خاصية التحقق المزدوج تحمي حساباتك بشكل آمن

تردع المتسللين مؤمّنة حماية إضافية

خاصية التحقق المزدوج تحمي حساباتك بشكل آمن
TT

خاصية التحقق المزدوج تحمي حساباتك بشكل آمن

خاصية التحقق المزدوج تحمي حساباتك بشكل آمن

من المفترض أن توفر الشركات التي تتعامل معها عبر الإنترنت مستويات حماية عالية لبياناتك، ولكن عمليات الاختراق تحدث كل أسبوع، الأمر الذي يتطلب من المستخدم أخذ زمام الأمور على عاتقه لخفض احتمال الوقوع ضحية للاختراقات الأمنية. وقد سُرقت البيانات الحساسة لعشرات الملايين من المستخدمين في الولايات المتحدة لدى التسلل إلى بيانات كبرى الشركات التجارية، وشملت بيانات البطاقات الائتمانية التي قد يستخدمها المجرمون لسرقة هوية المستخدم أو القيام بنشاطات احتيالية قد تضع المستخدم في متاعب قضائية ومالية كبيرة.

* التحقيق المزدوج
ونسمع مطالب باستخدام كلمات سر أكثر تعقيدا مع حدوث كل اختراق أمني، إذ عثر تقرير من شركة «فيرايزون» في عام 2014 على أن أكثر من ثلثي عمليات الاختراق كانت بسبب كلمات السر الضعيفة أو المسروقة. ومن أفضل الطرق المتوافرة لحماية حسابات المستخدمين خاصية التحقق المزدوج (عملية التحقق من البيانات ذات مرحلتين) Two - factor Authentication.
وتتلخص عملية التأكد من هوية المستخدم في 3 عوامل أساسية، هي: مشاركة معلومة تعرفها أنت، وشيء موجود بحوزتك، وصفة خاصة بك. ويكفي توفير معلومة واحدة، على الأقل، من العوامل المذكورة للتأكد من هوية المستخدم، ولكن يفضل استخدام خطوات متعددة للتأكد من هوية المستخدم تتضمن على الأقل عاملين من العوامل المذكورة. وتكمن مشكلة العامل الأول (مشاركة معلومة تعرفها أنت)، مثل كلمات السر، هي أنه من الممكن سرقتها أو مشاركتها أو اختراقها. وعلى الرغم من أن عملية إدخال اسم المستخدم وكلمة السر قد تبدو كأنها عملية تحقق مزدوج، فإنها لا تزال ضمن فئة المعلومات التي تعرفها أنت. وتبنت «غوغل» و«أبل» و«مايكروسوفت» نوعا من أنواع التحقق المزدوج لحسابات مستخدميها، إذ سيحتاج المستخدم لإدخال رمز خاص يرسل إلى بريده الإلكتروني أو هاتفه الجوال لدى إضافة جهاز جديد أو تعديل بيانات حسابه. وحتى لو سرقت كلمة السر وحاول القرصان تعديل بيانات المستخدم، فإن احتمال سرقة القرصان لحساب البريد الإلكتروني للمستخدم أو هاتفه الجوال سيكون منخفضا أو شبه معدوم.

* حماية إضافية
وتحتوي بعض بطاقات الائتمان على شريحة أمن مدمجة من شأنها رفع مستويات الأمن الرقمي، إذ إن بعض القراصنة يستطيعون نسخ بيانات الشريط المغناطيسي الموجود في البطاقة الائتمانية من دون معرفة المستخدم، ولكنهم لن يستطيعوا نسخ الشريحة المدمجة، ومن ثم فإن استخدام البطاقة الائتمانية يتطلب وجود شيء بحوزة المستخدم، وهو البطاقة الأصلية، بالإضافة إلى الرقم السري الذي يعرفه المستخدم. ويضيف استخدام عملية التحقق المزدوج مستوى إضافيا من الحماية لحساباتك، تماما مثل إقفال السيارة واستخدام نظام إنذار إضافي. وسيبتعد القراصنة لدى معرفة أن الحساب الذي يقومون باختراقه يستخدم هذه الخاصية، وسيستهدفون حسابات أقل تعقيدا. وحتى لو تم اختراق موقع ما وسرقة بياناته، فإن استخدام القراصنة تلك البيانات لن يكون ممكنا، حتى لو سرقت كلمة السر الخاصة بحسابك. أضف إلى ذلك أن هذه العملية ستقوم بإشعار المستخدم في حال إجراء عمليات تعديل لبيانات حسابه (مثل تعديل كلمة السر أو عنوان البريد الإلكتروني في المتاجر الرقمية، مثلا)، إذ سيحصل المستخدم على رسالة نصية أو بريد إلكتروني تحتوي على رمز أو رابط للتفعيل، الأمر الذي يعني أن أحدا ما يحاول تعديل بيانات حساب المستخدم، ولكنه لن يستطيع إتمام العملية إلا بإدخال ذلك الرمز أو اتباع الرابط. ولكن، يجب على المستخدم في هذه الحالة تغيير كلمة سر حسابه، وذلك بسبب اختراقه ومعرفة القرصان للكلمة. ومن الخدمات التي تستخدم آلية التحقق المزدوج «أمازون» و«دروبوكس» و«إيباي» و«فيسبوك» و«تويتر» وغيرها.



هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟

هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟
TT

هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟

هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟

يوجه ديميس هاسابيس، أحد أكثر خبراء الذكاء الاصطناعي نفوذاً في العالم، تحذيراً لبقية صناعة التكنولوجيا: لا تتوقعوا أن تستمر برامج المحادثة الآلية في التحسن بنفس السرعة التي كانت عليها خلال السنوات القليلة الماضية، كما كتب كاد ميتز وتريب ميكل (*).

التهام بيانات الإنترنت

لقد اعتمد باحثو الذكاء الاصطناعي لبعض الوقت على مفهوم بسيط إلى حد ما لتحسين أنظمتهم: فكلما زادت البيانات التي جمعوها من الإنترنت، والتي ضخُّوها في نماذج لغوية كبيرة (التكنولوجيا التي تقف وراء برامج المحادثة الآلية) كان أداء هذه الأنظمة أفضل.

ولكن هاسابيس، الذي يشرف على «غوغل ديب مايند»، مختبر الذكاء الاصطناعي الرئيسي للشركة، يقول الآن إن هذه الطريقة بدأت تفقد زخمها ببساطة، لأن البيانات نفدت من أيدي شركات التكنولوجيا.

وقال هاسابيس، هذا الشهر، في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وهو يستعد لقبول «جائزة نوبل» عن عمله في مجال الذكاء الاصطناعي: «يشهد الجميع في الصناعة عائدات متناقصة».

استنفاد النصوص الرقمية المتاحة

هاسابيس ليس الخبير الوحيد في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يحذر من تباطؤ؛ إذ أظهرت المقابلات التي أُجريت مع 20 من المديرين التنفيذيين والباحثين اعتقاداً واسع النطاق بأن صناعة التكنولوجيا تواجه مشكلة كان يعتقد كثيرون أنها لا يمكن تصورها قبل بضع سنوات فقط؛ فقد استنفدت معظم النصوص الرقمية المتاحة على الإنترنت.

استثمارات رغم المخاوف

بدأت هذه المشكلة في الظهور، حتى مع استمرار ضخ مليارات الدولارات في تطوير الذكاء الاصطناعي. في الأسبوع الماضي، قالت شركة «داتابريكس (Databricks)»، وهي شركة بيانات الذكاء الاصطناعي، إنها تقترب من 10 مليارات دولار في التمويل، وهي أكبر جولة تمويل خاصة على الإطلاق لشركة ناشئة. وتشير أكبر الشركات في مجال التكنولوجيا إلى أنها لا تخطط لإبطاء إنفاقها على مراكز البيانات العملاقة التي تدير أنظمة الذكاء الاصطناعي.

لا يشعر الجميع في عالم الذكاء الاصطناعي بالقلق. يقول البعض، بمن في ذلك سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، إن التقدم سيستمر بنفس الوتيرة، وإن كان مع بعض التغييرات في التقنيات القديمة. كما أن داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة الذكاء الاصطناعي الناشئة، «أنثروبيك»، وجينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة «نيفيديا»، متفائلان أيضاً.

قوانين التوسع... هل تتوقف؟

تعود جذور المناقشة إلى عام 2020، عندما نشر جاريد كابلان، وهو فيزيائي نظري في جامعة جونز هوبكنز، ورقة بحثية تُظهِر أن نماذج اللغة الكبيرة أصبحت أكثر قوة وواقعية بشكل مطرد مع تحليل المزيد من البيانات.

أطلق الباحثون على نتائج كابلان «قوانين التوسع (Scaling Laws)»... فكما يتعلم الطلاب المزيد من خلال قراءة المزيد من الكتب، تحسنت أنظمة الذكاء الاصطناعي مع تناولها كميات كبيرة بشكل متزايد من النصوص الرقمية التي تم جمعها من الإنترنت، بما في ذلك المقالات الإخبارية وسجلات الدردشة وبرامج الكومبيوتر.

ونظراً لقوة هذه الظاهرة، سارعت شركات، مثل «OpenAI (أوبن إيه آي)» و«غوغل» و«ميتا» إلى الحصول على أكبر قدر ممكن من بيانات الإنترنت، وتجاهلت السياسات المؤسسية وحتى مناقشة ما إذا كان ينبغي لها التحايل على القانون، وفقاً لفحص أجرته صحيفة «نيويورك تايمز»، هذا العام.

كان هذا هو المعادل الحديث لـ«قانون مور»، وهو المبدأ الذي كثيراً ما يُستشهد به، والذي صاغه في ستينات القرن العشرين المؤسس المشارك لشركة «إنتل غوردون مور»؛ فقد أظهر مور أن عدد الترانزستورات على شريحة السيليكون يتضاعف كل عامين، أو نحو ذلك، ما يزيد بشكل مطرد من قوة أجهزة الكومبيوتر في العالم. وقد صمد «قانون مور» لمدة 40 عاماً. ولكن في النهاية، بدأ يتباطأ.

المشكلة هي أنه لا قوانين القياس ولا «قانون مور» هي قوانين الطبيعة الثابتة. إنها ببساطة ملاحظات ذكية. صمد أحدها لعقود من الزمن. وقد يكون للقوانين الأخرى عمر افتراضي أقصر بكثير؛ إذ لا تستطيع «غوغل» و«أنثروبيك» إلقاء المزيد من النصوص على أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بهما، لأنه لم يتبقَّ سوى القليل من النصوص لإلقائها.

«لقد كانت هناك عائدات غير عادية على مدى السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، مع بدء تطبيق قوانين التوسع»، كما قال هاسابيس. «لكننا لم نعد نحصل على نفس التقدم».

آلة تضاهي قوة العقل البشري

وقال هاسابيس إن التقنيات الحالية ستستمر في تحسين الذكاء الاصطناعي في بعض النواحي. لكنه قال إنه يعتقد أن هناك حاجة إلى أفكار جديدة تماماً للوصول إلى الهدف الذي تسعى إليه «غوغل» والعديد من الشركات الأخرى: آلة يمكنها أن تضاهي قوة الدماغ البشري.

أما إيليا سوتسكيفر، الذي كان له دور فعال في دفع الصناعة إلى التفكير الكبير، كباحث في كل من «غوغل» و«أوبن أيه آي»، قبل مغادرته إياها، لإنشاء شركة ناشئة جديدة، الربيع الماضي، طرح النقطة ذاتها خلال خطاب ألقاه هذا الشهر. قال: «لقد حققنا ذروة البيانات، ولن يكون هناك المزيد. علينا التعامل مع البيانات التي لدينا. لا يوجد سوى شبكة إنترنت واحدة».

بيانات مركبة اصطناعياً

يستكشف هاسابيس وآخرون نهجاً مختلفاً. إنهم يطورون طرقاً لنماذج اللغة الكبيرة للتعلُّم من تجربتهم وأخطائهم الخاصة. من خلال العمل على حل مشاكل رياضية مختلفة، على سبيل المثال، يمكن لنماذج اللغة أن تتعلم أي الطرق تؤدي إلى الإجابة الصحيحة، وأيها لا. في الأساس، تتدرب النماذج على البيانات التي تولِّدها بنفسها. يطلق الباحثون على هذا «البيانات الاصطناعية».

أصدرت «اوبن أيه آي» مؤخراً نظاماً جديداً يسمى «OpenAI o1» تم بناؤه بهذه الطريقة. لكن الطريقة تعمل فقط في مجالات مثل الرياضيات وبرمجة الحوسبة؛ حيث يوجد تمييز واضح بين الصواب والخطأ.

تباطؤ محتمل

على صعيد آخر، وخلال مكالمة مع المحللين، الشهر الماضي، سُئل هوانغ عن كيفية مساعدة شركته «نيفيديا» للعملاء في التغلب على تباطؤ محتمل، وما قد تكون العواقب على أعمالها. قال إن الأدلة أظهرت أنه لا يزال يتم تحقيق مكاسب، لكن الشركات كانت تختبر أيضاً عمليات وتقنيات جديدة على شرائح الذكاء الاصطناعي. وأضاف: «نتيجة لذلك، فإن الطلب على بنيتنا التحتية كبير حقاً». وعلى الرغم من ثقته في آفاق «نيفيديا»، فإن بعض أكبر عملاء الشركة يعترفون بأنهم يجب أن يستعدوا لاحتمال عدم تقدم الذكاء الاصطناعي بالسرعة المتوقَّعة.

وعن التباطؤ المحتمل قالت راشيل بيترسون، نائبة رئيس مراكز البيانات في شركة «ميتا»: «إنه سؤال رائع نظراً لكل الأموال التي يتم إنفاقها على هذا المشروع على نطاق واسع».

* خدمة «نيويورك تايمز»