اتخذت حكومة الحوثيين الانقلابية وغير المعترف بها دوليا 20 إجراءً احترازيا زعمت الجماعة بأنها تكافح بها الوباء العالمي «كوفيد - 19». واندس بين تلك الإجراءات الإغلاق اليتيم الذي أخذت الجماعة على عاتقها محاربته منذ السابق، وهو صالونات التجميل النسائية، أو ما ورد في الإجراء رقم 11 وفقا لما ورد في وكالة الأنباء سبأ بالنسخة الحوثية المسروقة: «إغلاق محلات الكوافير وتجميل السيدات حتى إشعار آخر».
يتذكر اليمنيون من هذا الإجراء ما ورد على لسان قادة الانقلاب سابقا، من أن عباءات النساء سبب في تأخر النصر الإلهي.
وما يفسر هذا الإجراء الذي ورد بشكل علني، بدء الميليشيات في شن حملات واسعة في العاصمة اليمنية ومدن أخرى تستهدف إغلاق صالونات التجميل ومحلات خياطة الملابس النسائية، في سياق أعمال القمع المستمرة من قبل الجماعة ضد النساء.
وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن القيادي في الجماعة سلطان زابن المعين مديرا لمباحث الجماعة في صنعاء أمر العشرات من مسلحي الجماعة بتدشين الحملة القمعية الجديدة بعد أن حصل على فتاوى من معممي الميليشيات بـ«تحريم» نشاط هذه المحلات النسائية.
واستهدفت الحملة الحوثية - بحسب المصادر - العشرات من محلات تزيين النساء وتجهيز العرائس وصوالين التجميل إضافة إلى محلات الخياطة في شوارع وأحياء «جمال وهائل وحدة والشوكاني والأصبحي والحصبة».
ونقلت المصادر عن بعض مالكات محلات التجميل في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» قولهن «إن المسلحين الحوثيين داهموا محلاتهن بصحبة الأمن النسائي للجماعة «الزينبيات» وطلبوا منهن الإغلاق إلى جانب تهديدهن بالاعتقال».
وفيما يتهم الحقوقيون اليمنيون الجماعة الحوثية بأنها تسير على خطة التنظيمات الإرهابية مثل «داعش» و«القاعدة» يقول معممو الجماعة بأن نشاط المحلات الخاصة بالنساء من أهم الأسباب التي أخرت انتصار الجماعة ضد الشرعية حتى الآن.
وجاءت الحملات الحوثية القمعية التي كانت اشتدت وتيرتها منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي عقب سلسلة من خطب زعيم الجماعة التي دعا فيها أتباعه إلى حماية المجتمع اليمني مما وصفه بـ«الغزو الثقافي الغربي» وترسيخ «الهوية الإيمانية» في إشارة إلى معتقدات الجماعة القائمة على «الملازم الخمينية» المستوردة من إيران.
وأبلغت مالكة أحد محلات الخياطة النسائية في صنعاء «الشرق الأوسط» خلال اتصال بالهاتف بأن مسلحي الجماعة طلبوا منها المكوث في المنازل وإغلاق معمل الخياطة الذي زعموا أنها حولته إلى «وسيلة من وسائل إفساد الفتيات» من خلال شكل الملابس وهيئتها.
وكان مسلحون حوثيون شنوا حملة مماثلة أواخر العام الماضي في مختلف شوارع صنعاء، حيث قاموا وهم يرددون «الصرخة الخمينية» بإحراق العباءات النسائية التي يمكن شدها بحبل في الوسط، زاعمين أنها من «أسباب تأخير النصر».
وسبق أن شنت الجماعة المتشددة خلال الأعوام الماضية حملات عدة ضد المطاعم والمقاهي بحجة أنها تسمح بالاختلاط بين الجنسين، قبل أن تعود وتسمح بفتح بعضها مقابل إتاوات مالية فرضتها على ملاكها.
كما شنت الجماعة في أوقات سابقة حملات لطمس صور الدعاية لمنتجات الزينة النسائية إلى جانب القيام بمصادرة تماثيل عرض الملابس في المحلات والأسواق بذريعة أنها «تحض على الرذيلة وتدعو للفتنة».
وفرضت الجماعة منذ سيطرتها على صنعاء شروطا مشددة بخصوص هيئة الملابس التي يجوز ارتداؤها في الجامعات بالنسبة للطالبات والطلبة، كما أمرت بمنع أي حفلات تخرج مختلطة، ووجهت المدارس باعتماد الزي الشعبي أثناء إقامة الفعاليات.
وسبق أن رصدت المنظمات الحقوقية قيام عناصر الجماعة الحوثية بالاعتداء على العديد من الفتيات في جامعة صنعاء بسبب ملابسهن التي يزعمون أنها تتعارض مع «الهوية الإيمانية» التي تحدث عنها زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.
«مشاغل التجميل» النسائية في دائرة الغزوات الحوثية
بذريعة أنها «تؤخر النصر الإلهي» وتتعارض مع «الهوية الإيمانية»
«مشاغل التجميل» النسائية في دائرة الغزوات الحوثية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة