بدء الحظر الجزئي في دمشق وإصابة 3 سوريين كانوا في طهران

أعلنت دمشق تسجيل ثلاث حالات جديدة مصابة بـ«كورونا» لسوريين كانوا في إيران، في وقت بدأ مساء أمس تطبيق الحظر الجزئي على التجول لكبح انتشار الفيروس.
وذكرت وزارة الصحة السورية في موقعها الإلكتروني: «تم تسجيل ثلاث حالات إيجابية جديدة في سوريا مصابة بفيروس (كورونا)، والحالات الثلاث المصابة، هي من المجموعة التي كان قد تم وضعها في الحجر الصحي في منطقة الدوير، جنوب شرقي دمشق، الأسبوع الماضي».
وكانت دمشق وضعت أكثر من مائة شخص في الحجر، قرب دمشق، بعد وصولهم من طهران.
وانضمت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» إلى دعوة المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن لـ«وقف نار شامل» في سوريا لمواجهة فيروس كورونا في البلاد، وطالبت دمشق بالسماح لوفود «اللجنة الدولية» بزيارة تسعة معتقلات سورية.
وأعلنت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن هناك حاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء سوريا حتى تنجح «الجهود الشاملة» في القضاء على الفيروس ومنعه من النيل من السكان المحاصرين. وأضافتا، أن السجناء وملايين النازحين، ولا سيما أولئك في إدلب التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غربي البلاد، مهددون بشكل خاص بعد حرب امتدت لتسع سنوات.
وقال بيدرسن، أول من أمس، إن السوريين «معرّضون بشدة للإصابة بالفيروس»، ودعا إلى «الإفراج على نطاق واسع عن المحتجزين والأسرى» لأسباب إنسانية. كما دعا فابريزيو كاربوني، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط في «اللجنة الدولية للصليب الأحمر»، إلى وقف إطلاق النار.
وقال لـ«رويترز»، «لأنه إلى حد ما لا يمكننا خوض معركتين في الوقت نفسه، لا يمكننا تكريس الوقت والجهد لما تتطلبه الاستجابة للوباء وفي الوقت نفسه تلبية الاحتياجات الطارئة للنازحين في الآونة الأخيرة أو المعوزين». وكشف كاربوني عن أن «اللجنة الدولية» التي تتخذ من سويسرا مقراً لها طلبت من السلطات السورية السماح لها بالمساعدة في إجراءات الوقاية من العدوى وتوفير مستلزمات النظافة في تسعة سجون مركزية. وقال «نأمل الآن أن ترد السلطات بالموافقة قريباً جداً على اقتراحنا. نعتقد أن الأشخاص المحتجزين والنازحين هم أكثر عرضة للخطر من عامة السكان».
واللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تنفذ في سوريا أكبر عملياتها الإنسانية على مستوى العالم، هي الوكالة الوحيدة المسموح لها بدخول مراكز الاحتجاز. ويقدر بعض الخبراء أن عدد المحتجزين بلغ 130 ألفاً.
كان بيدرسن قال «دُمرت مرافق الرعاية الصحية أو تدهورت. هناك نقص في المعدات الطبية الرئيسية والمهنيين في مجال الصحة»، في حين أفاد كاربوني، بأن مسؤولي الصحة السوريين يقولون إن عدد حالات الإصابة في سوريا، محدود للغاية. لكنه أضاف، أن من الضروري اتخاذ إجراءات سريعة لوقف انتشار المرض، بما في ذلك توفير المياه النظيفة. وقال «حتى لو كانت هناك خمس أو عشر حالات، فإن عملنا سيظل التركيز على التأكد من وصول المياه إلى الناس؛ لأنه من دون ماء لا يمكنك غسل يديك».
وأضاف، أنه في الحسكة، أكبر مدينة في شمال شرقي سوريا، توقفت محطة ضخ لتزويد 800 ألف شخص بالمياه منذ ثلاثة أيام وتحتاج إلى إصلاح. وقال إن التركيز في جميع أنحاء سوريا يجب أن ينصبّ على الوقاية. وأضاف «لأنه عندما تكون لديهم حالات ويخرج الأمر عن السيطرة سيكون من الصعب للغاية معالجتها كما نرى في الكثير من الدول الغربية التي لديها أنظمة صحية أكثر تطوراً».