فقدان حاسة الشم ينذر بالإصابة بـ«كورونا»

حارس بمطعم في شنغهاي بالصين ممسكاً جهاز الكشف عن الحرارة (أ.ف.ب)
حارس بمطعم في شنغهاي بالصين ممسكاً جهاز الكشف عن الحرارة (أ.ف.ب)
TT

فقدان حاسة الشم ينذر بالإصابة بـ«كورونا»

حارس بمطعم في شنغهاي بالصين ممسكاً جهاز الكشف عن الحرارة (أ.ف.ب)
حارس بمطعم في شنغهاي بالصين ممسكاً جهاز الكشف عن الحرارة (أ.ف.ب)

بات معلوماً أن مرض «كورونا» المستجد يسبب الحمى والسعال وضيق التنفس وصولاً إلى صعوبات في الجهاز التنفسي، غير أن خبراء يحذرون حالياً من عارض آخر متصل بفيروس «كورونا» يكمن في فقدان حاسة الشم.
وقال نائب وزير الصحة الفرنسي، جيروم سالومون، الجمعة، لدى عرضه التقرير اليومي بشأن الفيروس في فرنسا، إن أطباء الأنف والأذن والحنجرة لاحظوا في الأيام الأخيرة ازدياداً في حالات فقدان الشم، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ولفت سالومون إلى أن هذه الحالات تتمثل في «فقدان مفاجئ» للشم من دون انسداد في الأنف، حتى أنها تترافق أحياناً مع فقدان حاسة التذوق، وقد تحدث حالات فقدان الشم التي كشف عنها المصابون بصورة معزولة أو مع أعراض أخرى متصلة بالفيروس.
وأشار جيروم سالومون إلى أنه في حالات فقدان الشم «يجب الاتصال بالطبيب المعالج وتفادي التطبيب الذاتي من دون استشارة خبراء».
غير أن هذه الظاهرة لا تزال نادرة نسبياً وهي تسجل عموماً لدى المرضى اليافعين ممن يظهرون أشكالاً غير متقدمة من المرض، بحسب المسؤول في وزارة الصحة.
وكانت جمعية أطباء الأنف والأذن والحنجرة في فرنسا وجهت، الجمعة، نداء بشأن ازدياد هذه الحالات، جرت مشاركته من جانب أطباء عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد رئيس المجلس الوطني لأطباء الأنف والأذن والحنجرة، جان ميشال كلين وجود رابط بديهي في هذه الحالات، وقال: «ليس كل من ثبتت مخبرياً إصابتهم فقدوا الشم، لكن كل الحالات المعزولة لفاقدي الشم من دون أسباب موضعية أو التهابات هم من المصابين».
وبحسب الحالات الأولى التي أوردتها شبكة الأطباء المتخصصين في هذه الحالات، فإن معظم المرضى المعنيين بهذه الحالات هم من الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 23 و45 عاماً. كما أن الإصابات طاولت اختصاصيين صحيين كثيرين بينهم عدد كبير من أطباء الأنف والأذن والحنجرة.
وأوضح جان ميشال كلين أن «الأشخاص الذين يشعرون بانعدام حاسة الشم لديهم يجب أن يحجروا على أنفسهم كتدبير احترازي كما عليهم وضع قناع حتى على المستوى العائلي».
وخلافاً لما يحصل في حالات فقدان الشم التقليدية، يوصي الطبيب بعدم تنظيف الأنف لأن ذلك «قد ينقل الفيروس من الغشاء المخاطي للأنف إلى الرئتين».
وفي ضوء هذه الملاحظات الأولى، أخطر الأطباء المتخصصون في المجال مراجع الطب العام ووزارة الصحة بالأمر وهم سيدرسون هذه الظاهرة، ولفت جان ميشال كلين إلى أن دراسات ألمانية وأميركية خلصت إلى تسجيل الأعراض عينها.


مقالات ذات صلة

مراقبون ينتقدون مشروع معاهدة لمكافحة الجوائح

صحتك طاقم طبي يهتم بمريض مصاب بفيروس «كوفيد-19» في جاكرتا بإندونيسيا (رويترز - أرشيفية)

مراقبون ينتقدون مشروع معاهدة لمكافحة الجوائح

تحذر الانتقادات من أن التنقيحات التي أجريت على وثيقة تمكّن الدول من التعامل مع الجوائح، تغيب عنها الجهود الحثيثة لضمان الوصول إلى المنتجات الطبية اللازمة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
صحتك البروفيسور جورج غاو (رويترز)

عالم صيني بارز: لا ينبغي استبعاد فرضية تسرب فيروس كورونا من مختبر

قال البروفيسور جورج غاو، الرئيس السابق للمركز الصيني للسيطرة إنه لا ينبغي استبعاد فرضية تسرب فيروس كورونا من مختبر.

«الشرق الأوسط» (بكين)
أوروبا جندي ألماني ينظم طوابير الدخول في أحد مراكز اللقاح المؤقتة بمدينة كولونيا (رويترز)

ألمانيا: استمرار إلزام جنود الجيش بأخذ تطعيمات «كورونا»

ويتوجب على جنود الجيش الألماني أخذ تطعيمات ضد سلسلة من الأمراض منها على سبيل المثال الحصبة والالتهاب الكبدي والإنفلونزا وفقا للقاعدة المعروفة بالقبول الإلزامي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
صحتك متابعة عائلات الفيروسات مهمة مستمرة لتفادي المفاجآت

ما الأسس العلمية لتخوفات «الصحة العالمية» من وباء مقبل؟

لم يكد العالم يتنفس الصعداء بعد إلغاء «الصحة العالمية» في مايو الجاري حالة الطوارئ الخاصة بـ«كوفيد-19»، حتى أطلق المدير العام للمنظمة تصريح محذراً من وباء قادم.

حازم بدر (القاهرة)
صحتك المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (رويترز)

«الصحة العالمية» تدعو للاستعداد لوباء أكثر فتكاً من «كورونا»

حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس (الثلاثاء)، من أن الدول بحاجة إلى الاستعداد لمرض أكثر فتكاً من «كورونا».

«الشرق الأوسط» (جنيف)

هيئة التراث السعودية تكتشف سادس أقدم نقش عربي

تعد منطقة حمى الثقافية بنجران واحدة من أكبر مجمعات الفن الصخري في العالم (هيئة التراث)
تعد منطقة حمى الثقافية بنجران واحدة من أكبر مجمعات الفن الصخري في العالم (هيئة التراث)
TT

هيئة التراث السعودية تكتشف سادس أقدم نقش عربي

تعد منطقة حمى الثقافية بنجران واحدة من أكبر مجمعات الفن الصخري في العالم (هيئة التراث)
تعد منطقة حمى الثقافية بنجران واحدة من أكبر مجمعات الفن الصخري في العالم (هيئة التراث)

ضمن جهودها الحثيثة لتعقّب واكتشاف الآثار الوطنية في الجزيرة العربية، كشفت هيئة التراث السعودية سادس أقدم نقش عربي مبكر، في جبل الحقون بمنطقة حمى الثقافية في نجران، المسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو، بوصفها موقعاً ثقافياً ذا قيمة عالمية واستثنائية للتراث الإنسانية.

وفي سياق أعمال المسح التي تُجريها هيئة التراث، لتسليط الضوء على المزيد من الكنوز الثقافية التي تحتفظ بها مناطق السعودية الغنيّة بمواقع التراث المهمة على خارطة الحضارات الإنسانية، تم اكتشاف النقش التذكاري الذي سجّله كعب بن عمرو بن عبد مناة، وختَمه بتاريخ تنفيذه وفقاً للتقويم النبطي، وذلك باستخدام أسـلوب الرموز النبطية ذات القيم العددية.

وأوضحت الهيئة أن تاريخ هذا النقش يشير إلى أن صاحبه كان تاجراً مارّاً بهذا الطريق قاصداً موطنَه في شمال غرب الجزيرة العربية، مبينة أن قواعد التاريخ بينت أن سنة 380 بتقويم بصري تعادل سنة 485م، وذلك بعد إضافة 105 سنوات.

ويمثل هذا الاكتشاف إضافةً علمية قيمة لسجل الكتابات العربية المبكرة قبل الإسلام، وحلقة مهمة من حلقات تطوّر الكتابة العربية، وفصلاً تاريخياً جديداً يُضاف إلى متحف مفتوح من النقوش الأثرية الصخرية في منطقة نجران.

وجاء نص النقش "كعب بن عمرو بن عبد مناة كتب هذا الكتب سنة 380"، وأشارت هيئة التراث أنه ووفقاً لقواعد التاريخ، فإن سنة 380 بتقويم بصري تعادل سنة 485 للميلاد، وذلك بعد إضافة 105 وهو تاريخ سقوط مملكة الأنباط.

نجران: متحف مفتوح من النقوش الأثرية الصخرية

وتعد منطقة حمى الثقافية في نجران جنوب السعودية، واحدة من أكبر مجمعات الفن الصخري في العالم، نجحت السعودية في تسجيلها في قائمة التراث العالمي في يوليو (تموز) 2021، كسادس موقع سعودي في القائمة العالمية الرفيعة.

وتقع منطقة الفن الصخري الثقافي في حِمى على مساحة 557 كم مربعاً، وتضم 550 لوحة فن صخري تحوي مئات الآلاف من النقوش والرسوم الصخرية، التي ورثت تاريخاً من الحضارات والثقافات المتعاقبة على مرّ العصور، إذ كانت دائماً في قلب التاريخ الحيّ، ونقطة حيوية في طرق القوافل القديمة وطرق التجارة التي تعبر الأجزاء الجنوبية من شبه الجزيرة العربية، ويعتقد أنها كانت إحدى الأسواق الرئيسية في شبه الجزيرة العربية القديمة، وتمثل الآبار الموجودة في بئر حِمى آخر نقطة إمدادات الماء على طريق الشمال، والأولى بعد عبور الصحاري على طريق الجنوب.

ويضم موقع حِمى عشرات الآلاف من النقوش الصخرية المكتوبة بعدة نصوص قديمة، تضم نقوشاً بالقلم الثمودي، والنبطي، والمسند الجنوبي، والسريانية واليونانية، بالإضافة إلى النقوش العربية المبكرة (من فترة ما قبل الإسلام) والتي تعد بدايات الخط العربي الحديث.

وتمثل فنون ونقوش حمى الصخرية مصدراً لا يقدر بثمن للتوثيق الكتابي والفني والتاريخي وحتى الإثنوغرافي لأحداث التغير المناخي خلال الفترة السائدة، ويتجلى ذلك من خلال البقايا الأثرية الشاسعة التي تم العثور عليها في موقع حِمى بمنطقة نجران على شكل مذيلات ومنشآت ومقابر ركامية، وورش لتصنيع الأدوات الحجرية مثل الفؤوس والمدقّات ورؤوس السهام الحجرية، كما يوجد في الموقع آبار مياه قديمة لا تزال تستعمل حتى اليوم.


ترانسلفانيا والملك تشارلز الثالث... علاقة حب طويلة

الملك تشارلز ومجموعة من الاصدقاء وأفراد الحماية الشخصية في قرية  فاليا زالانولوي بترانسلفانيا (أ.ف.ب)
الملك تشارلز ومجموعة من الاصدقاء وأفراد الحماية الشخصية في قرية فاليا زالانولوي بترانسلفانيا (أ.ف.ب)
TT

ترانسلفانيا والملك تشارلز الثالث... علاقة حب طويلة

الملك تشارلز ومجموعة من الاصدقاء وأفراد الحماية الشخصية في قرية  فاليا زالانولوي بترانسلفانيا (أ.ف.ب)
الملك تشارلز ومجموعة من الاصدقاء وأفراد الحماية الشخصية في قرية فاليا زالانولوي بترانسلفانيا (أ.ف.ب)

في مايو (أيار) من العام الماضي، عاود الأمير تشارلز زياراته المعتادة لترانسلفانيا، بعد أن أبعده وباء «كورونا» عنها. وقصة الملك تشارلز وترانسلفانيا تعود لعام 1998، حين وقع في حب البلد وأجوائه الريفية؛ ما دفعه لامتلاك مزرعة وعقار يتم تأجيره فندقاً.

كان الملك تشارلز يقول دائماً في إجابته عن سؤال: «لماذا تحب ترانسلفانيا؟»: «إنها تسري في دمي»، وهو إشارة إلى القرابة التي تربط الملك بالأمير الذي اشتهر في القرن الخامس عشر، وعُرف باسم «فلاد الثالث»، الذي كان مصدر إلهام شخصية «الكونت دراكولا»، غير أن هناك قرابة مثبتة بين الملكة الراحلة إليزابيث الثانية والكونتيسة كلاوديا ريدي من ترانسلفانيا. ذكر مقال في مجلة «سبكتاتور»، العام الماضي أن الملك تشارلز أشار إلى أن حبه لترانسلفانيا يعود لـ«الريف والسكان الذين جعلوه يقع في حب المكان»، أو حسبما قال: «هناك إحساس بالاستمرارية هنا، وإحساس بالتوازن بين الإنسان والطبيعة».

إمرأة تجلس أمام منزل بقرية فاليا زالانولي حيث يمتلك الملك تشارلز منزلا (أ.ف.ب)

وهذا الأسبوع، عاد الملك تشارلز لترانسلفانيا كعادته في شهر مايو، غير أن هذه الزيارة تختلف عن سابقيها؛ فهو الآن ملك بريطانيا العظمى، والإجراءات الأمنية حوله مشددة. وبحسب «الصحافة الفرنسية» فقد وصل الملك (الجمعة) إلى العاصمة الرومانية بوخارست دون زوجته كاميلا، وتوجه بسرعة إلى المكان الذي أحبه قبل 25 عاماً تماماً. ولم يكن دان سباتارو المسؤول في مجلس المدينة في إحدى قرى تشارلز المفضلة يتوقع عودته في أي وقت قريب. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وقد بدا عليه التأثر بزيارة تشارلز الثالث بعيد احتفالات تتويجه مطلع مايو: «إنه الآن ملك، وكنا نعتقد أن قواعد البروتوكول لن تسمح له بزيارتنا». وأضاف: «بهذه البادرة يظهر لنا حبه». يزور الملك أولاً منزله الهادئ في فاليا زالانولوي، قبل أن يلتقي الثلاثاء سكان فيسكري التي تبعد نحو مائة كيلومتر عن المكان.

جذبت الشوارع الترابية الضيقة والقليلة والعربات التي تجرها الخيول والمنازل ذات الألوان الزاهية تشارلز فاشترى منزله الأول هناك في 2006، وقد تحول الآن إلى متحف صغير مخصص لشغفه بعلم النبات. في كل زياراته التي يعود آخرها إلى مايو (أيار) 2022، يبدو «ودوداً ومنفتحاً»، على حد قول سباتارو الذي لم يتوقف عن الإشادة بملك بريطانيا. وأضاف أنه «مثل أي رجل آخر، يرتاح هنا ويحب المشي في الطبيعة».

بعد اكتشافه للمنطقة في 1998 أصبح الملك تشارلز مهتما بالدفاع عن البيئة في هذه القرى الواقعة في قلب رومانيا (أ.ف.ب)

تحدث تشارلز عن «هذه العلاقة الحميمة» مع رومانيا، حيث يشعر بأنه في وطنه خلال حفل استقبال في القصر الرئاسي في بوخارست. بعد اكتشافه للمنطقة في 1998، أصبح هذا المدافع عن البيئة حامياً شرساً لهذه القرى الواقعة في قلب رومانيا، التي أسَّسها مستوطنون سكسون في القرن الثاني عشر. وبين ويلات نظام الديكتاتور السابق، نيكولاي تشاوشيسكو، وإهمال السلطات المحلية في هذا البلد الفقير الذي يستشري فيه الفساد، اختفى عدد منها قبل أن يبدأ تشارلز نشاطه. وبدفع منه طرحت مشاريع عدة لإعادة تأهيل التراث، ورافقها انتعاش للسياحة. ويفترض أن يغتنم تشارلز فرصة لقائه مع سكان فيسكري لاستعراض المبادرات الجارية في هذه القرية الصغيرة التي تضم 400 نسمة، وأبرز معالمها كنيسة محصنة، كما قال ألكسندرو توادير (37 عاما) الذي يملك نزلاً فيها. يأمل توادير الذي وزع لوحات إعلانية صغيرة في هذه المناسبة في الحصول على دعم الملك لإقناع السلطات المحلية بمنع السيارات من دخول القرية.

الملك تشارلز ومجموعة من الاصدقاء وأفراد الحماية الشخصية في قرية فاليا زالانولوي بترانسلفانيا (أ.ف.ب)

وهو يرحب بهذه الزيارة، لكنه يأسف لتعزيز إجراءات الحماية. وهو يتذكر أنه في الماضي «كان بإمكان تشارلز التجول في الشوارع بحرية أو التوغل في التلال الخضراء لاستكشاف كل أنواع النباتات التي اختفت في أماكن أخرى من أوروبا». لكن الأجواء مختلفة هذه المرة؛ فقد كان على توادير الرد على مجموعة من الأسئلة طرحتها أجهزة الأمن الرومانية تتعلق خصوصاً بزبائنه الكثيرين في هذا الوقت من العام.

وقال دان سباراتو إنه «تم تعزيز الأمن»، لكن من غير الوارد استبدال الاستقبال بآخر خانق. وقالت كارولين فيرنوليند رئيسة مؤسسة «ميهاي إمينسكو تراست» المكرسة لحماية تراث ترانسلفانيا ويرعاها منذ فترة طويلة تشارلز إن «استقبال الملك سيكون لحظة فريدة لمجتمعنا ودليلاً على الاعتراف بالعمل المنجَز خلال كل هذه السنوات». وفي إطار هذا التكريم، حرصت القرية على البساطة؛ إذ لم يتم التخطيط لمراسم كبيرة، ولم تُرفَع أي لافتة. وقالت فيرنوليند مبتسمة: «لن نزين المكان ولن نجمله. لماذا نفعل ذلك؟ الجمال موجود هنا... حولنا».

يزور الملك أولا منزله الهادئ في فاليا زالانولوي (أ.ف.ب)


ندى كنعو وريهام تذوق فن الرقص


ترى كنعو في الرقص لغة عالمية وبسيطة (مصدرها فرقة بيروت للرقص)
ترى كنعو في الرقص لغة عالمية وبسيطة (مصدرها فرقة بيروت للرقص)
TT

ندى كنعو وريهام تذوق فن الرقص


ترى كنعو في الرقص لغة عالمية وبسيطة (مصدرها فرقة بيروت للرقص)
ترى كنعو في الرقص لغة عالمية وبسيطة (مصدرها فرقة بيروت للرقص)

قد تكون ندى كنعو من الفنانات القليلات في لبنان اللاتي لا يزلن يراهن على فن الرقص كلغة عالمية. فهي أسست فرقة «بيروت للرقص» إثر عودتها من باريس حيث كانت تستقر. وتقول إنها تحمست للفكرة لأنها لاحظت أن هذا الفن غير موجود على الساحة اللبنانية. ومن خلال مدرستها لتعليم الرقص بدأت تكتشف مواهب فذة عملت على تطوير مهاراتها. واليوم ومع الثنائي ماريا زغيب ودانييل موسى تقدم على مسرح مونو في 2 و3 و4 يونيو عرضاً بعنوان «العناق» (L’etreinte). فأرادته تكملة لسلسة حفلات سبق وقدمتها في لبنان ولاقت تفاعلاً من قبل جمهور عريض. «هناك جمهور لا يستهان به من اللبنانيين الذين يحبون فن الرقص ومن أعمار مختلفة، وينتظرون دائماً مناسبات مشابهة كي يروون عطشهم لهذا الفن ويستمتعون في مشاهدته».

تعلمت ندى كنعو أصول رقص الباليه الكلاسيك منذ كانت في الـ15 من عمرها في باريس. ومن ثم طورته بدروس عالية في الرقص المعاصر. وفي عام 2003 أنشأت فرقة «بيروت للرقص» كي تحفز اللبناني على تذوق هذا الفن. ومن بين طلابها اختارت هذا الثنائي المبدع كما تصفه ليترجم طموحها. وتعلق لـ«الشرق الأوسط»: « إنهما ثنائي رائع ويتفرغان لهذا الفن منذ نحو 13 عاماً، فأمرّنهما على الرقص بحرفية لنحو 4 ساعات يومياً. فهذا الفن يتطلب الشغف والتمرين المستمر. وأعتقد أننا في لبنان نفتقد إلى عناصر فنية محترفة في الرقص. فقلة نادرة تستطيع أن تتفرغ له على هذا النحو».

عرض«العناق» يحكي قصة رومانسية (مصدرها فرقة بيروت للرقص)

في عرض «العناق» سيتابع هواة هذا الفن لوحات متتالية تحكي قصة حب. وهي مستوحاة من كتابات للفيلسوف باروخ سبينوزا. ويحكي فيها عن الأحاسيس المرهفة في العلاقات العاطفية وكيف تتطور بين شخصين. «إنه عرض يعتمد على مشهدية جميلة تترجمها حركات راقصة تعبيرية. فالثنائي الراقص يتمتع بخلفية ثقافية كبيرة في الرقص الكلاسيكي. إلا أنهما في هذا العرض يبتعدان عن الكلاسيكية ليعبرا نحو الـ(نيو كلاسيك). فالركيزة الأساسية في هذا الفن تعتمد على الكلاسيكي ولكن بحركات من فن الرقص الحديث». تقول كنعو إنها لا تعرف في الحياة ممارسة أي عمل آخر غير تصميم الرقص وتعليمه. «إنه ملعبي وشغفي وما يصنعه الآخرون بفن المسرح أقدمه أنا بأسلوب الرقص».

في رأي ندى كنعو أن هذا الفن يختصر الكلام والنصوص بحركات يمكن لأي شخص أن يتماهى معها ويفهمها. وفي عرضها المقبل في مونو تسرد على الحضور قصة جميلة فيها الرومنسية والحب والمشاكل والغضب والفرح، وكل ما يمكن أن تتضمنه علاقات مشابهة في الحياة. وتعلق لـ«الشرق الأوسط»: «مدة العرض نحو ساعة نشاهدها في 5 لوحات مختلفة، لكل لوحة قصتها وخطوطها وتؤلف مجتمعة هذه العلاقة العاطفية التي أتحدث عنها».

تشدد كنعو على أن الرقص فن يعتمد على النظر وارتواء العين بالجمالية. «الصمت يتحكم بالحركة الراقصة التي تشكل لغة بحد ذاتها. ومع العولمة التي نعيشها يشكل الرقص فناً تعبيرياً يصلح لكل اللغات والبلدان. أما الفكرة التي يترجمها فيمكن لكل شخص أن يفهمها على طريقته. وهو ما يجعل هذا الفن واسع الآفاق لا حدود له».

أما الموسيقى التي اختارتها كنعو لعرضها الراقص فهي من نوع الكلاسيك لشوبير وفيليب غلاس. «هي من نوع الموسيقى التي تولد الراحة عند الآخر كما أنها خفيفة عالسمع».

وعما إذا العرض يتضمن ملامح لبنانية ترد: «قد تكون أحاسيس الراقصين وكيفية تعبيرهما عن مشاعرهما لبنانية الطابع. فالشعوب الشرقية تتفاعل مع مشاعرها أكثر من غيرها. ولذلك نرى الراقصن يعبران عن مشاعرهما بشكل قوي وواضح قد لا نصادفه في عروض غربية».


جوقة الأصوات الأفريقية في البندقية... عقول وأفكار عظيمة

ليزلي لوكو أمينة المعرض الاسكوتلندية من أصول غانيّة (نيويورك تايمز)
ليزلي لوكو أمينة المعرض الاسكوتلندية من أصول غانيّة (نيويورك تايمز)
TT

جوقة الأصوات الأفريقية في البندقية... عقول وأفكار عظيمة

ليزلي لوكو أمينة المعرض الاسكوتلندية من أصول غانيّة (نيويورك تايمز)
ليزلي لوكو أمينة المعرض الاسكوتلندية من أصول غانيّة (نيويورك تايمز)

يُعدّ بينالي العمارة في البندقية محلَّ جذب المصممين من مختلف أرجاء العالم، فينتقدون ويقترحون الاتجاهات الجديدة. مع ذلك، لطالما كان وجود الممارسين الأفارقة هو الاستثناء، لا القاعدة.

تغيّر الأمر بصورة كبيرة. فمن بين 89 مشاركاً في معرض البينالي الرئيسي لعام 2023، «مختبر المستقبل»، المعروض في مواقع عدّة حتى 26 نوفمبر (تشرين الثاني)، فإنّ أكثر من نصفهم من أفريقيا أو الشتات الأفريقي. ونصفهم أيضاً من الإناث، بمتوسط عمر هو 43 عاماً.

كانت إعادة التوزيع الجذرية هذه، من أولويات أمينة المعرض الأسكوتلندية من أصول غانيّة ليزلي لوكو. وكان هدفها، كما كتبت، الابتعاد عن «صوت حصري منفرد، تتجاهل نفوذَه وقوته أعدادٌ هائلة من البشرية».

تشمل كتلة لوكو مواهب أفريقية، بينهم مهندسون معماريون بارزون أمثال فرانسيس كيري من بوركينا فاسو؛ أول أفريقي يفوز بجائزة «بريتزكر»، إلى عدد كبير من الممارسين والفنانين الناشئين، وهي تُضيء على عمق الأفكار المنبثقة من تلك القارة وثرائها، علماً أنها الأسرع نمواً لجهة عدد السكان عالمياً، وبالنسبة إلى كثيرين، هي دليل إلى اتجاهات العمارة والتنمية.

«لدينا في الجنوب العالمي عقول وأفكار عظيمة. نحن نتنافس على المستوى عينه؛ ولكن لم ينصت إلينا أحد أو يكترث لسماع ذلك من منظور أفريقي، ولعلها كانت وجهة نظر أفريقية ذات تأثير غربي»، تقول ستيلا موتيغي المؤسِّسة المشاركة مع كاباغ كارانغا لشركة «كيف بيورو» المعمارية في نيروبي، كينيا، منذ 9 سنوات.

توسّعت مشاركات «كيف بيورو»، مثل المشاركين الآخرين، في تعريف العمارة لِما هو أبعد من المفاهيم التقليدية للبناء. بل إنّ الأمر يدور حول الحفر العميق والخيال في أماكن وثقافات جديدة لكشف الانتقادات والوصفات للمستقبل.

يُقدم تجمّعٌ يحتفل بالتقاليد المحلية للغناء والرقص والشعر، محادثات مع أعضاء العديد من المجتمعات الأفريقية التي تعيش في الكهوف، مثل بعض أفراد «الماساي» المقيمين في كهوف جبل سوسوا، في الوادي المتصدع بكينيا. تُدمج التواريخ المروية مع الرسومات والخرائط والصور والمسح ثلاثي الأبعاد والأصوات الطبيعية، في تجربة غامرة تحاكي تأثير الحداثة. كما يوضح العرض مدى صمود أولئك الذين تمكنوا طويلاً من العيش في وئام مع الطبيعة.

يقول كارانغا: «لنتطلع إلى المستقبل، نحتاج للعودة إلى الوراء»، مُقترحاً العودة إلى «حالة حقيقية وصادقة» حلاً للأضرار البيئية والاجتماعية التي تسبّبها الحياة الحديثة. يضيف: «قد يبدو الأمر رومانسياً، لكننا نحاول التعامل مع هذا النوع من الأزمات».

ساعدت لوكو، المعلّمة المعمارية والناقدة والروائية الأكثر مبيعاً، في توجيه العديد من المشاركين. يؤكد «مختبر المستقبل» على دور رواية القصص في خلق الهندسة المعمارية وتحدّي ماهية الانضباطية، وكيف يمكن أن تكون، وكيف يمكنها تغيير المجتمع من خلال الإبداع والشمولية، وليس العنف أو التعطيل.

بدوره، يعلّق زينا تافاريس، المؤسِّس، مع أخويه غايكا وكيبوي تافاريس، على تعاون إبداعي أطلق عليه اسم «الأساس مع جي كيه زي»: «كلما استطعنا جذب مجموعة أكبر من الناس للوقوف على آرائهم حول كيف يمكن للعالم أن يكون، والتفكير بصورة خلاقة، كان ذلك أفضل».

مستوحى بصورة فضفاضة من رواة القصص التقليديين في غرب أفريقيا، المعروفين باسم «غاليس»، فإنّ تركيبهم «غالي» يعرض قصصاً قصيرة داخل عالم خيالي معزّز بالكمبيوتر في المستقبل. يمكن للمشاهدين التفاعل مع العرض والتنقل عبر المَشاهد واستكشاف مختلف قصص وإعدادات الذكاء الاصطناعي بالواقع المعزّز.

يشرح كيبوي تافاريس: «إنها أداة لاستكشاف كيف يمكن لهذه التكنولوجيا التأثير فينا وتحديد ماهيتنا. كلما كان هناك تحول في التكنولوجيا، ترى تحولاً في كيفية إنشاء الناس للمباني. كيف يرسمون. كيف يرون العالم ويختبرونه. كيف سيتغير العالم عندما لا نكون الصوت الوحيد؟».

أما التأثير العالمي للمهندسين المعماريين الشباب المنحدرين من أصول أفريقية، فموضوع آخر. نشأ الأخوان تافاريس في جنوب لندن لأبوين من جامايكا وغرينادا اعتبرا نفسيهما من عموم الأفارقة. تقول غايكا تافاريس: «تشجعنا دائماً على التفكير في أنفسنا على أننا من الشتات الأفريقي».

جمع الفنان سيرج أتوكوي كلوتي في غانا قطعاً من حاويات غالونات الزيت الأصفر المستخدمة في أفريقيا لتخزين المياه ونقلها (نيويورك تايمز)

ربط سيرج أتوكوي كلوتي، وهو فنان في أكرا، غانا، قطعاً من حاويات الزيت الصفراء، المستخدمة عادة في أفريقيا لتخزين المياه ونقلها؛ لتشكيل سطح يتموّج من أعمدة أحواض «غاغيندر» لبناء السفن في القرن السادس عشر. يتعاون كلوتي، في أكرا وحولها، مع مهندسين معماريين شباب لتحويل المواد المُهملة إلى تصاميم جديدة؛ من الكراسي إلى المنازل. يقول: «هذا ما عليه أفريقيا الآن، فالأمر يتعلق باستخدام أفكارنا ومواردنا الخاصة لإعادة تشكيل بلدنا».

يركز كريستيان بينيمانا، المدير الأقدم في شركة «ماس» المعمارية، ولها مكاتب في الولايات المتحدة وموطنه الأصلي رواندا؛ على الفروق الدقيقة في اللغة. في هذا العمل، يناقش أعضاء استوديو «ماس» في أفريقيا معنى الكلمات المختلفة من اللغة الوطنية لرواندا، إيكينيارواندا. «أوموغاندا» تعني تقريباً «العمل الجماعي صوب هدف مشترك»، و«أوبوديهي» تعني «نشاطاً اجتماعياً يضمّ الجيران سوياً»، و«أوبوفورا» يمثل أعلى مستوى من الطابع الإنساني.

يقول مصمّم شركة «ماس» في رواندا سيمفورين غاسانا: «من خلال التقاليد والمعنى، يمكنكم إدراك روح أو جوهر شعبي، وفهمه. القصة الكاملة هي ما نعرفه، إضافة إلى جميع الآراء ووجهات النظر الجماعية الأخرى للعديد من الناس والثقافات».

يقدّم إيمانويل أدماسو وجين وود، الشريكان في شركة «أد-وو نيويورك» للهندسة المعمارية؛ مفهوم «غيبي»، منطقة استراحة محددّة بشكل فضفاض، التي يمكن أن تكون منزلاً أو مدرسة أو مدينة بأكملها. كيف ينخرط هذا العالم المحمي مع الفوضى الخارجية؟ دفع وجذب الحداثة والتقاليد، الأمن والتبادل؟ ثمة إجابة تتدلى من سقف موقع معرض «أرسينال»، وهي منشأة مصنوعة من صفائح معدنية مموّجة، وسقالات من الخيزران، وقماش مشمع، وحبال؛ توحي ببناء سد كبير في أديس أبابا، عاصمة إثيوبيا، حيث ولد أدماسو. في قلب البناء، ثمة ضمادات ضخمة ومعقدة تستحضر روح «غيبي».

يقول أدماسو: «أعتقد أنّ البينالي يتحرك أخيراً في اتجاه يمثل عوالم وطرقاً متعدّدة لفهم القيمة وصناعة الفضاء»، ويعطي دروساً للعالم: «نحن بحاجة إلى تكثيف الجهود في مختلف أشكال التضامن، بدلاً من التراجع أو الانغلاق أكثر في الداخل».


خطوة واعدة لقياس عمر قطرات الدماء في مسرح الجريمة

عينات الدم المستخدمة في التجربة (الفريق البحثي)
عينات الدم المستخدمة في التجربة (الفريق البحثي)
TT

خطوة واعدة لقياس عمر قطرات الدماء في مسرح الجريمة

عينات الدم المستخدمة في التجربة (الفريق البحثي)
عينات الدم المستخدمة في التجربة (الفريق البحثي)

هل يمكن أن يكون عمر قطرات الدم في مسرح الجريمة دليلاً على إدانة أحد المشتبه بهم أو إثبات براءته؟ نظرياً فإن الإجابة هي نعم، إذ إن تكوين بقع الدم يتغير على مدار الأسابيع والأشهر.

ورغم هذه الحقيقة، فإنه لا توجد حالياً طريقة روتينية لهذا النوع من تحديد العمر، وهي المشكلة التي عمل فريق بحثي من معهد الطب الشرعي بجامعة زيوريخ في سويسرا على حلها، خلال الدراسة المنشورة في العدد الأخير من دورية «دراغ تيستينغ آند أناليسيس Drug Testing and Analysis”.

والمعروف، أنه بمجرد أن يغادر الدم البيئة المحمية للجسم، تبدأ بعض العمليات الكيميائية الحيوية؛ حيث تتحلل بعض المكونات الموجودة في الدم أو يتم تعديلها، وتتراكم المواد الجديدة كمنتجات تكسير، وقد يكون من الممكن استخدام هذه المعلومات لمعرفة عمر الدليل (بقعة الدم).

ونظر الباحثون في حالتين مختلفتين في دراستهم؛ حيث قطروا عينات دم من أحد عشر شخصاً على ورق ماص وخزّنوها، إما في ظروف بيئية ثابتة نسبياً في درج معمل أو تحت طاولة على سطح معهد الطب الشرعي؛ حيث كانت معرضة لجميع الظروف المناخية، مثل الرياح والأشعة فوق البنفسجية وتقلبات درجات الحرارة، باستثناء الأمطار.

وعلى مدار 48 أسبوعاً، أخذوا عينات في 9 أوقات مختلفة وحلّلوها باستخدام مطياف الكتلة، وهي قطعة من المعدات التي تفصل المواد الموجودة في الدم على أساس الحجم والخصائص الكيميائية.

وتقول أندريا ستوير، رئيسة قسم في مركز علم الأدوية الشرعي وعلم السموم في معهد الطب الشرعي بجامعة زيوريخ، والباحثة الرئيسية في الدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع الإلكتروني للجامعة «وجدنا أكثر من 10 آلاف مادة مختلفة في عينات الدم باستخدام هذه الطريقة، وليس لدينا أي فكرة عن ماهية معظمهم، ولكن هذا ليس مهماً، إذ إن الهدف الأول لنا هو استخدام الحجم الهائل من البيانات لتحديد المواد التي يتغير مقدارها بشكل قابل للقياس بمرور الوقت، ويمكننا بعد ذلك وصف هذه المواد المحتملة لتحديد العمر بمزيد من التفصيل».

وتضيف أن «أحد أكثر المواد الواعدة والمعروفة للباحثين، التي عُثر عليها، هي (فينيل ألانيلالانين)، وهي جزيء صغير يمكن أن يتشكل عندما تتفكك البروتينات في الدم، وكانت كميات صغيرة جداً منه موجودة في عينات الدم في البداية، لكنها زادت باستمرار بمرور الوقت حتى نهاية التجربة تقريبا».

ومع ذلك، تشير ستوير إلى أنه «لا يزال أمامنا كثير لإقرار تلك الآلية، إذ يجب اختبار تأثير العوامل البيئية المختلفة مثل رطوبة الهواء ودرجة الحرارة على كمية (الفينيل ألانيلالانين) بشكل فردي، ومن المهم أيضاً التأكد من عدم وجود اختلافات كبيرة بين الدم من مختلف الأشخاص».

ويأمل محمد منصور، الأستاذ بقسم الطب الشرعي بجامعة طنطا (شمال القاهرة)، في التوصل لإجابة عن هذه الأسئلة لإقرار الاستفادة من «بقعة الدم» بمسرح الجريمة كقرينة إدانة أو براءة.

ويقول منصور لـ«الشرق الأوسط»: «في الطب الشرعي يمكن اللجوء لمطابقة السوائل الجسدية مثل الدم مع شخص معين، عن طريق تحليل الحمض النووي، ولكن من الضروري إثبات أن الأثر (بقعة الدم) تنتمي لوقت ارتكاب الجريمة، وليس في موقف سابق أو لاحق، لا علاقة له بالجريمة، وهذه هي الفائدة المهمة لتحديد عمر بقعة الدم».


تكريم الكاتب التوغولي سامي تشاك ومناقشة دور الناشرين في الإبداع

من أنشطة المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط (الشرق الأوسط)
من أنشطة المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط (الشرق الأوسط)
TT

تكريم الكاتب التوغولي سامي تشاك ومناقشة دور الناشرين في الإبداع

من أنشطة المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط (الشرق الأوسط)
من أنشطة المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط (الشرق الأوسط)

شهد اليوم الثاني من فعاليات الدورة الـ28 لـ«المعرض الدولي للنشر والكتاب» في الرباط، تنظيم نشاطات ثقافية عدّة، سلّط بعضها الضوء على الأدب الأفريقي، من خلال تكريم الكاتب التوغولي سامي تشاك، الحائز على جائزة «إيفوار» للأدب الأفريقي الناطق بالفرنسية لعام 2022.

وشكّل التكريم، ضمن ندوة حول «كتاب في دائرة الضوء أو فن التميز»، مناسبة للكاتب لتقديم روايته «قارة الكل أو تقريباً لا شيء». وتتناول هذه الرواية الحائزة على الجائزة، قصة عالم إثنيات فرنسي يزور، في إطار بحثه الخاص لإعداد رسالة الدكتوراه، قرية في توغو، فتتشكل لديه أسئلة حول تصوّره للغير وكتابة تاريخ الآخر. عنها، يعلّق الروائي التوغولي: «العلاقة بالآخر تكون دائماً محطّ سوء فهم. وقد يشكّل سوء الفهم هذا ثروة نملكها تكون منطلقاً لطرح الأسئلة الحقيقية»، مؤكداً أنه يحاول دائماً في كتاباته أن يكون «واضحاً بشأن مشاكل القارة الأفريقية التي تقع في صلب حركية العالم»، مشدداً على أنّ أفريقيا، انطلاقاً من مشاكلها، «ستحقق نهضتها لتثبت أنها قارة المستقبل». وأيضاً، كان له تعليق على التكريم الذي حظيت به توغو، فأكد فخره بتلقي هذا التكريم في بلد أفريقي، وعن شعوره بأنه موجود في بلده. يُذكر أنّ تشاك وُلد عام 1960 في توغو، حيث حصل على إجازة في الفلسفة، ليتابع دراساته العليا بجامعة السوربون وينال دكتوراه في علم الاجتماع. وهو ألَّف روايات عدّة حازت على جوائز مثل «عيد الأقنعة» و«هكذا تكلم والدي» و«خرافات العصفور».

من جهة أخرى، تناول عدد من المثقفين الدور الحيوي للجوائز في تنشيط فعل القراءة وإعادة ضخّ الروح في الحركة الثقافية العربية.

وجرى التطرّق، خلال ندوة حول موضوع «الأدب أفقاً للتفكير، أثر الجوائز في صناعة الكتّاب وتعزيز القراءة في العالم العربي»، إلى مساهمة مختلف الجوائز بإبراز الأعمال الأدبية المميزة وإنتاج المعرفة وصناعة الكتاب الأصيل. وقال الناقد العراقي عبد الله إبراهيم، إنّ الجوائز تساهم، في ظلّ التحديات المطروحة، في تنشيط فعل القراءة، مشدداً على ضرورة خلق تقاليد قرائية في المجتمع الأدبي عبر تركيز الاهتمام على الأعمال المهمّة. وأوضح أنّ «الجوائز، بصرف النظر عن جوانبها المتعلّقة بالاحتفاء والتكريم تستند إلى فكرة مهمّة تتمثل في تنقية الأعمال والدفع بها إلى واجهة اهتمام المجتمع الثقافي»، مضيفاً أنها تلقي الضوء على الأعمال المميزة بعد عكف لجان الجوائز لمدة طويلة على قراءة الأعمال المشاركة ومناقشتها والتأمل في مبناها ومعناها. وأبرز إبراهيم ضرورة عدم الاقتصار على القيمة المالية للجوائز، بل التفكير في كيفية إدراج مؤلّفات الكتّاب بتيار الثقافة القومية والعالمية والسعي إلى وضعها ضمن المخيال الأدبي العام، مشيراً إلى أنّ التعاون بين دور النشر وإدارة الجوائز والمؤلّفين يُعدّ أمراً ضرورياً.

من جانبه، لفت الباحث والكاتب السعودي عبد العزيز السبيل، إلى جدوى أن يهتم القائمون على الجوائز بالعمل في ذاته، مضيفاً: «الجوائز العربية مهمّة جداً في تنشيط المجتمع الأدبي والثقافي، ومن شأنها المساهمة بشكل كبير بإثارة انتباه الجوائز الأدبية العالمية الكبرى إلى أعمال الكتّاب».

بدوره، تطرّق الباحث السعودي سعيد بن فايز السعيد، إلى الموضوع من زاوية الترجمة، فألمح إلى أهمية وجود فروع للترجمة في الجوائز الأدبية، لكون الترجمة أضحت اليوم خياراً استراتيجياً لمواكبة التطوّر العلمي وحماية اللغة العربية والهوية القومية. وذكر أنه «يجب تجاوز النظرة السلبية القائلة بتدني مستوى الترجمة في العالم العربي»، مشيراً إلى وجود مبادرات عدّة استشعرت أهمية الترجمة في تنشيط تسويق الكتاب ونقل العلوم وإنتاج المعرفة.

من جانبه، شدّد الكاتب والشاعر المغربي حسن نجمي، على الحاجة إلى جائزة عربية كبيرة مخصّصة للشعر الحديث، لافتاً إلى أنّ الشعر يعيش اليوم حالة الهشاشة، ويحتاج إلى خطوط دعم خلفية في سياق التحولات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية المتسارعة. وحذّر من تحويل الجوائز الأدبية معياراً لتحليل المشهد الأدبي في العالم العربي ومقاربته وتقييمه، ورصد قيمه وتوجهاته وتياراته الجدّية، مشيراً الى أنّ الجائزة لا يمكن أن تشكل آلية حقيقية في تدقيق النظر إلى حقيقة المشروع الأدبي العربي.

على صعيد آخر، لفت ناشرون من المغرب وكيبيك إلى الدور المهم للناشرين في العملية الإبداعية، وتطرقوا خلال لقاء ضمن فعاليات المعرض إلى مواضيع تتناول العلاقة بين المؤلّف والناشر، مستعرضين التحديات المتعلّقة بعملية التأليف، بما فيها تطوير «حياة للكتاب بعد نشره»، ما يفسّر الحاجة إلى الامتثال لشروط تجارية معينة، وإيجاد أرضية تفاهم مع المؤلّف بشأن بعض الجوانب مثل غلاف الكتاب وعنوانه.

إلى العلاقة بين الناشر والمؤلّف، أثار المشاركون في اللقاء قضايا مرتبطة بتداول الكتاب في الفضاء الناطق بالفرنسية، داعين المؤلّفين إلى تحرير أنفسهم من تأثير الفولكلور والتقاليد، لتطوير كتابة شاملة ومعاصرة أكثر. كما دافعوا عن الأدب الناطق بالفرنسية في مواجهة زحف اللغة الإنجليزية، وطالبوا بدعم مالي أكبر لتعزيز مكانة الكتاب الفرنسي في السوق. كذلك دعوا إلى «إضفاء الطابع المهني» على صناعة الكتاب في المغرب، فضلاً عن وضع ميثاق أخلاقي حقيقي يلبي حاجات أصحاب المصلحة، مذكرين بأن مشروع المخطوط يتطلّب من الناشرين والمؤلّفين العمل سوياً للنهوض بالأدب والمشاركة في تنمية المجتمع.


البطولة النسائية... موضة عابرة أم استثمار طويل الأمد؟

البطولة النسائية... موضة عابرة أم استثمار طويل الأمد؟
TT

البطولة النسائية... موضة عابرة أم استثمار طويل الأمد؟

البطولة النسائية... موضة عابرة أم استثمار طويل الأمد؟

خلال السنوات القليلة الماضية تحوّلت البطولة النسائية في الدراما العربية، إلى ما يُشبه الموضة. داخل الموسم التلفزيوني الرمضاني وخارجه، باتت الحكايات التي تتمحور حول سيدات هي الطاغية على سواها؛ أكان في الدراما أم في الكوميديا، أو حتى في التشويق.

تراجَع حضور الذكور على الشاشة لصالح الإناث، وليست مسلسلاتٌ مثل «تحت الوصاية»، و«للموت»، و«حضرة العمدة» وغيرها، سوى دليل على هذا الواقع الدرامي المستجدّ.

لا تُنكر كاتبة «للموت» نَدين جابر في حديث مع «الشرق الأوسط»، أن «المساحة الممنوحة لحكايات النساء اتّسعت مؤخراً في الدراما العربية». هذا عموماً، أما على صعيد قلمها فهي تكشف أنها عندما راودتها فكرة المسلسل عام 2016، تساءلت: «لماذا يجب أن تكون المرأة دائماً شخصية مسانِدة أو مكمّلة للرجل؟ لماذا لا تتشارك البطولة مع نساء أخريات، وليس مع رجل كما جرت العادة؟».

في «للموت» وسواه من مسلسلاتها، ركّزت نَدين جابر على الشخصيات النسائية (الشرق الأوسط)

المرأة تكتب عن المرأة

يبدو أن السؤال الذي راود نَدين جابر، طرحه كذلك كتّابٌ ومنتجون كثُر على أنفسهم؛ فكانت النتيجة عشرات المسلسلات حيث البطولة نسائية. لم يقتصر الأمر على الحكايات المستوحاة من قضايا إنسانية وحقوقية واجتماعية، كما في «تحت الوصاية» و«لعبة نيوتن» مع منى زكي، و«فاتن أمل حربي» و«عملة نادرة» مع نيللي كريم، و«بطلوع الروح» مع إلهام شاهين ومنّة شلبي. فقد انسحبت البطولة النسائية المطلقة على الكوميديا كذلك، من خلال أعمال مثل «البحث عن عُلا» مع هند صبري، و«صالون زهرة» مع نادين نجيم، و«كامل العدد» مع دينا الشربيني، و«شغل عالي» مع فيفي عبده وشيرين رضا.

للممثلات البطلات حصّـتهن كذلك في مسلسلات الجريمة والتشويق، مثل «اختطاف» مع إلهام علي، وثلاثية «للموت» حيث كرّست ماغي بو غصن ودانييلا رحمة مفهوم البطولة النسائية المشتركة. توضح الكاتبة نَدين جابر في هذا السياق أنها تمرّدت على نفسها عندما بدأت تسكب فكرة المسلسل على الورق. تضيف: «تعمّدت منح الممثلة المرأة المساحة الكافية لتقول ما تريد».

منذ انطلاقتها في الكتابة الدرامية، حرصت نَدين جابر على رفع صوت النساء وتمييزهنّ كما كانت الحال في مسلسلات مثل «قصة حب»، و«بلحظة»، و«عشرين عشرين»، و«صالون زهرة». يبدو لها الأمر بديهياً: «مَن أفضل من المرأة ليكتب عن المرأة؟ أفهمها. هي أنا وأنا هي. أوجاعنا ومشاكلنا مشتركة»، تقول نَدين جابر.

تتجنّب الكاتبة اللبنانية توصيف البطولة النسائية بأنها موضة رائجة، بل تراها ضرورة فتقول: «من الواضح أن الانطلاقة كانت في مصر ووصلت متأخرةً إلى الدراما اللبنانية – السورية المشتركة. كان يجب أن نمنح المرأة صدارة الدراما منذ زمن». وتذكّر هنا بممثلات رائدات وضعن حجر الأساس للبطولات النسائية مثل فاتن حمامة، وليلى علوي، ويسرا.

البطولة النسائية الهادفة

الصورة الدرامية الأنثوية التي كان متعارفاً عليها في الماضي القريب، هي صورة الفتاة الجميلة والأنيقة حيث كانت تكتفي الممثلة بمساندة البطل والوقوع في حبّه. أما حالياً، فقد تحطّم هذا النموذج أو على الأقل، فإنه ما عاد رائجاً. البطلات في الدراما هنّ سيدات مستقلّات وقويّات وصاحبات رسائل وقضايا، وحتى في الشكل فهنّ تخفّفن من التبرّج وتعمّدن الظهور على طبيعتهنّ وبأقلّ قدر ممكن من الأناقة.

تتحدّث نَدين جابر عن البطولة النسائية الهادفة، التي «تحمل فيها الشخصية على ظهرها رسائل اجتماعية ومشاكل تعانيها النساء». حتى في البطولات المشتركة بين امرأة ورجل، باتت للأنثى فرادتها وخطّها الدرامي المستقل، وفق الكاتبة.

نادين نجيم في مسلسل «صالون زهرة» (إنستغرام)

ليست الرسالة التي تحملها البطلة منبثقة بالضرورة عن قضية واقعية، كما حصل في «فاتن أمل حربي» و«تحت الوصاية» وغيرها من المسلسلات الاجتماعية. ففي رأي نَدين جابر: «الدراما ليست واقعاً مائة بالمائة، بل غالباً ما تكون خيالاً وحدّوتة». وتضيف: «نحن لا نصنع (وثائقياً)، بل نمرر رسائلنا الواقعية ضمن حبكة دراميّة، كما حصل في (للموت)».

حمّلت نَدين جابر شخصيتَي سحر وريم رسائل عدّة، كقضية أطفال الشوارع، وتزويج القاصرات، والاغتصاب الزوجي. لا تُنكر مؤلّفة العمل أن «المبالغة هي سيدة الموقف في هذا المسلسل، فهذه هي لعبة الدراما ومن المشروع تضخيم الأحداث والشخصيات». أما التوظيف الزائد لصورة المرأة العنيفة والمثيرة، بما في ذلك من استعراض للقوة البدنية وللألفاظ غير اللائقة، فتفسّره نَدين جابر على أنه انعكاس لنماذج حقيقية مستوحاة من الحياة اليومية. توضح قائلةً: «يمكن إيجاد شخصيات شبيهة بسحر وريم في الواقع وليس على الشاشة فحسب، مثل النساء اللواتي يصطدن رجالاً أثرياء لاستغلالهم مادياً».

البطولة النسائية ترفع نسبة المشاهَدة

لا تلقى البطولات النسائية رواجاً في الدراما العربية حصراً، فهوليوود وأوروبا كانتا في طليعة مَن وضع المرأة في صدارة المسلسلات. ووفق الأرقام، فإن نسبة الشخصيات النسائية في المسلسلات الأميركية ارتفعت من 36 في المائة في 2018 إلى 50 بالمائة عام 2021.

هوليوود وأوروبا في طليعة مَن منح النساء بطولة المسلسلات

لم يأتِ اهتمام الجهات الإنتاجية بالبطولة النسائية من عدم، بل ارتكز إلى قاعدة «الجمهور عايز كده». خلال السنوات القليلة الماضية، اتّضح أن المشاهدين في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية يفضّلون المسلسلات حيث البطولة للنساء، أكان في الكوميديا أم في الخيال العلمي أو التشويق. أما الدراما فغالبيّة مشاهديها من الإناث، اللواتي يتماهين مع البطلات ومع قصصهنّ ومع القضايا التي يحملنها.

تَبيّنَ أن صورة البطلة الجميلة ما عادت تكفي القاعدة الجماهيرية، والدليل على ذلك نجاح مسلسلات مثل «Scandal»، و«Inventing Anna»، و«Maid»، و«The Crown»، و«The Queen’s Gambit»... هذا لا يعني أن البطلات في تلك المسلسلات لا يتمتّعن بمواصفات جماليّة كافية، لكنّ حكاياتهنّ تتفوّق على أشكالهنّ، وقوّتهنّ الحقيقية تكمن داخل رؤوسهنّ وليس فوق وجوههنّ.


بلدة آيرلندية تمنع أطفالها من استخدام الهواتف الذكية

دشن الآباء هذه المبادرة بسبب المخاوف من تسبب استخدام الهواتف في زيادة القلق (أ.ف.ب)
دشن الآباء هذه المبادرة بسبب المخاوف من تسبب استخدام الهواتف في زيادة القلق (أ.ف.ب)
TT

بلدة آيرلندية تمنع أطفالها من استخدام الهواتف الذكية

دشن الآباء هذه المبادرة بسبب المخاوف من تسبب استخدام الهواتف في زيادة القلق (أ.ف.ب)
دشن الآباء هذه المبادرة بسبب المخاوف من تسبب استخدام الهواتف في زيادة القلق (أ.ف.ب)

استناداً إلى مبدأ «القوة في العدد»، تجمّع آباء في بلدة غريستونز الآيرلندية، وتوحدوا في مواجهة أطفالهم، ومنعهم من استخدام الهواتف الذكية حتى يلتحقوا بمرحلة التعليم الثانوي.

تبنت اتحادات الآباء في المدارس الابتدائية الثماني الموجودة في المنطقة قاعدة عدم استخدام الهواتف الذكية؛ من أجل تكوين جبهة موحدة ضد تجمع الأطفال في إطار جماعة ضغط. قالت لورا بورن، التي لديها ابن في المرحلة الابتدائية: «إذا فعل الجميع ذلك في كل الأنحاء لن يشعر أحد بأنه غريب. إن هذا يجعل الأمر في غاية السهولة. كلما طالت مدة حفاظنا على براءتهم، كان ذلك أفضل».

وكانت المدارس والآباء في البلدة بمقاطعة ويكلاو قد دشنوا تلك المبادرة خلال الشهر الماضي على خلفية المخاوف من تسبب استخدام الهواتف الذكية في زيادة القلق، وتعريض الأطفال إلى مواد مخصصة للبالغين. يمثل هذا نموذجاً نادراً لبلدة كاملة تتخذ موقفاً مشتركاً فيما يتعلق بهذا الأمر، طبقاً للتقرير الذي نشرته صحيفة «الغارديان» الإنجليزية.

ويتمثل الاتفاق الطوعي الاختياري في منع الأطفال من استخدام الهواتف الذكية، سواء كان ذلك في المنزل أو المدرسة أو أي مكان آخر، إلى أن يصلوا إلى مرحلة التعليم الثانوي. وهناك أمل في أن ينجح تطبيق ذلك على كل الأطفال في المنطقة في الحد من ضغط الأقران وتخفيف مشاعر الاستياء.

وقالت ريتشيل هاربر، مديرة مدرسة «سانت باتريك»، التي قادت المبادرة: «فترات الطفولة تصبح أقصر فأقصر»، مشيرة إلى أن الأطفال ذوي التسعة أعوام بدأوا يطلبون امتلاك هواتف ذكية. وأضافت قائلة: «لقد بدأ هذا يتسلل إليهم في مرحلة مبكرة من العمر، ويستمر حدوثه بدرجة أكبر. ونحن نرى هذا بوضوح».

وكانت المدارس قد منعت في السابق استخدام الأجهزة داخلها، أو وضعت قيوداً على هذا الأمر، لكنها ظلت تشهد أثر مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال الذين لديهم هواتف، وكيف تسبب ذلك في إثارة فضول تلاميذ آخرين.

وقد جذبت تلك المبادرة اهتمام اتحادات الآباء في آيرلندا، وخارجها، وحثّت ستيفن دونيلي، وزير الصحة الآيرلندي، الذي يعيش بالقرب من بلدة غريستونز، على التوصية بتطبيق هذا الأمر بوصفه سياسة عامة على مستوى البلاد.


اعتزال التمثيل المفاجئ بمصر: قناعة شخصية أم محاولة لـ«لفت الانتباه»؟

تصدرت الفنانة ميرهان حسين ترند موقعي «غوغل» و«تويتر» (حسابها على إنستغرام)
تصدرت الفنانة ميرهان حسين ترند موقعي «غوغل» و«تويتر» (حسابها على إنستغرام)
TT

اعتزال التمثيل المفاجئ بمصر: قناعة شخصية أم محاولة لـ«لفت الانتباه»؟

تصدرت الفنانة ميرهان حسين ترند موقعي «غوغل» و«تويتر» (حسابها على إنستغرام)
تصدرت الفنانة ميرهان حسين ترند موقعي «غوغل» و«تويتر» (حسابها على إنستغرام)

بينما يفضل بعض الفنانين المصريين الابتعاد عن الأضواء واعتزال التمثيل في صمت تام، فإن آخرين يعلنون عن قراراتهم بشكل مفاجئ يبدو صادماً للجمهور.

وعلى الرغم من اختلاف الأعمار والأسباب، فإن كثيراً من المعتزلين انتقدوا آلية توزيع الأدوار واختيار أطقم الأعمال الدرامية، واتهام الوسط الفني بـ«الشللية» و«عدم التقدير»، وسط تساؤلات بشأن الإعلان عن الاعتزال وهل هو اعتزال نهائي لا رجعة فيه عن قناعة شخصية تامة، أم مجرد صرخة فنية للفت الانتباه.

وتصدرت الفنانة المصرية ميرهان حسين ترند موقعي «غوغل» و«تويتر» خلال الساعات الماضية، بعدما باغتت الجميع بإعلانها الاعتزال عبر «ستوري» بصفحتها الشخصية على «إنستغرام»، مبررة لجوءها إلى هذا القرار بـ«عدم تقديرها شخصياً أو مهنياً»: «لا أحد يقدر مواهبي الفنية المتعددة، لذلك قررت الاعتزال ولن أعرض موهبتي مرة أخرى في وسط تحكمه المصالح والواسطة».

وأعلن فنانون وفنانات خلال السنوات الأخيرة عن اعتزالهم التمثيل، من بينهم ليلى طاهر ولقاء سويدان والفنان اللبناني يوري مرقدي وأدهم نابلسي وشيرين عبد الوهاب وعبير صبري ومنة فضالي وحلا شيحة وإيمان العاصي وحنان ترك ومنى عبد الغني وتوفيق عبد الحميد ووفاء سالم وشريف إدريس وحسين أبو الحجاج وساندي.

وعلقت الاستشارية النفسية الدكتورة إيمان الريس على ضجة اعتزال الفنانين بين الحين والآخر، قائلة: «الموضوع له شقان نفسي ودعائي، والممثل مثله مثل أي إنسان عرضة للشعور بعدم التقدير وعدم وجود فرص مناسبة وسيطرة المحسوبية وعدم تكافؤ الفرص».

وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «القدرة تكمن في تخطي البعض هذه الفترة بسهولة عن طريق السعي والتغير الجذري في نمط الحياة وإعادة الحسابات والتأني في الخطوات المقبلة، أما الجانب الدعائي فهو يخص البعض ممن يسعون لتصدر الترند، والعودة للظهور على الساحة، وهي طريقة يستخدمها البعض من أجل إحياء اسمه مجدداً، وهذا يعد نداء للمنتجين والقائمين على الأعمال الفنية للالتفات إليهم».

الفنانة ميرهان حسين (حسابها على إنستغرام)

بدأت ميرهان حسين مشوارها الفني من خلال مشاركتها في برنامج اكتشاف المواهب «ستار أكاديمي» عام 2008، وشهد فيلم «عمر وسلمى 2»، أولى مشاركتها السينمائية عام 2009، بينما كان مسلسل «ماما في القسم» بداية أعمالها في الدراما التلفزيونية عام 2010، وكان آخر عمل سينمائي شاركت فيه فيلم «اثنين للإيجار» وتلفزيونياً من خلال مسلسل «الونش»، وفي المسرح شاركت في «موسم الرياض» بمسرحية «مبروك جالك ولد»، التي عُرضت على مسرح محمد العلي بالعاصمة السعودية الرياض، وكان آخر ظهور إعلامي للفنانة المصرية من خلال برنامج «جمعتنا الليلة» عبر قناة الظفرة الإماراتية في شهر رمضان الماضي، وخلال حلقتها قالت ميرهان إن «الموهبة هي أساس الفن وليس الواسطة، وإن إعلاني الاعتزال من قبل كان لحظة إحباط، وعدلت عنه لأنني أحب الفن بشكل كبير».

واشتهرت ميرهان حسين بتقليد الشخصيات الفنية بشكل عام، خصوصاً الأعمال اللافتة التي قدمتها الفنانة المصرية نبيلة عبيد من خلال فيديوهات عدة تنشرها عبر صفحتها الشخصية بموقع «إنستغرام»، وفي حوار سابق قالت نبيلة عبيد إنها أعجبت بتقليد ميرهان لشخصياتها الفنية ولضحكتها الشهيرة، وفي تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أكدت نبيلة عبيد أن «ميرهان فنانة جميلة ومرحة، وقرار الاعتزال أمر شخصي»، لكنها طالبتها بالاستمرار في تقليدها حتى بعد الاعتزال.

وقالت يارا أحمد، المسؤولة الإعلامية للفنانة ميرهان حسين، إنها لن تستطيع الحديث أو الرد في الوقت الحالي، لكنها في الوقت نفسه لا تسعى لتصدر الترند كما يشاع، مؤكدة في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أن «ميرهان فنانة موهوبة وتهتم بالتفاصيل وتحضّر لأعمالها بجدية، ولا تعتمد على (الشللية)».

ويرى الناقد الفني المصري محمد عبد الخالق أن أي فنان عرضة للمرور بلحظة يشعر فيها بالظلم أو بعدم جدوى ما يفعل، وأكد عبد الخالق لـ«الشرق الأوسط» أن «بعض الفنانين يحدث لهم تحول فكري يدفعهم للاعتزال وأحياناً يصل الأمر إلى التبرؤ مما قدموا كل حسب قناعاته».

وعلق عبد الخالق على قرار اعتزال ميرهان حسين قائلاً: «ميرهان أعلنت اعتزالها من قبل في ديسمبر (كانون الأول) 2022، بسبب عدم التقدير الفني والشللية حسب تعبيرها». وأكد عبد الخالق أن العلاقات والصداقات في الوسط الفني بالفعل مفيدة جداً للفنان وتختصر له وقتاً وجهداً بشرط أن يكون فناناً حقيقياً يستحق الفرصة التي يحصل عليها، لأنه في النهاية لن يستمر سوى الموهوب، مشيراً إلى أن «هذه الشكوى لا نسمعها من الفنانين الشباب فقط بل امتدت لأسماء كبيرة في عالم الفن يجلسون في بيوتهم من دون عمل».


هشام نزيه: الميزانيات الضخمة ليست السبب الوحيد لتفوّق أميركا فنياً

هشام نزيه (فيسبوك الفنان)
هشام نزيه (فيسبوك الفنان)
TT

هشام نزيه: الميزانيات الضخمة ليست السبب الوحيد لتفوّق أميركا فنياً

هشام نزيه (فيسبوك الفنان)
هشام نزيه (فيسبوك الفنان)

يعدُّ الموسيقار المصري هشام نزيه، أيَّ عمل يخوضه «بداية جديدة» ويشدد على أنّ «الإبداع أمانة لا يمكن خيانتها». يجمعه مع «الشرق الأوسط» حديث عن تجربته في حلقات «Moon Knight» مع المخرج المصري محمد دياب، ومشاركته في «موكب المومياوات الملكية»، إلى تجربته في لجنة تحكيم جوائز «الأوسكار» خلال الدورة الماضية.

يرى «الموسيقى حياة»، وهو دائم الانشغال بها. وتتويجاً لهذا الحب، حصل أخيراً على جائزة أفضل موسيقى تصويرية عن فيلم «كيرة والجن» مرتين، إحداهما من «المهرجان الكاثوليكي للسينما المصرية»، والأخرى من «مهرجان جمعية الفيلم».

الموسيقار هشام نزيه وجائزة أفضل موسيقى تصويرية بالمهرجان الكاثوليكي للسينما (فيسبوك الفنان)

يؤكد نزيه أنّ تأليف موسيقى أي فيلم هي لحظة خاصة لن تتكرر: «أؤمن أنّ الفرص لا تتشابه، وكل خطوة بداية جديدة». يعلّق على فيلم «كيرة والجن»: «هو متقدّم جداً على المستوى الفني؛ ضمّ فنانين يروقني العمل معهم. كان بمثابة مبارزة ترتقي بمستوى الفنان»، موضحاً أنه آخر مَن يشاهد نسخة الفيلم قبل طرحها جماهيرياً، «فشعرتُ بتحدٍ لأنّ الجميع قدّم أفضل ما لديه، وانتابني شعور بأنني في امتحان شخصي». له نظرته للأفلام والإبداع: «هي تعيش لفترات طويلة، والإبداع أمانة لا يمكن أن أخونها. وأشعر بالفخر لكوني شاركتُ في هذا الفيلم».

وضع نزيه الموسيقى التصويرية لأفلام عدّة من بينها «الساحر»، «هيستريا»، «إكس لارج»، «الفيل الأزرق»... لافتاً إلى عدم موافقته على أي فيلم، فيقول: «هي مسؤولية لرفضي الاستهانة بالمُشاهد. ثمة أفلام أكون معنياً بها منذ البداية، وأخرى تبدأ علاقتي بها مع تسلُّم نسخة الفيلم. كلما كان لدي الوقت، فكّرتُ ملياً بما سأقدّمه. بعض الموسيقى قد تستغرق أشهراً وأخرى أياماً، فقد وضعتُ موسيقى (كيرة والجن) في ثلاثة أسابيع مثلاً. الفكرة قد تولد في ثانية، لكن هذه الثانية قد تأتي كل أشهر».

الموسيقار المصري هشام نزيه (فيسبوك الفنان)

خاض هشام نزيه تجربة مهمة في حلقات عالم مارفل «Moon Knight» التي أخرجها محمد دياب وعرضت العام الماضي عبر «ديزني بلس». يقول عن هذه «التجربة الخاصة»: «لطالما شاهدنا بانبهار هذه الأعمال وأُعجبنا بها وتوقفنا عند أسباب تفوّقها. حين دخلت مطبخ (مون نايت) اكتشفتُ جانباً من هذا التفوّق. الحكاية ليست مجرّد فارق في الميزانيات. ثمة أشياء على المستويَيْن المهني والإنساني تُحدث الفارق الكبير. لا شك أنها فرصة مهمّة جداً لي، لأنّ جمهور (مارفل) متعدّد الأطياف، وهي التجربة الأولى لمخرج مصري وبروح مصرية في الموسيقى والأغنيات؛ كان وراءها المخرج محمد دياب الذي أشكره لإتاحته الفرصة».

وانضم الموسيقار المصري العام الماضي إلى أعضاء «أكاديمية فنون وعلوم الصورة الأميركية» التي تنظم مسابقة «الأوسكار»، وشارك في تحكيم دورتها الـ95، إذ أُتيحت له مشاهدة الأفلام المتسابقة والمشاركة في التصويت. عن التجربة، يقول: «يكمن فارق بين أفلامنا وأفلامهم، ليس في الموهبة أو الميزانيات الضخمة؛ لكن لاعتبارات أخرى أهمها الإصرار على الإتقان وجرأة الطموح الفني الذي لو تحقّق لدينا سنتقدّم كثيراً من المنافسة».

وفي «موكب المومياوات الملكية» الذي لاقى اهتماماً عالمياً قبل عامين، قدّم نزيه عملاً ضخماً عبر موسيقى غير تقليدية حملت بصمته الفنية. نستعيد معه تلك اللحظات، فيقول: «أتذكر حين نُقل تمثال رمسيس منذ سنوات، وخرج المصريون يتابعونه عبر الشرفات. فما البال بنقل 22 ملكاً وملكة في حدث تابعه العالم كله؟ الحقيقة أنّ المسؤولين لم يبخلوا عليَّ في أي فكرة طرحتها، ومنها أن تكون الموسيقى مباشرة، وهو قرار خطر. مع آخر بروفة قبل العرض، اكتشفتُ ضخامة الاحتفال وشعرتُ أننا نقدّم (حالة حلوة). سمعتُ إطراء لن أنساه، وغمرتني سعادة لتقديم عمل تضافرت فيه الجهود بشكل إيجابي ومنضبط، مما يؤكد أننا نستطيع تحقيق إنجازات كبيرة لو تعالينا عن الصغائر».

وكان «مهرجان القاهرة السينمائي» في دورته الأربعين، كرَّم نزيه بـ«جائزة فاتن حمامة للتميز»، التي تُمنح عادة لممثلين، وكانت المرة الأولى التي تذهب إلى موسيقي بإجماع أعضاء اللجنة بسبب التأثير الذي أحدثه في موسيقى الأفلام.

كذلك، وضع نزيه الموسيقى التصويرية للفيلم السعودي «الهامور»، فيعلّق: «شاهدت نسخة الفيلم وفوجئت بمستواه الفني المتميز. أتمنى أن يكون هناك تبادل فني قوي بيننا، وتحقّق مصر والسعودية مكاسب بهذا التعاون. ولا بدّ من الإشارة إلى حفلتَي الموسيقيَيْن الكبيرَيْن محمد الموجي وهاني شنودة في المملكة. لقد كانتا رائعتين».

يُذكر أنّ نزيه قدّم ألحاناً لأغنيات بينها «نص حالة» لأصالة وأخرى لفريق «واما»، وعن التلحين يوضح: «ألحّن حين يحمّسني عمل. أنا مؤلّف موسيقي في المقام الأول، وتلحين الأغنيات نشاط ثانوي».

وهو ظهر ممثلاً في فيلم «آيس كريم في جليم» مع عمرو دياب، لكنه لم يكرّر التجربة: «كنت في السنة الأولى بكلية الهندسة، وحين طُلبت في الفيلم لم أكن أعرف شيئاً عن دوري. اعتقدتُ أنني سأعزف الموسيقى. التمثيل مجال لا أطمح إليه».

مصدر الصور: