عندما تنام الرياض باكراً مثل قرية صغيرة

لم تتعود الرياض أن تنام مبكراً، قرية صغيرة... فالمدينة التي تعودت أن ترتدي فستان فرح من نور، وترقص في مواسمها الفاتنة، وترسل ألعابها النارية، وتفتح دور السينما، ويرى الناس بعضهم في الأماكن العامة، في «البوليفارد»، «رياض بارك»... عاد سكانها وبإرادتهم إلى منازلهم، وسجنوا أنفسهم فيها، متسلحين بالمنظفات والمطهرات والمعقمات.
كنت أفكر كيف أصبحت الرياض خضراء تماماً في «غوغل مابس». لم تعد ألوان الأحمر والبرتقالي ظاهرة في شبكة عاصمة ضخمة. ملايين السيارات اختبأت في كراجاتها، فلم يعد الطريق من بيتي أقصى شمالها إلى الوزارة بحي الوزارات يحتاج إلى ساعة، وإنما 20 دقيقة كافية لقطع 30 كيلومتراً. ما الذي يحدث في مدينة البهجة والمتعة؟ كيف أصبحت موحشة، ناسها يخرجون من منازلهم حذرين كلصوص؟ كماماتهم أقنعة تخفي ملامحهم الطيبة، وقفازاتهم تنذر بجريمة محتملة.
يدي التي أكتب بها، صارت عدوي. أصابعي عشر رصاصات مصوبة إلى أنفاسي. كل شيء ألمسه وأحمله هو لغم مؤقت. آلة الصرافة والأصابع الغريبة التي همزتها قبلي. عربة السوبر ماركت. البضاعة على الرفوف. أكياس «النايلون». قالوا إن المشكلة في المرحلة التالية، حين ترفع يدك الملوثة بالفيروس إلى وجهك. يا إلهي، كيف أضبط هذه العلاقة اللعينة بين يدي ووجهي؟
...المزيد