منصة «هولوغرام» تحول صالة الجلوس إلى لعبة

توظف الجدران والأثاث للمشاركة في تجربة أكثر انغماسا وواقعية وتفاعلية

منصة «هولوغرام» تحول صالة الجلوس إلى لعبة
TT

منصة «هولوغرام» تحول صالة الجلوس إلى لعبة

منصة «هولوغرام» تحول صالة الجلوس إلى لعبة

سيسعد محبو مسلسل الخيال العلمي «ستار تريك» لدى معرفة أن «مايكروسوفت» قد طورت نموذجا تجريبيا لمنصة «هولوغرام» يحول صالات الجلوس إلى بيئة ألعاب افتراضية من خلال نظام أطلق عليه اسم «الغرفة الحية» RoomAlive عرضته في مؤتمر «برمجيات وتقنيات واجهة الاستخدام» بمدينة هونولولو في هاواي.

* صور مجسمة
ويستخدم النظام 6 كاميرات «كاينكت» Kinect تستشعر عمق العناصر في الغرفة ومتصلة بوحدات للبث الضوئي (اسم هذه المجموعة «بروكام» Procam) لوضع المستخدم داخل بيئة ألعاب تمتد عبر أرضية وجدران وأثاث الغرفة لتقديم تجربة أكثر انغماسا واقعية وتفاعلية. وعلى الرغم من أن هذا النموذج التجريبي ما يزال بعيدا عن المنتج التجاري، فإنه مؤشر على مستقبل الترفيه المنزلي.
وبنت الشركة النظام على تجاربها السابقة بدمج التلفزيون العادي مع وحدة بث ضوئي لنقل التجربة إلى جدار كامل، لتترك «مايكروسوفت» التلفزيون بعد ذلك. وستمسح الكاميرات المثبتة على السقف الغرفة لصنع صورة مجسمة ثلاثية الأبعاد لجميع العناصر الموجودة فيها، وتحديد ما الذي يمكن بثه على كل سطح، والتقاط تفاعل اللاعبين مع العناصر الافتراضية من حولهم. واستعرضت الشركة لعبة طريفة يجب فيها على اللاعبين ضرب مخلوقات تظهر في أماكن عشوائية في الغرفة باستخدام مسدس يعمل بالأشعة تحت الحمراء، بالإضافة إلى لعبة يجب فيها قتال رجال آليين باستخدام أداة التحكم الخاصة بجهاز «إكس بوكس»، ويستطيع النظام تتبع حركات الأشخاص في الغرفة وابتعادهم عن المخاطر المختلفة.
وعلى خلاف منصات «هولوغرام» الموجودة في مسلسلات وأفلام الخيال العلمي التي تعرض المجسمات في الهواء، فإن هذا النظام محدود بعرض المجسمات الافتراضية على الأسطح، الأمر الذي دفع بفريق «مايكروسوفت» إلى تطوير التقنية للسماح للاعبين بإطلاق كرات نارية بعضهم نحو بعض ورمي كرات التنس والإمساك بها والشعور بأن هذه العناصر الافتراضية تنتقل في الهواء، وذلك بفضل خدعة منظور الرؤية؛ حيث يبث النظام صورة الكرة على جسد اللاعب وعلى الجدار من خلفه ليظن اللاعب بأن الكرة تطير في الهواء. وتقوم وحدة بث أخرى بالأمر نفسه، ولكن للاعب الثاني، مع تعديل الصورة بشكل مستمر وفقا لحركات اللاعبين.
ويؤمن آنثوني ستيد من جامعة لندن الذي لم يشارك بتطوير النظام، بأن هذه التقنية قد تُستخدم لمشاركة الصور أو مشاهدة عروض الفيديو من جميع الزوايا مع الأصدقاء، قائلا في حديث نقلته مجلة «نيوساينتست»: «لست بحاجة لحمل أو ارتداء أي شيء، الأمر الذي يفتح آفاقا واسعة. الفكرة الرئيسة هي أنك تستطيع جلب أكثر من شخص في الصورة والتفاعل جميعا بعضكم مع بعض».



«تلغرام»... هل هو بوابة لـ«الإنترنت المظلم» في جيبك؟

شعار تطبيق «تلغرام» (رويترز)
شعار تطبيق «تلغرام» (رويترز)
TT

«تلغرام»... هل هو بوابة لـ«الإنترنت المظلم» في جيبك؟

شعار تطبيق «تلغرام» (رويترز)
شعار تطبيق «تلغرام» (رويترز)

قبل نحو 9 أشهر، وخلال بحث جو تيدي، مراسل شؤون الأمن الإلكتروني في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، عن قصة صحافية جديدة، وجد نفسه مُضافاً إلى قناة كبيرة على تطبيق «تلغرام» تركز على بيع المخدرات، ثم تمّت إضافته إلى قناة تختص بالقرصنة، ثم أخرى تبيع كل الممنوعات من بطاقات الائتمان المسروقة حتى الأسلحة.

وأدرك تيدي وقتها أن إعدادات «تلغرام» الخاصة به جعلت من الممكن للأشخاص إضافته إلى قنواتهم دون أن يفعل أي شيء، وأبقى الإعدادات كما هي لمعرفة ما سيحدث بعد ذلك، وفي غضون بضعة أشهر تمّت إضافته إلى 82 مجموعة مختلفة.

وبعد أن غيّر إعداداته لإيقاف ذلك، وجد أنه «في كل مرة يقوم فيها بتسجيل الدخول يتلقى آلاف الرسائل الجديدة من عشرات المجموعات غير القانونية النشطة للغاية» وفق قوله.

وأشعل اعتقال بافيل دوروف، مالك ومؤسس «تلغرام»، في فرنسا نقاشاً حول الإشراف على تطبيقه.

وتم توجيه الاتهام إلى دوروف بالتواطؤ «المشتبه به» في السماح للمعاملات غير المشروعة، والاتجار بالمخدرات والاحتيال ونشر صور الاعتداء الجنسي على الأطفال، بالانتشار على موقعه.

الإنترنت المظلم

وحسب تيدي، فلا شك أن الجريمة تحدث على شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى أيضاً، لكن «تلغرام» يسهّل الأمر بصورة تجعل المشكلة «أوسع نطاقاً» وتسبب قلقاً متزايداً للعاملين في إنفاذ القانون.

ويصف مقدم البرامج المتخصصة في الأمن السيبراني، باتريك غراي، تطبيق «تلغرام» منذ أشهر بأنه «الويب أو الإنترنت المُظلم في جيبك». ويعدّ «الويب المظلم» جزءاً من الإنترنت لا يمكن الوصول إليه إلا باستخدام برامج متخصصة، ويُستخدم في بيع السلع والخدمات غير القانونية.

وفي تعليقه على اعتقال دوروف، قال غراي إن «تلغرام كان ملاذاً للجريمة لفترة طويلة». وأضاف: «نحن نتحدث عن مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال، ونتحدث عن بيع المخدرات، ونتحدث عن مستويات من الجريمة لا تحدث إلا على الويب المظلم ولا يفعل التطبيق شيئاً حيالها».

ويحب المجرمون شبكة الويب المظلمة؛ لأنها تسمح لهم بعدم الكشف عن هوياتهم، وهو ما يسمح به «تلغرام». ويقول الباحثون في شركة الأمن السيبراني «Intel471»: «قبل ظهور (تلغرام)، كان النشاط الإجرامي يتم بشكل أساسي باستخدام خدمات الويب المظلمة. لكن بالنسبة لمجرمي الإنترنت من المستوى الأدنى والأقل مهارة، أصبح (تلغرام) إحدى أكثر الوجهات شعبية عبر الإنترنت».

مواد إساءة معاملة الأطفال

تقول هيئة الإذاعة البريطانية: «في حين يستجيب (تلغرام) لبعض طلبات إزالة هذه المواد التي تقدم من الشرطة أو الجمعيات الخيرية، فإن التطبيق لا يشارك في البرامج التي تهدف إلى منع انتشار صور ومقاطع إساءة معاملة الأطفال جنسياً بشكل استباقي، ولا يبذل جهداً كافياً لمراقبة مواد إساءة معاملة الأطفال جنسياً»، وهو أحد الادعاءات الرئيسية من قبل المدعين العامين الفرنسيين.

بدوره، أخبر التطبيق هيئة الإذاعة البريطانية أنه يبحث «بشكل استباقي عن الأنشطة غير القانونية، بما في ذلك إساءة معاملة الأطفال جنسياً». وقال إن إجراءات «غير معلنة» تم اتخاذها ضد 45 ألف مجموعة في أغسطس (آب) وحده.

عدم التعاون مع الشرطة

ويعد الإشراف على المحتوى جزءاً من المشكلة التي يواجهها «تلغرام»، لكن نهجهه في التعامل مع طلبات الشرطة بإزالة المحتوى غير القانوني أو «تمرير الأدلة» يعد مشكلة أخرى.

ويمكن لـ«تلغرام» قراءة كل المحتوى المتداول عليه، وتمريره إلى الشرطة إذا أراد ذلك، لكنه ينص في شروطه وأحكامه على ألا يفعل ذلك.

وأشارت السلطات الفرنسية، فيما يخص الاتهامات بشأن دوروف، إلى أن الشرطة في فرنسا وفي بلجيكا أيضاً «كانت تعاني تاريخياً» من «انعدام شبه كامل للاستجابة من (تلغرام) للطلبات القانونية».