (في الغرب على الأقل) حافظ على بهجة الذهاب إلى الصالات السينمائية كونها المكان الأصلح تقنياً وفنياً لمشاهدة الأفلام.
> كان هذا الناقد يقود سيارته بسعادة غامرة ليجتاز المسافة بين طرفي مدينة لوس أنغليس منتقلاً من فيلم تعرضه صالة في غربها إلى صالة في شرقها. الراديو على موسيقى جاز أو أغاني بلوز والابتسامة تعلو الوجه والعين تتلقف كل ما تمر به.
> الآن، توقف غرام الصالات وأصبحت كل أفلامنا رهن ما إذا كانت متوفرة على الكومبيوتر أم لا. الشعور الأول بعد شهر من هذا الوضع هو فقدان الصلة بالحياة التي تعودنا عليها منذ عقود. هذا وحده كاف لمسحة حزن تشبه تلك التي تنتاب المرء عندما يفقد عزيزاً لديه.
> لو عاد المرء بالذاكرة لما هو أبعد من السنوات العشر الأخيرة لمرت حياته مثل فيلم طويل. أو كسيناريو رائع بنهاية غير مناسبة.