إدانة مسؤول جزائري بالسجن بعد تهجمه على رمز لـ«ثورة التحرير»

طابو يدعو أنصاره إلى تفادي استقباله عند مغادرته السجن

TT

إدانة مسؤول جزائري بالسجن بعد تهجمه على رمز لـ«ثورة التحرير»

دانت محكمة بشرق الجزائر أمس، مسؤولاً حكومياً بارزاً في المنطقة، بالسجن النافذ بسبب تهجمَه على رجل الثورة وأحد شهدائها البارزين، عبان رمضان. في غضون ذلك، طالب الناشط السياسي كريم طابو من أعضاء الحراك، تفادي التنقل إلى السجن حيث يوجد منذ 6 أشهر، لاستقباله أثناء خروجه الخميس المقبل، وذلك «حفاظاً على الصحة العامة»، بحسب رسالة منه تسلمها محاموه.
وحكمت محكمة الجنح بالمسيلة 6 أشهر سجنا مع التنفيذ، بحق مدير الثقافة بالولاية وكاتب السيناريو المعروف، رابح ظريف، الذي أودعه قاضي التحقيق بنفس المحكمة الحبس الاحتياطي في 14 يناير (كانون الثاني) الماضي على إثر شكوى من عائلة عبان رمضان ضده. وكان ظريف كتب منشورا حادا على حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي، اتهم فيه عبان رمضان، وهو أحد أبرز مهندسي حرب التحرير، بـ«خيانة رفاقه في السلاح» وبـ«العمالة لفرنسا الاستعمارية».
وكان المسؤول الحكومي حينها، بصدد الردَ على المخرج الشهير بشير درايس المتحمس لتاريخ عبان رمضان ومساره، وصراعه أيام الثورة ضد رموزها البارزين. وعرف عبان بقضية «أولوية الرجل السياسي على العسكري في رسم مسار الثورة». وكانت مواقفه سببا في اغتياله عام 1957 بالمغرب، حيث كان في مهمة في إطار الثورة، على أيدي رجال مخابراتها. وكانت النيابة التمست عامين سجنا نافذا ضد رابح ظريف، وغرامة رمزية بالدينار الجزائري.
ووجهت لظريف تهمة «عرض منشورات من شأنها الإضرار بالمصلحة الوطنية، والمساس بسلامة ووحدة الوطن». ويفترض أن تنقضي مدة حبسه في يونيو (حزيران) المقبل.
وكان الرئيس عبد المجيد تبَون أمر بعزل ظريف من منصبه، على إثر اتهاماته ضد عبان. وشكَل حبسه سببا لإطلاق ترتيبات لإصدار قانون يجرَم العنصرية وخطاب الكراهية. وأثار سجنه جدلا قانونيا وسياسيا، وقال مراقبون إن التعبير عن المواقف والتصريحات «لا ينبغي أن تقود صاحبها إلى السجن». كما لا يتضمن قانون العقوبات الجزائري أي أثر يتناول سجن شخص بسبب كلام صدر عنه، حتى لو كان بحق رموز بارزة في المجتمع.
إلى ذلك، ناشد كريم طابو رئيس حزب «الاتحاد الديمقراطي والاجتماعي» ـ قيد التأسيس ـ المسجون منذ 6 أشهر، الناشطين في الحراك وأنصاره، تفادي التنقل إليه يوم خروجه من السجن «حفاظا على سلامتهم». وقال طابو في رسالة أمس نقلها عنه محاموه: «كلي يقين أنَّ كثيرا منكم يرغبون في القدوم للترحيب بي، عند خروجي من السجن يوم الخميس المقبل. الآلاف منكم كانوا حاضرين أثناء محاكمتي، وصلني صوتكم رغم كل إجراءات العزلة المفروضة علي من قبل الأجهزة الأمنية».
وأضاف: «لقد فُرضت، كما تعلمون، إجراءات التباعد الاجتماعي الصارم للحد من انتشار وباء كورونا. لهذا السبب، أطلب منكم احترام هذه التعليمات وتجنب التنقل بمناسبة خروجي من السجن». واعتقل طابو في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على إثر تصريحات حادة ضد الجيش وقائده آنذاك الفريق أحمد قايد صالح، بسبب موقفه السلبي من الحراك الشعبي والاعتقالات التي طالت نشطاءه.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.