واشنطن تحض «نظام الأسد» على «حماية آلاف السجناء»

TT

واشنطن تحض «نظام الأسد» على «حماية آلاف السجناء»

حثت واشنطن نظام الرئيس بشار الأسد أمس على ضرورة اتخاذ «خطوات ملموسة» لحماية آلاف السجناء في المعتقلات السورية بما في ذلك بعض الأميركيين، في ضوء تهديدات فيروس «كورونا».
وأفادت الخارجية الأميركية في بيان أمس بأنه «في ضوء التهديدات التي يشكلها فيروس «كوفيد - 19»، كررت الولايات المتحدة دعواتها لنظام (الرئيس بشار) الأسد لاتخاذ خطوات ملموسة لحماية آلاف المدنيين، بينهم مواطنون أميركيون، المحتجزين على نحو تعسفي في ظل ظروف شديدة الازدحام وغير إنسانية داخل معسكرات الاحتجاز التابعة للنظام، حيث تعتبر هذه الظروف مهيئة للتفشي السريع للفيروس، الأمر الذي سيخلف تداعيات كارثية على المحتجزين الذين يعانون من أوضاع صحية رديئة بعد شهور، بل وربما سنوات من التعذيب وسوء التغذية ونقص الرعاية الصحية. ونطالب بالإفراج الفوري عن جميع المدنيين المحتجزين تعسفياً بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن». وتابع: «علاوة على ذلك، يجب على النظام منح كيانات محايدة ومستقلة، منها منظمات رعاية طبية وصحية، إمكانية الدخول إلى أماكن الاحتجاز التابعة للنظام».
وأضافت الخارجية الأميركية أنه «إذا استمر نظام الأسد في حملته الحالية ضد الشعب السوري، فإن هذا يحمل مخاطرة تفاقم تفشي فيروس (كوفيد - 19) لمستويات قياسية، الأمر الذي يعرض حياة السوريين للخطر في مختلف أرجاء البلاد».
وشددت على وجوب «وقف النظام جميع أعمال القتال والسماح بتدفق حر للمساعدات الإنسانية إلى معسكرات النازحين داخلياً في سوريا، بجانب إطلاق سراح عشرات الآلاف من المدنيين المحتجزين على نحو تعسفي داخل مراكز الاحتجاز التابعة للنظام من أجل التخفيف من التفشي الكارثي للفيروس. وينبغي للنظام اتخاذ إجراءات فورية لحماية الشعب السوري، والمواطنين الأميركيين في سوريا، من التأثيرات المدمرة لهذا الوباء».
إلى ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي عن دعمه الكامل لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لوقف فوري لإطلاق النار في العالم. وقال جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، إن هذه الدعوة أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى لأنه فقط بالعمل المشترك والسلام يمكن التغلب على فيروس كورونا وهذه هي المعركة الحقيقية التي نحتاج لأن نواجهها اليوم من خلال الوحدة والتضامن فهما أهم الأسلحة التي يجب أن نتسلح بها في الوقت الحالي. بحسب ما كتب المسؤول الأوروبي في تغريدة له على «تويتر» يوم الأربعاء.
وذكر المتحدث باسم لسياسة الخارجية بيتر ستانو أن بوريل أجرى اتصالاً هاتفياً بالمبعوث الأممي غير يبدرسن، والذي سبق أن أطلق نداء في الاتجاه نفسه. وأضاف أنهما ركزا على الوضع في منطقة إدلب شمال غربي سوريا، حيث يعيش الناس وضعاً إنسانياً هشاً ما يعزز المخاوف من مخاطر انتشار وباء «كورونا».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».