الادعاء الجزائري يلتمس السجن عامين لناشط بارز في الحراك

ينظر القضاء الجزائري حالياً في اتهامات موجهة لناشط بارز في الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد (أ.ف.ب)
ينظر القضاء الجزائري حالياً في اتهامات موجهة لناشط بارز في الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد (أ.ف.ب)
TT

الادعاء الجزائري يلتمس السجن عامين لناشط بارز في الحراك

ينظر القضاء الجزائري حالياً في اتهامات موجهة لناشط بارز في الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد (أ.ف.ب)
ينظر القضاء الجزائري حالياً في اتهامات موجهة لناشط بارز في الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد (أ.ف.ب)

يتعرف الناشط السياسي الجزائري المسجون عبد الوهاب فرساوي يوم 6 أبريل (نيسان) المقبل على قرار القضاء بحقه بعدما عالجت محكمة الجنح بالعاصمة قضيته، أمس، ووضعتها في المداولة. أما الناشط الطالب الجامعي زهير خدام فقد أدانته المحكمة بالسجن ستة أشهر مع وقف التنفيذ، وبذلك عاد إلى أهله أمس بعد 10 أيام قضاها في السجن الاحتياطي.
ووجد عدد من المحامين أمس بمحكمة الجنح بالعاصمة، للمرافعة عن فرساوي، متجاوزين حالة الخوف التي تنتاب البلاد من وباء «كورونا» المستجد. كما لوحظ حضور قياديين من حزب «العمّال» اليساري على سبيل التضامن مع السجين، وهو رئيس التنظيم الشبابي «تجمع ـ عمل ـ شباب»، الذي سُجن عدد من أبرز مناضليه لانخراطهم القوي في الحراك الشعبي الذي تشهده الجزائر منذ العام.
والتمس ممثل النيابة السجن عامين مع التنفيذ بحق الناشط المتهم بـ«المس بالوحدة الوطنية» و«التحريض على التجمهر غير المرخص»، وهي تهم وجهت لعشرات من المتظاهرين جرى اعتقالهم أثناء الحراك الشعبي أو في طريق عودتهم إلى بيوتهم. ويوجد فرساوي في السجن منذ 4 أشهر، وقال محاموه، أثناء المرافعات، إن اعتقاله تم في الشارع وهو ما يتعارض، في رأيهم، مع قانون الإجراءات الجزائية الذي يلزم أجهزة الأمن إرسال استدعاء لأي شخص محل متابعة، للحضور بنفسه إلى مركز الأمن. وتعاطت مرافعات محامي الدفاع مع ما اعتبروه «هلامية التهم» الموجهة للمتظاهرين.
وقال المحامي والحقوقي البارز، مصطفى بوشاشي، إن التهم الموجهة للمتظاهرين «تصلح لكل الشعب الجزائري في هذه الحالة، لأنه خرج قبل عام للمطالبة بتغيير النظام، فلتسجن قوات الأمن الملايين إذن!». وندد بوشاشي بما وصفه بـ«أعمال خطف المواطنين من الشارع بسبب انخراطهم في الحراك، وبسبب التعبير عن مواقف سياسية لا ترضي النظام». وأضاف «الجزائريون غير مقتنعين بالانتخابات التي جرت نهاية العام الماضي (أفرزت فوز عبد المجيد تبون بالرئاسة)، ومن حقهم التعبير عن ذلك بالتظاهر سلمياً في الشارع، وهو مكفول دستورياً، فلماذا تعتقلهم قوات الأمن؟».
أما ممثل النيابة فقال، مبرراً اتهام فرساوي، إن «عناصر مشبوهة تابعة لجهات أجنبية، اخترقت الحراك وتسعى إلى حرفه عن أهدافه السلمية التي قام من أجلها في 22 فبراير (شباط) 2019، وذلك لتخريب البلاد»، وهو نفس الخطاب السياسي الذي تردده السلطة منذ أشهر.
واستمع القاضي رئيس جلسة المحاكمة لمرافعات الطرفين، وأعلن عن النطق بالحكم بعد 10 أيام، ما أثار حفيظة رئيس نفس التنظيم الشبابي سابقاً حكيم عداد الذي حضر المحاكمة، والذي قال إن القاضي «كان ينبغي أن يراعي الظروف الاستثنائية (تفشي وباء كورونا) بأن يأمر بإعادة فرساوي إلى أهله فوراً». يشار إلى أن حكيم عداد يوجد في حال إفراج مؤقت، بعد سجن دام 4 أشهر، وينتظر هو أيضاً المحاكمة. وكانت وزارة العدل قد أكدت أخيراً تعليق الإجراءات القضائية السالبة للحرية، بسبب الوضع الذي تشهده البلاد، لكن العكس حدث في بعض المحاكمات.
وفي نفس السياق، أدانت محكمة أخرى بالعاصمة الناشط زهير خدام بالسجن 6 أشهر مع وقف التنفيذ بناء على تهمة «المس بوحدة ومصالح الوطن»، وهي تهمة مرتبطة بمنشورات على حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي تنتقد السلطة وتعاملها مع الحراك. واعتقل خدام في 13 من مارس (آذار) الجاري، عندما كان عائداً إلى بيته بعد مشاركته في مظاهرات، وأودعه قاضي التحقيق الحبس المؤقت.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.